"لموا الناس وفهموهم وتابعوا قبل ما تتكلموا" هل نفذ الإعلاميين طلب الرئيس ؟
الثلاثاء 19/يونيو/2018 - 03:58 ص
وسيم عفيفي
طباعة
أي نظام حكم في العالم مهما كان شكله وطرازه يحتاج إلى "الإعلام"، وتختلف المسألة نسبياً في مصر حيث أن "الإعلام" باعتباره وسيلة وحيدة للوصول إلى الموضوعية، تحول منذ ثورة 1952 م إلى "بروباجندا" حيث "الإعلام الموجه"، ورغم الكارثية التي تسببت فيها البروباجندا سنة 1967 م، لكنها ظلت موجودةً حتى فبراير من العام 2011 م.
لم يكن لدى "الإخوان" الوعي الكافي في التفرقة بين "الإعلام الإصلاحي الموضوعي" وبين "الإعلام الموجه" ويدلل على ذلك عهد صلاح عبدالمقصود في منصب وزير الإعلام الرسمي، فضلاً عن القنوات الخاصة التابعة للجماعة، وهو الأمر نفسه الذي كرره الإعلاميين المؤيدين للرئيس عبدالفتاح السيسي، لكن بصورة متساوية مع الإخوان.
كان الفريق عبدالفتاح السيسي حين فترة توليه منصب وزير الدفاع يعي جيداً أهمية الإعلام باعتباره أحد الأذرع المهمة للدولة، وبدا واضحاً في الفيديوهات الرسمية التي وصفها الإخوان آن ذاك بـ "التسريبات" أن عقليته تختلف كثيراً عن كل من سبقوه، كون أنه يدرك تغير الظروف تكنولوجيا وإعلامياً بعد 25 يناير.
الفريق السيسي - 3 يوليو 2013
قبل تولي السيسي منصب رئيس كان الإعلام يتعامل معه بأسلوب الترويج له باعتباره القائد الذي أنقذ مصر من مخاطر "الإسلام السياسي" بشقيه الفكري والإرهابي، غير أن الإعلاميين تحولوا إلى "ألاضيش" وهي كلمة تركية تعني "الأنصار التابعين".
سقطات إعلامية كثيرة وقع فيها مؤيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي عبر وسائل الإعلام، والإشكالية أن تلك السقطات لا تُحْسَب على الإعلامي وقناة برنامجه، وإنما تُحْسَب على الدولة ذاتها فبات الإعلامي هو المتحدث الرسمي لمؤسسات الدولة بل وشكلاً من قوتها الناعمة.
أحدثت القرارات الحكومية الأخيرة بشأن الإصلاح الاقتصادي جدلاً شعبياً واسعاً منذ زيادة سعر تذكرة المترو ووصولا إلى زيادة أسعار البنزين، وكان واضحاً مدى الفجوة بين الدولة والشعب، فالدولة لها ميزانية تحكمها الأزمات والشعب له احتياجات يرسمه الفقر وسوء الدخل، وكليهما في جزيرة منعزلة بسبب الإعلام، من خلال مشاهد استفزازية أججت رفض الشعب وساهمت في استكمال عمل الحكومة اقتصادياً بشكل يكاد يكون منعزل عن أوجاع الشعب نفسه.
سقطات إعلامية كثيرة وقع فيها مؤيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي عبر وسائل الإعلام، والإشكالية أن تلك السقطات لا تُحْسَب على الإعلامي وقناة برنامجه، وإنما تُحْسَب على الدولة ذاتها فبات الإعلامي هو المتحدث الرسمي لمؤسسات الدولة بل وشكلاً من قوتها الناعمة.
أحدثت القرارات الحكومية الأخيرة بشأن الإصلاح الاقتصادي جدلاً شعبياً واسعاً منذ زيادة سعر تذكرة المترو ووصولا إلى زيادة أسعار البنزين، وكان واضحاً مدى الفجوة بين الدولة والشعب، فالدولة لها ميزانية تحكمها الأزمات والشعب له احتياجات يرسمه الفقر وسوء الدخل، وكليهما في جزيرة منعزلة بسبب الإعلام، من خلال مشاهد استفزازية أججت رفض الشعب وساهمت في استكمال عمل الحكومة اقتصادياً بشكل يكاد يكون منعزل عن أوجاع الشعب نفسه.
فمثلاً تقوم إعلامية باستضافة فنانة مشهورة على قناة تنال نسبة مشاهدة لتقول "الفقير يمشي على رجليه"، وفي مشهد آخر تأتي إعلامية أخرى لتقول أن زيادة الأسعار انتقام إلهي من الشعب بسبب المعاصي، إلى غير ذلك من التصريحات الممجوجة بالاستفزاز.
