"الخِرَشي" أول شيخ للأزهر و سبب مقولة "يا خراشي"
الإثنين 11/يونيو/2018 - 07:14 ص
وسيم عفيفي
طباعة
كان محمد الخِرَشِي هو أحد أهم من تولى منصب شيخ الأزهر ، ليس لكونه أول من تولى ذلك المنصب الرفيع فقط، بل لأنه لا زال باقياً اسمه على ألسنتنا حتى الآن ، برغم أن اسمه موجوداً منذ زمن وكذلك كان يُنادى من أجل الاستغاثة وليس من أجل الذهول كما هو عليه حال الاسم الآن.
قديماً كان المصريون حينما يظلمهم الولاة يحتمون بالأزهر ويلجئون له ، وينادون على شيخه ، وكان شيخه في هذا الوقت هو الشيخ الخِرَشِي فينادونه بـ "يا خراشي"، ترجمته الكاملة الإمام الشيخ أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخِرَشِي.
قديماً كان المصريون حينما يظلمهم الولاة يحتمون بالأزهر ويلجئون له ، وينادون على شيخه ، وكان شيخه في هذا الوقت هو الشيخ الخِرَشِي فينادونه بـ "يا خراشي"، ترجمته الكاملة الإمام الشيخ أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخِرَشِي.
محمد الخِرَشي
ولد بقرية أبو خراش، التابعة لمركز شبراخيت، في محافظة البحيرة وذلك في عام 1601م، وقد تأثر بالعلم وحب العلم والسعي فيه ومن المؤكد أن سبب ذلك هو والده الشيخ جمال الدين عبد الله بن علي الخِرَشِي ، وقد كان بحراً في العلم وعلما كبيراً من أعلام العلوم الإسلامية في بر مصر المحروسة وقتها.
رحل الشيخ محمد الخِرَشِي من بلده وهو في السن العاشرة بعد أن أتمّ حفظ القرآن الكريم، وتوجه إلى القاهرة حيث كعبة العلم وقلب القاهرة ودرة تاجها وهو الجامع الأزهر، وهناك تأسس على طفرة علمية كبيرة وهائلة وتأهل على يد علماء كُثُر معروفين في الأزهر بسعة إطلاعهم ولكن كان أبرزهم الشيخ الأجهوري، والشيخ يوسف الغليشي، والشيخ عبد المعطي البصير، والشيخ ياسين الشامي بالإضافة لوالده أيضاً.
درس الشيخ محمد بن عبد الله الخِرَشِي علوم الأزهر المقررة وقتها وكانت متمثلة في : التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية
كذلك كان له باع لا بأس به في علوم المنطق، والميقات .
وفي التخصص قام بدراسة الفقه المالكي وهناك أسباب كثيرة دفعته لذلك ومنها وأبرزها، حبه للإمام مالك فقيهِ المدينة المنورة، ولكثرة مصنَّفاته، ولوعي الخِرَشِي بكتاب الموطأ، فركَّز على هذا المذهب وكتبه وقرأها قراءةً واعيةً مع إمعان الفقيه والتأنِّي البالغ، حتى بلغ درجة كبيرة في التأليف والفتوى، وأصبح هو المرجع.
رحل الشيخ محمد الخِرَشِي من بلده وهو في السن العاشرة بعد أن أتمّ حفظ القرآن الكريم، وتوجه إلى القاهرة حيث كعبة العلم وقلب القاهرة ودرة تاجها وهو الجامع الأزهر، وهناك تأسس على طفرة علمية كبيرة وهائلة وتأهل على يد علماء كُثُر معروفين في الأزهر بسعة إطلاعهم ولكن كان أبرزهم الشيخ الأجهوري، والشيخ يوسف الغليشي، والشيخ عبد المعطي البصير، والشيخ ياسين الشامي بالإضافة لوالده أيضاً.
درس الشيخ محمد بن عبد الله الخِرَشِي علوم الأزهر المقررة وقتها وكانت متمثلة في : التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية
كذلك كان له باع لا بأس به في علوم المنطق، والميقات .
