نص خطاب رئيس الوزراء للإعلان عن ترشيح مشيرة خطاب لمنصب مدير اليونسكو
الثلاثاء 19/يوليو/2016 - 10:30 م
أكد المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء على دعم الدولة المصرية بكل مؤسساتها وبجهود جميع أبنائها المخلصين لترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب لمنصب مدير عام اليونسكو، مشيرًا إلى أن تفاهم داخل المنظمة بأن يكون المدير العام القادم منتمياً للمجموعة العربية تحقيقاً للتوزيع الجغرافي العادل في ضوء أن المجموعة العربية هي المجموعة الوحيدة التي لم ينل أحد أبنائها شرف تولي هذا المنصب الرفيع، وما من شك أن مصر بإسهامها الثقافي والحضاري والفكري والتنويري جديرة بتولي هذا المنصب الهام.
وفيما يلي نص كلمة المهندس شريف إسماعيل للإعلان عن ترشيح السفيرة مشيرة إسماعيل:
السادة الحضور:
¨ اسمحوا لي في البداية أن أنقل لكم جميعاً تحيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتمنياته لكم ولمصر ولمنظمة اليونسكو بدوام التوفيق والتقدم.
¨ وأود أن أعبر عن شكري وتقديري لكم لمشاركتكم في هذه الفعالية الثقافية الهامة.
¨ أرحب بكم في المتحف المصري هذا المكان الفريد الذي يعتبر شاهداً على التاريخ والذي يزخر بنفائس وإبداعات وكنوز مصر القديمة وفي نفس الوقت يمثل تصميماً معمارياً يجمع بين التاريخ والمعاصرة .
رسالة مصر لشعوب العالم :
السادة الحضور :
¨ إن الحوار الثقافي الذي شهده هذا المنتدى والذي جمع كوكبة من الشخصيات المصرية المرموقة ثقافياً وفكرياً يناقشون دور مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة(اليونسكو) والقضايا الثقافية الدولية إنما ينطلق من اقتناع مصر بأهمية توجيه رسالة إلى شعوب العالم أجمع.
¨ وتؤكد مصر في هذه الرسالة على أنه ليس هناك سلاح أقوى من التلاقي الثقافي والتواصل الفكري والإبداعي في مواجهة التحديات القائمة وفى مقدمتها الإرهاب والتطرف من جانب جماعات الجهل والظلام والتي تستحل قتل الأبرياء وزعزعة أمن واستقرار المجتمعات والعبث بالتراث الإنساني بالتدمير والهدم و التشويه.
¨ ولم يكن الحادث الإرهابي المروع الذي شهدته مدينة نيس بفرنسا مساء يوم 14 يوليو الماضي إلا مثالاً حياً على ذلك وتؤكد مصر على تضامنها التام مع فرنسا وعلى أن تلك الأعمال لن تزيدنا إلا إصراراً علي التصدي لها والتغلب عليها من خلال تعزيز العمل المشترك محلياً وإقليمياً وعالمياً.
السادة الحضور:
¨ لقد تنامت أهمية منظمة اليونسكو من أجل التعامل مع مختلف التحديات بما فيها الإرهاب والتطرف واستخدام العنف ولعل ما جاء في مستهل نظامها التأسيسي الذي أقر عام 1945 يُجسد الغاية من إنشائها حيث أوجبت المنظمة " أن ترتفع حصون السلام طالما كانت الحروب تتولد في عقول البشر ".
¨ ولقد آلت منظمة اليونسكو على نفسها أن تتمثل علة وجودها في دورها كضمير للإنسانية من أجل المساهمة في صون السلم والأمن وذلك من خلال تكثيف النشاط في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصالات وغيرها من المجالات التي استُحدثت مؤخراً مثل البيئة وتغير المناخ والرياضة على أن يكون في قلبها أهم مكونات المجتمع المعاصر ألا وهم الشباب والمرأة .
¨ ويأتي هذا كله في إطار توثيق أواصر التعاون بين الأمم والعمل على ضمان احترام قيم العدالة والقانون وحقوق الإنسان والتغلب على التحديات الأساسية التي تواجه البشر جميعاً دون تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين.
