السبب الرئيسي في نظافة ملابسنا.. " عزالدين الجلدكي " مخترع مساحيق الغسيل
الجمعة 22/يونيو/2018 - 07:56 م
مريم مرتضى
طباعة
اصبحت مساحيق الغسيل واحدة من أهم ضروريات الحياة، حيث أنه لا يوجد منزل بالعالم إلا وبداخله إحدى أنواع مساحيق الغسيل التي تُستخدم في التنظيف، وقد كانت في البداية مصنوعة لتنظيف الملابس فقط، ولكن مع مرور الوقت تم تطويرها وإضافة العديد من المواد الكيميائية واستخراج مواد جديدة تُستخدم في تنظيف العديد من الأشياء المنزلية، ولكن هل فكرنا يومًا من هو مُخترع مسحوق الغسيل؟، إنه عالم الكيمياء العبقري " عزالدين الجلدكي "، الذي كان له دور كبير في تطوير علم الكيمياء.
عزالدين الجلدكي
هو مؤلف كيميائي وعالم رياضيات، أسمه الحقيقي "علي بن محمد أيدمر عز الدين الجلدكي"، عاش في القرن الثامن هجريًا، وتُشير بعض المصادر على أن أصل تسمية الجلدكي منسوب إلى "جلدك" إحدى قرى خراسان القديمة.وقد ترك الجلدكي خلفه العديد من المؤلفات الهامة في مجال الكيمياء والرياضيات، وكتب عن أهميتهم العلمية، واهتم الجلدكي اهتمامًا بالغًا بقراءة ما كُتب عن علم الكيمياء، واتخذ من قراءاته وتحليله طريقة لبناء مسلك علمي سُمي بآداب علم الكيمياء العربية والإسلامية.
عزالدين الجلدكي
اختراع مسحوق الغسيل
كان الجلدكي هو أول شخص يقوم بإدخال بعض التحسينات الكيميائية على الصابون، وذلك كان بغرض جعله ملائمًا لتنظيف الملابس، وقد لاقت طريقة الجلدكي المبتكرة في استخدام المسحوق الجديد رواجًا كبيرًا، لدى عموم الناس وحتى وقتنا الحالي، مما جعل هذا الاختراع واحد من أكثر الاختراعات التي قام بها الجلدكي طرافة وفائدة، وللنظافة نصيبًا أخرًا مع ابتكار جديد للجلدكي وهو اختراع الكمامة حيث كان من أشد العلماء توعية للأخطار التي يسببها تنفس المواد الكميائية على البشر ومن هنا جاءت فكرة "الكمامة".
عزالدين الجلدكي
من أهم الاكتشافات التي توصل إليها العالم الجلدكي هو اكتشافه الخاص بحمض النيتريك، حيث أثبت أن هذا الحمض قادرًا على أن يفصل الذهب عن الفضة إذا ما كُنا في حاجة إلى استخلاص الذهب الخام المخلوط مع الفضة، كما أن الجلدكي هو أول من توصل إلى أن المواد الكميائية لا تتفاعل مع بعضها إلا بكميات معينة، وهذه النظرية التي أرسى قواعدها كانت فيما بعد الطريق الأساسي الذي سار عليه مكتشفوا وضابطو قانون النسب الثابتة.
اهتم الجلدكي أيضًا بدراسة فروع أخرى من علم الكيمياء، حيث قام بدراسات كاملة حول خواص الزئبق، وكان يرى أن أصل جميع الأحجار الطبيعية يعود إلى الزئبق، وقام الجلدكي بدراسة الحمضيات والقلويات دراسة شاملة متوسعة، وكان هو أول من اكتشف أن المواد عندما تحترق تعطي ألوانًا مختلفة.
عزالدين الجلدكي
ترك الجلدكي خلفه العديد من المؤلفات والأبحاث، التي تُعد أبحاثًا للدارسين في حد ذاتها، بعضها اندثر واختفى والبعض الآخر ظل محفوظًا، ومن أهم تلك المؤلفات : " نهاية الطلب " ، " البُرهان في أسرار علم الميزان " ، " مُجلد المصباح في علم المفتاح " والذي ينقسم وحده إلى خمسة مراجع أساسية، وهما: " البُرهان في أسرار علم الميزان " ، " غاية السرور " ، " نهاية الطلب في شرح المكتسب وزراعة الذهب " ، " التقريب في أسرار التركيب في الكيمياء " ، " كنز الاختصاص في معرفة الخواص "، بالإضافة إلى العديد من المؤلفات الأخرى.