وفي التخصص قام بدراسة الفقه المالكي وهناك أسباب كثيرة دفعته لذلك ومنها وأبرزها، حبه للإمام مالك فقيهِ المدينة المنورة، ولكثرة مصنَّفاته، ولوعي الخِرَشِي بكتاب الموطأ، فركَّز على هذا المذهب وكتبه وقرأها قراءةً واعيةً مع إمعان الفقيه والتأنِّي البالغ، حتى بلغ درجة كبيرة في التأليف والفتوى، وأصبح هو المرجع.
موطأ الإمام مالك
المتأمل لسيرة الإمام الخِرَشِي يجد أن هناك أربع أسباب جعلته حبراً في هذا المنوال وفي العلم بشكل عام ، وكانت هذه الأسباب شيوخه ومعلموه الذين تلقى منهم وأخذ عنهم، فضلاً عن الكتب والمراجع التي قرأها ودرسها وحفظها مثل : "الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير" في علم الحديث و كتاب "الفرائد السنية في شرح المقدمة السنوسية" في علم التوحيد وكتاب و "الدرر السنية لحل ألفاظ الآجرومية" في علم النحو ، وغيرها من الكتب.
قيامه بالتدريس في الجامع الأزهر والمدارس الأخرى بالقاهرة مثل المدرسة الأقبغاويَّة ساعده في الفوز بصدارة الفقه المالكي والذي كان يقوم فيها بإعطاء دروسه يومياً والملاحظ أن محاضراته ودروسه لم تكن للطلاب فقط بل كانت أيضاً للعلماء وكل من ابتغى العلم.
كانت الزيارات الكثيرة التي كانت تأتيه من كل البلاد الإسلامية وهذا السبب له الأثر البالغ في علمه حيث كان الزائرون يحدثونه عن ماضي بلادهم وحاضرها وما فيها من ثقافة وعلوم، وما يأتون به من مصنفات وكتب علمائها وأدبائها، فكانت كل هذه الموارد العلمية تضيف إليه علما.
تميز الشيخ الخِرَشِي بمزايا عديدة أهلته لكي يكون أحد أكبر وأهم شيوخ الأزهر في عصره
فقد كان عالماً جريئا لا تأخذه في الحق لومة لائم وكان دائماً نصيراً للمظلومين وشديدا على الحكام الظالمين.
كل هذا لم يأتي هذا من فراغ ولكن لأنه يملك من الهيبة وحسن السمعة بحيث يهابه كل من يراه ، وبالتالي يلجأ له المقهورين لندائه حتى يرفع عنهم ظلم الحاكم وكانوا ينادونه دوماً بـ " يا خراشي ".
قيامه بالتدريس في الجامع الأزهر والمدارس الأخرى بالقاهرة مثل المدرسة الأقبغاويَّة ساعده في الفوز بصدارة الفقه المالكي والذي كان يقوم فيها بإعطاء دروسه يومياً والملاحظ أن محاضراته ودروسه لم تكن للطلاب فقط بل كانت أيضاً للعلماء وكل من ابتغى العلم.
كانت الزيارات الكثيرة التي كانت تأتيه من كل البلاد الإسلامية وهذا السبب له الأثر البالغ في علمه حيث كان الزائرون يحدثونه عن ماضي بلادهم وحاضرها وما فيها من ثقافة وعلوم، وما يأتون به من مصنفات وكتب علمائها وأدبائها، فكانت كل هذه الموارد العلمية تضيف إليه علما.
تميز الشيخ الخِرَشِي بمزايا عديدة أهلته لكي يكون أحد أكبر وأهم شيوخ الأزهر في عصره
فقد كان عالماً جريئا لا تأخذه في الحق لومة لائم وكان دائماً نصيراً للمظلومين وشديدا على الحكام الظالمين.
كل هذا لم يأتي هذا من فراغ ولكن لأنه يملك من الهيبة وحسن السمعة بحيث يهابه كل من يراه ، وبالتالي يلجأ له المقهورين لندائه حتى يرفع عنهم ظلم الحاكم وكانوا ينادونه دوماً بـ " يا خراشي ".