الاستراتيجية المصرية للتنمية المستدامة وبرنامج الحكومة يتسقان مع اليونسكو:
السادة الحضور :
¨ وتواصلاً مع ما تقدم فقد حرصت الحكومة المصرية على تضمين "الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة : رؤية 2030" وكذلك برنامج عمل الحكومة الذي قدمته إلى مجلس النواب وتم إقراره في مارس الماضي موضوعات هامة كالتعليم والابتكار والمعرفة والبحث العلمي والثقافة وتكنولوجيا المعلومات والبيئة وتغير المناخ وهى جميعها مجالات تختص بها اليونسكو كمحاور أساسية تضمن حقوق الأجيال القادمة والقضاء على الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية التي هي من أهم حقوق المواطنة.
¨ كما حرصنا في إطار هذه المحاور على تأكيد مجموعة من المبادئ في مقدمتها إتاحة التعليم للجميع وضمان جودته واحترام الاختلاف والتنوع وعدم التمييز والإبداع والابتكار بما يسهم في تحرير الإنسان من الجهل والجمود الفكري والتطرف.
العلاقة بين مصر واليونسكو علاقة قديمة وممتدة وقوية:
السادة الحضور:
¨ العلاقة بين مصر ومنظمة اليونسكو علاقة ممتدة إلى أكثر من سبعين عاماً فقد كانت مصر من الدول المؤسسة للمنظمة من خلال التوقيع على نظامها الأساسي في 16 يناير عام 1945 وكانت من بين أول 20 دولة صدقت على ميثاقها .
¨ وتربط بين مصر واليونسكو علاقة أكثر عمقاً وتأثيراً في الشعوب تجسدت في تعاون اليونسكو مع مصر في نهاية الخمسينات في مواجهة تحديات التنمية حيث كان لا مناص من بناء السد العالي الأمر الذي كان يعرض آثاراً مصرية بمنطقة النوبة للغرق ولقد نجحت الاتصالات الدولية المكثفة التي قام بها وزير الثقافة الجليل د. ثروت عكاشة وقتذاك وبالتعاون مع منظمة اليونسكو في إطلاق المنظمة لحملة دولية لإنقاذ تلك الآثار ولقد نجحت الحملة في تغطية نفقات إنقاذ هذه الآثار واستكملت مصر مشروعها التنموي في بناء السد العالي بكل نجاح واقتدار.
¨ ومن ناحية أخرى تهمني الإشارة إلى أن مصر احتفظت بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو منذ انعقاد أول اجتماعاته في عام 1946 وحتى الآن باستثناء عدد قليل من السنوات الأمر الذي أكسبها خبرة في التعامل مع آليات المنظمة وأنشطتها وهى ميزة لا تتوفر لكثير من الدول الأعضاء.
¨ وهناك عناصر أخرى لها دلالتها تتيح لمصر ميزة نسبية في إطار علاقتها باليونسكو ويهمني إلقاء الضوء علي بعض منها :
¨ تراثها الثرى المتنوع الذي يتراكم عبر العصور من المصري القديم إلى الإغريقي فالروماني، فالقبطي، حتى العربي الإسلامي.
¨ حرصها على التنوع الثقافي وإعلاء شأن التراث الإنساني وحمايته والمحافظة عليه واعتبار التعليم والثقافة والبيئة الصحية السليمة حق من حقوق المواطنة طبقاً لدستورها الصادر في عام 2014.
¨ خصوصيتها المتفردة لموقعها العبقري اليى يجمع بين الجذور النيلية الأفريقية المتأصلة في ملامح شخصية مصر وإطلالها على سواحل البحر المتوسط تواصلاً مع أوروبا والغرب إلى سواحل البحر الأحمر حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا.
¨ انتماؤها الأفريقي، بالإضافة إلى انتمائها العربي الأمر الذي من شأنه إتاحة الفرصة للأخذ في الاعتبار شواغل شعوب القارة الأفريقية والدول العربية وتطلعاتها وطموحاتها.
¨ أزهرها الشريف، وكنيستها المرقسية العريقة ، وتراثها الإسلامي والقبطي واليهودي.
¨ قوتها الناعمة متمثلة في مفكريها وأدبائها وعلمائها ومثقفيها وفنانيها.
