"توماس أديسون".. رجل أعمال في هيئة مخترع
السبت 16/يونيو/2018 - 01:18 م
مريم مرتضى
طباعة
يفكر الجميع في تغيير العالم، ولكن القليلين فقط هم القادرون على ذلك، واقعة بسيطة شهدتها إحدى المدن الأمريكية في القرن الـ 19، عندما قرر الطبيب تأجيل عملية جراحية لإمرأة على الرغم من أنها مريضة للغاية، ولكن لأنهم كانوا ليلًا فلم يتمكن من إسعافها نظرًا لحاجته إلى الضوء، الحادثة في مجملها بسيط، ولكنها لم تمر مرور الكرام على أصغر أطفال هذه العائلة، وقرر من وقتها أن يجد حلًا يسيطر به على الظلام، وبالفعل بعد سنوات تمكن من تسجيل براءة إختراع المصباح الكهربائي، إنه العالم العبقري "توماس إديسون"، الذي سجل وحده ما يقرب من 1000 براءة إختراع، ولكن يطرح سؤال نفسه، هل بالفعل اخترعهم جميعهم؟.
حياته ونشأته
وُلد توماس إديسون في مدينة ميلان بأوهايو في الولايات الأميريكية عام 1847م، ولم يستكمل تعليمه؛ لأن مستواه التعليمي كان ضعيفًا للغاية، وقررت المدرسة فصله، ولكن أخذت أمه تعلمه القراءة والكتابة والعلوم، وعندما بلغ 11 عامًا كان قد درس التاريخ الأمريكي وروايات شكسبير وغيرها.
توماس أديسون
إختراع المصباح الكهربائي
توالت اختراعات الإنسان القديم وتطويره لمصدر الإنارة من حوله، حتى توصل في القرن الخامس قبل الميلاد إلى استخدام الشموع، وعاد المصباح الزيتي المستخدم في العصر الحجري للظهور عام 1784م، عندما حاول الكيميائي السويسري "إيميه أرغاند" زيادة فعالية هذا الاختراع بصناعة مصباح بفتيلة أنبوبية، ومزودًا إياه بمدخنة؛ لتوجيه الهواء نحو الشعلة بهدف زيادة استعارها، بينما كان المخترع الإيطالي "أليساندرو فولطا" أول من حاول إختراع مصباح بالاعتماد على الكهرباء، ووضع في عام 1800م الأسس الأولية لتوليد الكهرباء.
وفي عام 1809م، أعلن المخترع الإنجليزي "همفري دايفي" عن اختراع أول مصباح كهربائي، لكنه لم يستخدم جماهيريًا بسبب قصر مدة إنارته، كما كان قصير المدى، وبعد أكثر من عشرين مخترع حاولوا توليد الضوء من الكهرباء، ظهر أديسون، الذي تجاوز أخطاء سابقيه من حيث متانة المصباح ومدة إنارته ورخص ثمنه، لينتشر اختراعه في العالم.
توماس أديسون
وبسبب ذلك قرر بعض المؤرخين أن يعتبروا أديسون شخص تجاري أكثر من كونه عالمًا، ونبهوا على أنه ليس صاحب الفضل الأعظم باختراع المصباح، وكان أديسون بالفعل رجل أعمال ناجح بدأ مشواره التجاري منذ العام 1861م.
كان المخترع الأول لأشعة إكس هو عالم الفيزياء الألماني "ويليام رونتجين"، حيث أجرى تجاربه واكتشفها عام 1895م، إلا أن أديسون بمجرد معرفته بتلك التجارب قام على الفور بتطويرها في معاملة الكبيرة والمتقدمة، ليعرضها على الجمهور في معرض الرابطة الوطنية للضوء الكهربائي في نيويورك، وبذلك سُجل الاختراع باسم أديسون، إلا أنه بعد فقدانه بصره بسببها تخلى عنها عام 1903م.
الفلورسكوب أو أشعة إكس
كان المخترع الأول لأشعة إكس هو عالم الفيزياء الألماني "ويليام رونتجين"، حيث أجرى تجاربه واكتشفها عام 1895م، إلا أن أديسون بمجرد معرفته بتلك التجارب قام على الفور بتطويرها في معاملة الكبيرة والمتقدمة، ليعرضها على الجمهور في معرض الرابطة الوطنية للضوء الكهربائي في نيويورك، وبذلك سُجل الاختراع باسم أديسون، إلا أنه بعد فقدانه بصره بسببها تخلى عنها عام 1903م.
الفلورسكوب
الكاميرا المتحركة
الادعاءات لم تقف عند هذا الحد حول المخترع الحقيقي، إذ قيل أيضًا إن أول مخترع للصورة المتحركة كان هو توماس آرمات، إلا أن الاختراع رغم هذا قد سُجل باسم أديسون؛ لأنه كان المطور والمروج التجاري لهذا الاختراع، وصولاً للآلات المتطورة للتصوير السينمائي وتصوير أول فيلم عام 1913م.
لا شك أن أديسون كان يعرف جيدًا كيف يستغل الفرص، وكيف يطورها ويجعلها جاهزة ليعرضها على الجمهور بشكل جذاب ومبهر ويروج لها، ليبقى في التاريخ اسم أديسون من أكثر المخترعين ورجال الأعمال نجاحًا وعبقرية على مر الزمان.
توماس أديسون