الجامع الأزهر
تولى الخِرَشِي منصب الإمام الأكبر لأول مرة في تاريخ الأزهر عام 1679 ميلادية و قد أنشئ منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شئونه الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر، وقام الأزهر في عصره بعمل أكبر الطفرات الدينية والعلمية على يده لدرجة جعلت الجميع يذكره بكل خير رغم أنه تولى هذا المنصب الكبير وكان قد بلغ الخِرَشِي من العمر أرذله إلا أنه كان كفئاً لمنصبه .
وبرغم كل ما تولاه من مناصب وما فعله من أعمال إلا أنه ترك ثروة علمية هائلة في كتب كتبها وشرحها أثرت المكتبة الإسلامية وأغنت المكتبة الأزهرية ومثلت ذخرا وذخيرة لكل رواد العلم ، ولم تكن هذه الكتب متخصصة في علم واحد، بل تخصصت في علوم أخرى تثبت أيضاً سعة علمه ورجاحة فكره.
بديهي أن يكون للشيخ تلاميذ مهمين في الحياة العلمية ومنهم : أحمد اللقاني، ومحمد الزرقاني، وعلي اللقاني، وشمس الدين اللقاني، وداود اللقاني، ومحمد النفراوي، وأحمد النفراوي، والشبراخيتي، وأحمد الفيومي، وعبد الباقي القليني (الذي تولى مشيخة الأزهر وأصبح رابع المشايخ) وإبراهيم بن موسى الفيومي (سادس مشايخ الأزهر)، وأحمد المشرفي، والشيخ علي المجدولي، والشيخ أبو حامد الدمياطي، والعلامة شمس الدين البصير السكندري، وأبو العباس الديربي صاحب المؤلفات القيمة والعديدة، وتتلمذ على يديه الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي الذي أصبح شيخًا للأزهر.
وبرغم كل ما تولاه من مناصب وما فعله من أعمال إلا أنه ترك ثروة علمية هائلة في كتب كتبها وشرحها أثرت المكتبة الإسلامية وأغنت المكتبة الأزهرية ومثلت ذخرا وذخيرة لكل رواد العلم ، ولم تكن هذه الكتب متخصصة في علم واحد، بل تخصصت في علوم أخرى تثبت أيضاً سعة علمه ورجاحة فكره.
بديهي أن يكون للشيخ تلاميذ مهمين في الحياة العلمية ومنهم : أحمد اللقاني، ومحمد الزرقاني، وعلي اللقاني، وشمس الدين اللقاني، وداود اللقاني، ومحمد النفراوي، وأحمد النفراوي، والشبراخيتي، وأحمد الفيومي، وعبد الباقي القليني (الذي تولى مشيخة الأزهر وأصبح رابع المشايخ) وإبراهيم بن موسى الفيومي (سادس مشايخ الأزهر)، وأحمد المشرفي، والشيخ علي المجدولي، والشيخ أبو حامد الدمياطي، والعلامة شمس الدين البصير السكندري، وأبو العباس الديربي صاحب المؤلفات القيمة والعديدة، وتتلمذ على يديه الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي الذي أصبح شيخًا للأزهر.
غلاف كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار
قال عنه الجبرتي:" هو الإمام العلامة والحبر الفهامة، شيخ الإسلام والمسلمين ووارث علوم سيد المرسلين، وقد ذاعت شهرته أيضًا في البلاد الإسلامية حتى بلغت بلاد المغرب وأواسط أفريقيا حتى نيجيريا، وبلاد الشام والجزيرة العربية واليمن، وقد مكَّن الشيخ من بلوغ هذه الشهرة انتشار طلابه وكثرتهم في أقطار عديدة، واشتهاره بالعلم والتقوى ".
وقد توفي الشيخ الخِرَشِي في صبِيحة يوم الأحد 27 ذي الحجة سنة 1101 هجرية، الموافق 30 سبتمبر 1690 م وخرج الناس لتشييعه إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة ودُفن مع والده وسط قرافة المجاورين قُرب مدفن الشيخ العارف بالله "محمد البنوفري".
وقد توفي الشيخ الخِرَشِي في صبِيحة يوم الأحد 27 ذي الحجة سنة 1101 هجرية، الموافق 30 سبتمبر 1690 م وخرج الناس لتشييعه إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة ودُفن مع والده وسط قرافة المجاورين قُرب مدفن الشيخ العارف بالله "محمد البنوفري".