¨ إيمانها بمبادئ الحوار واحترام الآخر وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول واعتبار كل من السلام القائم علي العدل والتعاون الدولي المتناغم خيارا استراتيجيا لا تحيد عنه في إدارة سياستها الخارجية وعلاقاتها مع مختلف دول العالم وفى إطار المنظمات الدولية.
التقدم لترشيح مصر لمنصب مدير عام المنظمة :
السادة الحضور :
¨ وفي ضوء كل الاعتبارات السابقة وانطلاقا من دينامكية التحرك المصري علي المستويين الإقليمي والدولي فلقد قدرت الدولة المصرية أن لديها من الإمكانيات ما يؤهلها للإسهام في صياغة رؤية مستقبلية لتحقيق غايات وأهداف منظمة اليونسكو من خلال التقدم بالترشح لمنصب مدير عام المنظمة وهو منصب لم يشغله ممثل للعالم العربي منذ إنشاء المنظمة .
¨ ويأتي هذا إيماناً من مصر بأهمية الرسالة النبيلة لدورها وثقة في قدرتها على تحقيق طموحات الدول الأعضاء خاصة النامية منها في جميع أنشطة المنظمة خاصة تلك المتصلة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي.
السيدات والسادة :
¨ من مقر المتحف المصري بميدان التحرير ذلك المكان الفريد الذي يحمل بين أروقته وطرقاته أصالة وروعة التاريخ والحضارة المصرية.
¨ ومن علي بُعد كيلومترات قليلة من أهرامات الجيزة وتمثال أبو الهول الذي يقف شامخاً منذ قرون عديدة شاهداً علي تاريخ الإنسانية.
¨ ومن علي بُعد مسافة قصيرة من القاهرة التاريخية ملتقي الأديان السماوية الثلاثة .
¨ ومن جنوب مدينة الإسكندرية والتي احتضنت منذ قرون من الزمان مقر مكتبة الإسكندرية مركز الإشعاع الفكري والتنويري والتي أعيد إحياؤها في عام 2002 في إطار سعي مصر الدائم للريادة في مجال الثقافة والمعرفة .
السيدات والسادة:
¨ من أرض الكنانة ومهد الحضارات يسعدني أن أعلن لكم وللعالم أجمع أن جمهورية مصر العربية قررت ترشيح السيدة الوزيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان السابقة لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وهي سيدة تحمل خبرات وتاريخاً حافلاً مشهوداً به علي الصعيدين الوطني والدولي.
¨ إن مصر بهذا الترشيح تقدم للعالم نموذجاً للمرأة المصرية والعربية والأفريقية والمتوسطية المتفتحة والناجحة التي ثابرت واجتهدت وتفاعلت مع العالم دوماً بعقلانية وجدية وبرهنت علي تمتعها برؤية عصرية وقدرة علي الإنجاز في العمل الميداني وشجاعة في الدفاع عن مواقفها.
¨ وتثبت مصر بهذا الترشيح للمجتمع الدولي كله أن المرأة المصرية دائماً ما تتمتع بحظوظ كبيرة في تبوُّء المواقع الهامة طالما أثبتت الكفاءة المطلوبة .
¨ وهذا هو النهج الذي سارت عليه مصر من قديم الأزل منذ عصر الملكات حتشبسوت ونفرتيتي ونفرتاري وغيرهن رغم الصعوبات التي واجهت مسألة تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين علي مر السنين ليس فقط في الدول النامية بل علي الصعيد الدولي.
¨ ونظراً لأهمية منصب المدير العام لليونسكو فقد تم تشكيل لجنة عليا ضمت ممثلين عن الوزارات المعنية لمناقشة فكرة الترشح للمنصب المشار إليه وتسمية مرشحين مصريين مؤهلين لخوض تلك الانتخابات.
¨ وبعد مداولات مستفيضة لدراسة نتائج أعمال اللجنة المشار إليها بتمعن وتأن وعلي أعلي المستويات كان هناك توجه بأن تكون السيدة الوزيرة مشيرة خطاب هي مرشحة مصر الرسمية لهذا المنصب وتم استطلاع رأى العديد من الدول الصديقة وذات الثقل داخل منظمة اليونسكو تجاه رؤيتهم للمرشحة المصرية المحتملة وفرصها في الانتخابات .