بصرف النظر عن ذكر أسماء من تملقوا الرئيس ونافقوه، لأنهم مشهورين أصلاً بمواقفهم، لكن لم يكن هناك شعور متبادل بين الرئيس والإعلاميين، فالسيسي يعرف أن هؤلاء يحبونه ويؤيدونه، لكنه لم يظهر عليه مرة حبه لهم أو حتى إعجاباً بمواقفهم رغم اصطحابه لهم في رحلات رسمية للخارج، ويدلل على ذلك مواقف الرئيس طوال حقبته الأولى من خلال الأمثال التالية:
بصرف النظر عن ذكر أسماء من تملقوا الرئيس ونافقوه، لأنهم مشهورين أصلاً بمواقفهم، لكن لم يكن هناك شعور متبادل بين الرئيس والإعلاميين، فالسيسي يعرف أن هؤلاء يحبونه ويؤيدونه، لكنه لم يظهر عليه مرة حبه لهم أو حتى إعجاباً بمواقفهم رغم اصطحابه لهم في رحلات رسمية للخارج، ويدلل على ذلك مواقف الرئيس طوال حقبته الأولى من خلال الأمثال التالية:
1 ـ في شهر سبتمبر 2014 أيضًا، كشف الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه اعتذر لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، عن أي إساءات صدرت ضد والدته الشيخة موزة بنت ناصر في الإعلام المصري، وذلك خلال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال "السيسي"، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "لا يمكن الإساءة إلى المرأة العربية بأي شكل من الأشكال، ولذلك أنا قلت لأمير قطر من فضلك بلغ والدتك عني الاعتذار، لأنني لا أقبل مثل هذه الإساءات، ليس إلى سيدة من قطر فقط، وإنما إلى أي سيدة من أي مكان في العالم".
2 ـ في يناير 2015، التقى السيسي وفد صحفي وإعلامي خلال زيارته للإمارات، وأكد على أهمية دور الإعلاميين وتأثيرهم على المواطنين، قائلا: "من يسمعكم يأخذ منكم ويصدقكم، ولذلك ينبغي أن يكون دوركم هو تجميع المصريين، ولا أقول ذلك لكي يغضب أحد، ولكن للحفاظ على البلاد، وأقول هذه النصيحة ليس بصفتي حاكما ولكن بصفتي واحد منكم".
وقال الرئيس "لموا الناس وفهموهم، وقبل ما تطرح قضية جماهيريًا يجب أن تتابع الملف بالكامل وتعرض تفاصيله؛ لإننا بنشكل وعي الناس الحقيقي وليس المزيف، قبل أن أعرض مشكلة أنبوبة البوتاجاز أو أزمة الكهرباء أشوف هل معايا تمويل لتحسين الخدمة، أقول لكم من هنا من الإمارات، لولا مساعدة الأشقاء لنا لزاد الوضع سوءًا".
إلى الآن فلا يمكن الحكم على الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأنه راضٍ عن الأسلوب الإعلامي الموجود في الدولة رغم تأييد كل الإعلام له، والغريب أن غالبية الإعلاميين لا زالوا في طريقتهم التي تحولت إلى "نفاق" أحرجه هو شخصياً محلياً ودولياً.
وقال "السيسي"، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "لا يمكن الإساءة إلى المرأة العربية بأي شكل من الأشكال، ولذلك أنا قلت لأمير قطر من فضلك بلغ والدتك عني الاعتذار، لأنني لا أقبل مثل هذه الإساءات، ليس إلى سيدة من قطر فقط، وإنما إلى أي سيدة من أي مكان في العالم".
2 ـ في يناير 2015، التقى السيسي وفد صحفي وإعلامي خلال زيارته للإمارات، وأكد على أهمية دور الإعلاميين وتأثيرهم على المواطنين، قائلا: "من يسمعكم يأخذ منكم ويصدقكم، ولذلك ينبغي أن يكون دوركم هو تجميع المصريين، ولا أقول ذلك لكي يغضب أحد، ولكن للحفاظ على البلاد، وأقول هذه النصيحة ليس بصفتي حاكما ولكن بصفتي واحد منكم".
وقال الرئيس "لموا الناس وفهموهم، وقبل ما تطرح قضية جماهيريًا يجب أن تتابع الملف بالكامل وتعرض تفاصيله؛ لإننا بنشكل وعي الناس الحقيقي وليس المزيف، قبل أن أعرض مشكلة أنبوبة البوتاجاز أو أزمة الكهرباء أشوف هل معايا تمويل لتحسين الخدمة، أقول لكم من هنا من الإمارات، لولا مساعدة الأشقاء لنا لزاد الوضع سوءًا".
إلى الآن فلا يمكن الحكم على الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأنه راضٍ عن الأسلوب الإعلامي الموجود في الدولة رغم تأييد كل الإعلام له، والغريب أن غالبية الإعلاميين لا زالوا في طريقتهم التي تحولت إلى "نفاق" أحرجه هو شخصياً محلياً ودولياً.