"الفلافل" تاريخ بـ "السمسم" جعلناه "طعمية" ثم حولوه لـ "جرين برجر"
الأحد 17/يونيو/2018 - 03:04 م
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: محمود الدايح
طباعة
انقشع ظلام السماء بأول ضوء مع الفجر ومع بدء شروق الشمس بدأ يصدح صوت الزيت وفيه أقراص عجين الفلافل ؛ يتم قليها ويسري في الجو رائحة ممزوجة بالفول المدشوش والسمسم، إلى أن يتم رصها في الصاج الخاص بها ويتلاقفها الذين يقفون طوابير لأخذها ساخنة وطازجة نظراً لأن أن كل قرص يحتوي على البروتين النباتي وتساعد تلك الأقراص في إزالة الجوع.
الفلافل من عصر الأقباط إلى جيل الفرافير
الفلافل
قبل ألفين سنة عرفت مصر الطعمية عن طريق الأقباط حين اخترعوها لتكون لهم طعاماً في أيام صومهم الذي يمنع عنهم فيه تناول أي شيء فيه روح مثل الأسماك والدواجن واللحوم، فكان لابد من إيجاد نوع آخر من الطعام يكون فيه عناصر غذائية متكاملة، فجاء اخترع الطعمية والتي أطلقوا عليها اسم " فا ـ لا ـ فل "، وهو اسم قبطي معناه "ذات الفول الكثير".
الفلافل
استمرت الفلافل موجودة في مصر على هذا الاسم حتى دخول العرب وتغير اسم تلك الأقراص من فلافل إلى طعمية، وجاء اسم الطعمية اشتقاقاً من كلمة "طعام"، ثم عاد اسم فلافل مرة أخرى عن طريق الإسكندرية لأن له صلة بـ "الفول".
مع جيل السوشيال ميديا وانتشار ثقافة التغريب، تغير اسم تلك الأقراص نهائياً فصار اسمها "جرين برجر"، الأمر الذي أثار استياء الكثيرين نظراً لميوعة اللفظ وأنه لا يليق على هذا الطعام المصري الذي لها أصالة قديمة.
صراع اليهود حول أصول الطعمية
صحيفة معاريف تعترف بفشل إسرائيل في مسابقة للطعمية
استمراراً لسرقات اليهود لكافة ما هو عربي خاصةً إن مصرياً، زعم مؤرخين يهود أن الفلافل هي أكلة تعود جذورها إلى الكيان الصهيوني، وظلت هناك خلافات فكرية وثقافية حول أصول هذه الصنعة، حتى اعترفوا بعد فشلهم في طهيها بمهرجان الفلافل الذي انعقد في لندن منذ سنوات.
فوائد صحية .. ولكن
الفلافل
خلال تحقيقات علمية أجرتها قناة العربية السعودية مع خبراء تغذية مصريون، أكدوا أن القيمة الغذائية للطعمية أو الفلافل ممتازة فهي تحتوي على البروتين النباتي من الفول وتوفر بشكل عام البروتين ومعادن الحديد والكالسيوم والماغنيسيوم والزنك وفيتامين أ وفيتامين سي والألياف الغذائية والنشويات والحديد وفيتامين ب والبوتاسيوم والماغنيسيوم، لافتاً إلى أنها غنية بمضادات الأكسدة.
الفلافل
ووفق تلك التقارير فإن تناول الفلافل يقلل من معدلات السرطانات، خاصة سرطان القولون، حيث تحول البكتيريا الصديقة ألياف البقول المتواجدة في الفلافل إلى حمض البيوتيريك الذي يحافظ على سلامة خلايا القولون ومنع تحولها لخلايا سرطانية.
الدراسات الحديثة أكدت أن النساء اللائي يحرصن على تناول البقول، ومنها التي توجد في الفلافل، تقل لديهن معدلات الإصابة بسرطان الثدي، كما أن مكونات الفلافل ترفع المناعة وتقلل من أمراض القلب وتحمي من سرطانات البروستاتا والجهاز الهضمي وتخفض مستوى الغلوكوز داخل الخلايا السرطانية، وهو ما يمنع تغيير طبيعة وهيكلة الأغشية الهلامية التي تحيط بالخلايا المسرطنة.
الدراسات الحديثة أكدت أن النساء اللائي يحرصن على تناول البقول، ومنها التي توجد في الفلافل، تقل لديهن معدلات الإصابة بسرطان الثدي، كما أن مكونات الفلافل ترفع المناعة وتقلل من أمراض القلب وتحمي من سرطانات البروستاتا والجهاز الهضمي وتخفض مستوى الغلوكوز داخل الخلايا السرطانية، وهو ما يمنع تغيير طبيعة وهيكلة الأغشية الهلامية التي تحيط بالخلايا المسرطنة.
ويوجد في الطعمية إنزيم الأبيجينين وهو متواجد في البقدونس ويضاف لمكونات الفلافل وفائدته أنه يخفف من أعراض الالتهاب الرئوي ويخفض مستوى مضادات الأجسام المناعية، التي تزيد مع الحساسيات، وكذلك التفاعلات الكيميائية المرتبطة بظهور أعراض الحساسيات، فضلاً عن أن هذا الإنزيم مضاد للالتهابات والتقلصات، ويوقف إنتاج حمض اليوريك مما يعني غياب النقرس، كما يحمي الشفرات الوراثية من التدمير ويؤخر الشيخوخة والأمراض المزمنة.
الفلافل
ورغم كل تلك الفوائد لكن هناك أضرار صحية أبرزها عسر الهضم وذلك لتأثير الفلافل السلبي بسبب زيوتها على جدار المعدة وأحماضها، مما يتسبب في الاصابة بالتلبك المعوى، والحموضة الشديدة، وتضر مرضى الارتجاع.