¨ وجاءت ردود الفعل إيجابية للغاية في ضوء التاريخ الدبلوماسي والميداني الحافل للمرشحة المصرية واتساق خبراتها مع مجالات عمل منظمة اليونسكو وتم علي هذا الأساس اتخاذ قرار نهائي بترشيح سيادتها لهذا المنصب الرفيع.
السيدات والسادة الحضور:
¨ إن مرشحتنا وصلت إلي أعلي المناصب من خلال توليها منصب وزيرة الأسرة والسكان ولديها اتصالات واسعة علي الصعيد الدولي وعلاقات متنوعة مع الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومراكز الأبحاث الدولية.
¨ كما أن لها سيرة ذاتية قوية بالإضافة إلي خبرة ثرية للعمل في المنظمات الدولية وأظهرت قدرات إدارية متميزة في قيادة الموارد البشرية وبناء توافق الآراء حول القضايا الحرجة وحشد الموارد.
¨ وإلي جانب خبراتها المتنوعة والتي تعلمونها جميعاً والموضحة بالتفصيل في سيرتها الذاتية والتي سيتم توزيعها علي حضراتكم فإن مرشحتنا تتميز بأن لديها إنجازات ملموسة في العمل الميداني للإشراف علي المبادرات التي تتقدم بها في العديد من المجالات التعليمية والتنموية وفي مجال حقوق الإنسان والحفاظ علي البيئة ومكافحة الإتجار بالبشر والقضاء علي كافة أشكال العنف والتمييز وغير ذلك من المجالات التي تهتم بها منظمة اليونسكو وهو العنصر الذي جعل منها امرأة رائدة في مجالات.
السادة الحضور:
¨ أود أن أختم كلمتي بالتأكيد علي أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها وبجهود جميع أبنائها المخلصين ستدعم هذا الترشيح بقوة فهناك تفاهم داخل المنظمة بأن يكون المدير العام القادم منتمياً للمجموعة العربية تحقيقاً للتوزيع الجغرافي العادل في ضوء أن المجموعة العربية هي المجموعة الوحيدة التي لم ينل أحد أبنائها شرف تولي منصب المدير العام لليونسكو قبل ذلك وما من شك فى أن مصر بإسهامها الثقافي والحضاري والفكري والتنويري جديرة بتولي هذا المنصب المهم.
حفظ الله مصر، ووفقنا ووفقكم جميعاً لما فيه خيرها وعزتها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وفيما يلي نص كلمة المهندس شريف إسماعيل للإعلان عن ترشيح السفيرة مشيرة إسماعيل:
السادة الحضور:
¨ اسمحوا لي في البداية أن أنقل لكم جميعاً تحيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتمنياته لكم ولمصر ولمنظمة اليونسكو بدوام التوفيق والتقدم.
¨ وأود أن أعبر عن شكري وتقديري لكم لمشاركتكم في هذه الفعالية الثقافية الهامة.
¨ أرحب بكم في المتحف المصري هذا المكان الفريد الذي يعتبر شاهداً على التاريخ والذي يزخر بنفائس وإبداعات وكنوز مصر القديمة وفي نفس الوقت يمثل تصميماً معمارياً يجمع بين التاريخ والمعاصرة .
رسالة مصر لشعوب العالم :
السادة الحضور :
¨ إن الحوار الثقافي الذي شهده هذا المنتدى والذي جمع كوكبة من الشخصيات المصرية المرموقة ثقافياً وفكرياً يناقشون دور مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة(اليونسكو) والقضايا الثقافية الدولية إنما ينطلق من اقتناع مصر بأهمية توجيه رسالة إلى شعوب العالم أجمع.
¨ وتؤكد مصر في هذه الرسالة على أنه ليس هناك سلاح أقوى من التلاقي الثقافي والتواصل الفكري والإبداعي في مواجهة التحديات القائمة وفى مقدمتها الإرهاب والتطرف من جانب جماعات الجهل والظلام والتي تستحل قتل الأبرياء وزعزعة أمن واستقرار المجتمعات والعبث بالتراث الإنساني بالتدمير والهدم و التشويه.
