نشر الموقع الأمريكي، "مونيتور" تقريرا عن "الصفقة الثلاثية"، التي تشمل كل من روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تهدف إلى إخراج إيران من سوريا،وهو المخطط الذي يتم تداوله حالياً في الأوساط السياسية، ومن خلاله تسعى فيه الولايات المتحدة إلى إعادة موسكو إلى مجموعة الدول الصناعية السبعة "جي -7" لقاء موافقة الروس على طلب إسرائيل بإبعاد إيران عن حدودها.


نفي وتطابق
ربما يكون معروف لك عزيزي القاريء، موقف إسرائيل، وكيف أنها نفت مشاركتها في هذه القمة، لكن وعلى الرغم من ذلك، فلابد من الانتباه أنها تؤيد واشنطن بخصوص ضرورة خروج إيران، من سوريا، وهي على قناعة من أن تواجدها يشكل خطورة قصوى.

تدريبات إسرائيل في الجولان
يشير تقرير الموونيتور الأمريكي، إلى أن التدريب العسكري الذي قام به الجيش الإسرائيلي في 10 يونيو، في مرتفعات الجولان، لم يكن من قبيل الصدفة، حيث استخدم سلاح الجو الإسرائيلي العشرات من الطائرات المقاتلة، بهدف استعراض القوة والعزم المناسبين لإفهام إيران بأن إسرائيل لا تنوي التخلي عن سياسة "لا للوجود الإيراني في سوريا".

هدف إيران في سوريا وفقا للرؤية الاسرائيلية
يعد الهدف الذي تطمح له إيران في سوريا، هو تشكيل منظومة أشبه ما تكون بـ"حزب الله" وأن يكون لها قوة صاروخية وقوة قذائف لن يتكرر، وهو ما لن تسمح به إسرائيل، ولن تترك الفرصة تتيح لإتمامه ، حتى لو أدى الأمر إلى حرب شاملة.

قوة إسرائيل الحالية
عند قراءة المشهد الحالي، نجد أن إسرائيل تستمد قوتها السياسية الحالية، والتي تمارسها على إيران، من التقارير الاستخباراتية التي تقول بإن العقوبات الأمريكية على إيران ألحقت أضرارا بالغة في الاقتصاد الإيراني. في الواقع، ولكي تكون الصورة أكثر وضوحا أمامنا، نجد أن الضرر، هو أكبر بكثير مما توقعه خبراء الاستخبارات الإسرائيلية، وفي نفس الوقت ما تظنه إسرائيل هو أن 

الضغط على الملالي، سيؤدي في نهاية المطاف إلى أمرين لا ثالث لهما: تغير حقيقي في السياسية الإيرانية فيما يتعلق بنشر الإرهاب وتأسيس جبهة ثانية لمواجهة إسرائيل أو إسقاط النظام الإيراني.

أهمية العلاقة مع روسيا
تشير كافة التقارير العالمية، والدراسات الاستخباراتية، إلى أن العلاقة الأهم بالنسبة لإسرائيل، هي مع روسيا، إذا ما استثنينا طبعا علاقتها مع الولايات المتحدة، حيث ينظر إلى الالتزام الأمريكي بإسرائيل على أنه أمر مسلم به في عهد دونالد ترامب، لذا تتجه إسرائيل إلى تعزيز علاقتها مع روسيا مستثمرة كل ما يلزم لفعل ذلك.


على صعيد أخر، لاحظ المراقبون للعلاقات الروسية الإسرائيلية، تغير الخطاب الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة فيما يتعلق بوجود إيران و"حزب الله" في سوريا، فمنذ وقت قريب كانت إسرائيل تطالب إيران ووكلائها بالابتعاد عن الحدود، مطالبة بمسافات مختلفة تفصل الإيرانيين عن الحدود الإسرائيلية، منها مسافة 60 كيلومتراً على الأقل.

تغير في الخطاب
يشار إلى أن إسرائيل، قد غيرت نبرتها، بات واضحا مطالبة نتنياهو وليبرمان الآن، بعدم السماح لإيران و"حزب الله" بالوجود في سوريا على الإطلاق، ذلك الطلب الذي لم يتم تناوله بالتفصيل من قبل الروس أو الأمريكيين، إلا أن الإسرائيليين يكررونه في كل فرصة.

سر مطالبة إسرائيل
لعل السر في تكرار مطالبة إسرائيل لخروج إيران من الأراضي السورية، لأنه أصبح واضحا لها، أن كل من إيران وحزب الله يحاولان نقل صواريخ بعيدة المدى إلى سوريا، يصل مداها إلى 400 كم ، وأصبح الطلب بإبعاد الإيرانيين عن الحدود بلا جدوى، لأنه يمكنهم أيضا إطلاق صاروخ بعيدة المدى من شرق وشمال سوريا، وبالتأكيد إسرائيل مصممة على منع هذا من الحدوث وستقوم بما يلزم لخروج إيران من سوريا ما لم توضح جميع الأطراف المعنية الأخرى للإيرانيين ما يجب عليهم فعله.