¨ ولم يكن الحادث الإرهابي المروع الذي شهدته مدينة نيس بفرنسا مساء يوم 14 يوليو الماضي إلا مثالاً حياً على ذلك وتؤكد مصر على تضامنها التام مع فرنسا وعلى أن تلك الأعمال لن تزيدنا إلا إصراراً علي التصدي لها والتغلب عليها من خلال تعزيز العمل المشترك محلياً وإقليمياً وعالمياً.
السادة الحضور:
¨ لقد تنامت أهمية منظمة اليونسكو من أجل التعامل مع مختلف التحديات بما فيها الإرهاب والتطرف واستخدام العنف ولعل ما جاء في مستهل نظامها التأسيسي الذي أقر عام 1945 يُجسد الغاية من إنشائها حيث أوجبت المنظمة " أن ترتفع حصون السلام طالما كانت الحروب تتولد في عقول البشر ".
¨ ولقد آلت منظمة اليونسكو على نفسها أن تتمثل علة وجودها في دورها كضمير للإنسانية من أجل المساهمة في صون السلم والأمن وذلك من خلال تكثيف النشاط في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصالات وغيرها من المجالات التي استُحدثت مؤخراً مثل البيئة وتغير المناخ والرياضة على أن يكون في قلبها أهم مكونات المجتمع المعاصر ألا وهم الشباب والمرأة .
¨ ويأتي هذا كله في إطار توثيق أواصر التعاون بين الأمم والعمل على ضمان احترام قيم العدالة والقانون وحقوق الإنسان والتغلب على التحديات الأساسية التي تواجه البشر جميعاً دون تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين.
الاستراتيجية المصرية للتنمية المستدامة وبرنامج الحكومة يتسقان مع اليونسكو:
السادة الحضور :
¨ وتواصلاً مع ما تقدم فقد حرصت الحكومة المصرية على تضمين "الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة : رؤية 2030" وكذلك برنامج عمل الحكومة الذي قدمته إلى مجلس النواب وتم إقراره في مارس الماضي موضوعات هامة كالتعليم والابتكار والمعرفة والبحث العلمي والثقافة وتكنولوجيا المعلومات والبيئة وتغير المناخ وهى جميعها مجالات تختص بها اليونسكو كمحاور أساسية تضمن حقوق الأجيال القادمة والقضاء على الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية التي هي من أهم حقوق المواطنة.
¨ كما حرصنا في إطار هذه المحاور على تأكيد مجموعة من المبادئ في مقدمتها إتاحة التعليم للجميع وضمان جودته واحترام الاختلاف والتنوع وعدم التمييز والإبداع والابتكار بما يسهم في تحرير الإنسان من الجهل والجمود الفكري والتطرف.
العلاقة بين مصر واليونسكو علاقة قديمة وممتدة وقوية:
السادة الحضور:
¨ العلاقة بين مصر ومنظمة اليونسكو علاقة ممتدة إلى أكثر من سبعين عاماً فقد كانت مصر من الدول المؤسسة للمنظمة من خلال التوقيع على نظامها الأساسي في 16 يناير عام 1945 وكانت من بين أول 20 دولة صدقت على ميثاقها .
¨ وتربط بين مصر واليونسكو علاقة أكثر عمقاً وتأثيراً في الشعوب تجسدت في تعاون اليونسكو مع مصر في نهاية الخمسينات في مواجهة تحديات التنمية حيث كان لا مناص من بناء السد العالي الأمر الذي كان يعرض آثاراً مصرية بمنطقة النوبة للغرق ولقد نجحت الاتصالات الدولية المكثفة التي قام بها وزير الثقافة الجليل د. ثروت عكاشة وقتذاك وبالتعاون مع منظمة اليونسكو في إطلاق المنظمة لحملة دولية لإنقاذ تلك الآثار ولقد نجحت الحملة في تغطية نفقات إنقاذ هذه الآثار واستكملت مصر مشروعها التنموي في بناء السد العالي بكل نجاح واقتدار.
¨ ومن ناحية أخرى تهمني الإشارة إلى أن مصر احتفظت بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو منذ انعقاد أول اجتماعاته في عام 1946 وحتى الآن باستثناء عدد قليل من السنوات الأمر الذي أكسبها خبرة في التعامل مع آليات المنظمة وأنشطتها وهى ميزة لا تتوفر لكثير من الدول الأعضاء.
¨ وهناك عناصر أخرى لها دلالتها تتيح لمصر ميزة نسبية في إطار علاقتها باليونسكو ويهمني إلقاء الضوء علي بعض منها :
¨ تراثها الثرى المتنوع الذي يتراكم عبر العصور من المصري القديم إلى الإغريقي فالروماني، فالقبطي، حتى العربي الإسلامي.
¨ حرصها على التنوع الثقافي وإعلاء شأن التراث الإنساني وحمايته والمحافظة عليه واعتبار التعليم والثقافة والبيئة الصحية السليمة حق من حقوق المواطنة طبقاً لدستورها الصادر في عام 2014.
¨ خصوصيتها المتفردة لموقعها العبقري اليى يجمع بين الجذور النيلية الأفريقية المتأصلة في ملامح شخصية مصر وإطلالها على سواحل البحر المتوسط تواصلاً مع أوروبا والغرب إلى سواحل البحر الأحمر حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا.
¨ انتماؤها الأفريقي، بالإضافة إلى انتمائها العربي الأمر الذي من شأنه إتاحة الفرصة للأخذ في الاعتبار شواغل شعوب القارة الأفريقية والدول العربية وتطلعاتها وطموحاتها.
¨ أزهرها الشريف، وكنيستها المرقسية العريقة ، وتراثها الإسلامي والقبطي واليهودي.
¨ قوتها الناعمة متمثلة في مفكريها وأدبائها وعلمائها ومثقفيها وفنانيها.
¨ إيمانها بمبادئ الحوار واحترام الآخر وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول واعتبار كل من السلام القائم علي العدل والتعاون الدولي المتناغم خيارا استراتيجيا لا تحيد عنه في إدارة سياستها الخارجية وعلاقاتها مع مختلف دول العالم وفى إطار المنظمات الدولية.
التقدم لترشيح مصر لمنصب مدير عام المنظمة :
السادة الحضور :
¨ وفي ضوء كل الاعتبارات السابقة وانطلاقا من دينامكية التحرك المصري علي المستويين الإقليمي والدولي فلقد قدرت الدولة المصرية أن لديها من الإمكانيات ما يؤهلها للإسهام في صياغة رؤية مستقبلية لتحقيق غايات وأهداف منظمة اليونسكو من خلال التقدم بالترشح لمنصب مدير عام المنظمة وهو منصب لم يشغله ممثل للعالم العربي منذ إنشاء المنظمة .
¨ ويأتي هذا إيماناً من مصر بأهمية الرسالة النبيلة لدورها وثقة في قدرتها على تحقيق طموحات الدول الأعضاء خاصة النامية منها في جميع أنشطة المنظمة خاصة تلك المتصلة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي.
السيدات والسادة :
¨ من مقر المتحف المصري بميدان التحرير ذلك المكان الفريد الذي يحمل بين أروقته وطرقاته أصالة وروعة التاريخ والحضارة المصرية.
¨ ومن علي بُعد كيلومترات قليلة من أهرامات الجيزة وتمثال أبو الهول الذي يقف شامخاً منذ قرون عديدة شاهداً علي تاريخ الإنسانية.
¨ ومن علي بُعد مسافة قصيرة من القاهرة التاريخية ملتقي الأديان السماوية الثلاثة .
¨ ومن جنوب مدينة الإسكندرية والتي احتضنت منذ قرون من الزمان مقر مكتبة الإسكندرية مركز الإشعاع الفكري والتنويري والتي أعيد إحياؤها في عام 2002 في إطار سعي مصر الدائم للريادة في مجال الثقافة والمعرفة .
السيدات والسادة:
¨ من أرض الكنانة ومهد الحضارات يسعدني أن أعلن لكم وللعالم أجمع أن جمهورية مصر العربية قررت ترشيح السيدة الوزيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان السابقة لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وهي سيدة تحمل خبرات وتاريخاً حافلاً مشهوداً به علي الصعيدين الوطني والدولي.
¨ إن مصر بهذا الترشيح تقدم للعالم نموذجاً للمرأة المصرية والعربية والأفريقية والمتوسطية المتفتحة والناجحة التي ثابرت واجتهدت وتفاعلت مع العالم دوماً بعقلانية وجدية وبرهنت علي تمتعها برؤية عصرية وقدرة علي الإنجاز في العمل الميداني وشجاعة في الدفاع عن مواقفها.
¨ وتثبت مصر بهذا الترشيح للمجتمع الدولي كله أن المرأة المصرية دائماً ما تتمتع بحظوظ كبيرة في تبوُّء المواقع الهامة طالما أثبتت الكفاءة المطلوبة .
¨ وهذا هو النهج الذي سارت عليه مصر من قديم الأزل منذ عصر الملكات حتشبسوت ونفرتيتي ونفرتاري وغيرهن رغم الصعوبات التي واجهت مسألة تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين علي مر السنين ليس فقط في الدول النامية بل علي الصعيد الدولي.
¨ ونظراً لأهمية منصب المدير العام لليونسكو فقد تم تشكيل لجنة عليا ضمت ممثلين عن الوزارات المعنية لمناقشة فكرة الترشح للمنصب المشار إليه وتسمية مرشحين مصريين مؤهلين لخوض تلك الانتخابات.
¨ وبعد مداولات مستفيضة لدراسة نتائج أعمال اللجنة المشار إليها بتمعن وتأن وعلي أعلي المستويات كان هناك توجه بأن تكون السيدة الوزيرة مشيرة خطاب هي مرشحة مصر الرسمية لهذا المنصب وتم استطلاع رأى العديد من الدول الصديقة وذات الثقل داخل منظمة اليونسكو تجاه رؤيتهم للمرشحة المصرية المحتملة وفرصها في الانتخابات .
¨ وجاءت ردود الفعل إيجابية للغاية في ضوء التاريخ الدبلوماسي والميداني الحافل للمرشحة المصرية واتساق خبراتها مع مجالات عمل منظمة اليونسكو وتم علي هذا الأساس اتخاذ قرار نهائي بترشيح سيادتها لهذا المنصب الرفيع.
السيدات والسادة الحضور:
¨ إن مرشحتنا وصلت إلي أعلي المناصب من خلال توليها منصب وزيرة الأسرة والسكان ولديها اتصالات واسعة علي الصعيد الدولي وعلاقات متنوعة مع الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومراكز الأبحاث الدولية.
¨ كما أن لها سيرة ذاتية قوية بالإضافة إلي خبرة ثرية للعمل في المنظمات الدولية وأظهرت قدرات إدارية متميزة في قيادة الموارد البشرية وبناء توافق الآراء حول القضايا الحرجة وحشد الموارد.
¨ وإلي جانب خبراتها المتنوعة والتي تعلمونها جميعاً والموضحة بالتفصيل في سيرتها الذاتية والتي سيتم توزيعها علي حضراتكم فإن مرشحتنا تتميز بأن لديها إنجازات ملموسة في العمل الميداني للإشراف علي المبادرات التي تتقدم بها في العديد من المجالات التعليمية والتنموية وفي مجال حقوق الإنسان والحفاظ علي البيئة ومكافحة الإتجار بالبشر والقضاء علي كافة أشكال العنف والتمييز وغير ذلك من المجالات التي تهتم بها منظمة اليونسكو وهو العنصر الذي جعل منها امرأة رائدة في مجالات.
السادة الحضور:
¨ أود أن أختم كلمتي بالتأكيد علي أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها وبجهود جميع أبنائها المخلصين ستدعم هذا الترشيح بقوة فهناك تفاهم داخل المنظمة بأن يكون المدير العام القادم منتمياً للمجموعة العربية تحقيقاً للتوزيع الجغرافي العادل في ضوء أن المجموعة العربية هي المجموعة الوحيدة التي لم ينل أحد أبنائها شرف تولي منصب المدير العام لليونسكو قبل ذلك وما من شك فى أن مصر بإسهامها الثقافي والحضاري والفكري والتنويري جديرة بتولي هذا المنصب المهم.
حفظ الله مصر، ووفقنا ووفقكم جميعاً لما فيه خيرها وعزتها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".