وفقا لتقارير موثقة وصلت من الحديدة فأنا جرائم بالجملة تقع من طرف مليشيات الحوثي في حق المدنيين بداية من حرمانهم من المساعدات الإنسانية والغذائية حتى الطبية التي كانت تصل عبر المطار الجوي والتي لا زالت تصل عبر الميناء البحري إضافة إلى قمع الأطراف السياسية داخل المدينة وتجنيد الأطفال واتخاذ الأطفال كدروع بشرية للوقاية من الآثار المدمرة لغارات التحالف.
تعاني المدينة إلى انقطاع دائم في الكهرباء والمياه تسببت في زيادة حدة الأزمة نتيجة لقيام المليشيات الحوثية بالاستيلاء على شاحنات النفط ضمن المساعدات الأممية وانحسار استخدام تلك الشاحنات على منتسيبها عن غيرهم، كما وردت تقارير إعلامية شبهة موثوقة تفيد أن توجيهات عليا صدرت من قيادات الحوثي قضت بإغلاق جميع محطات النفط بما فيها المحطة المركزية التابعة لشركة النفط التي توفره بالسعر الرسمي، وهو ما يعطي تأكيدا آخر عن وقوف مليشيا الحوثي خلف شل حركة النقل العامة الناتجة من قطع المشتقات النفطية كليا.
بينما كان التحالف يستعد للتقدم باتجاة الحديدة، انشغل الحوثيين بتدمير البنية التحتية للمدينة من خلال حفر الخنادق بالطرق وتدمير شبكات الكهرباء داخل المدينة لإعاقة عمليات التحالف وجهود ترتيب المدنية فيما يلي تلك العمليات.
على جانب التحالف لم تتركز غارات المقاتلات على مواقع الحوثيين بل أنها طالت مواقع للمدنيين والسكان أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة الحديدة.
وهنا يمكن الوقوف على يأتي، فقد طالب حقوقيون وسياسيون فرنسيون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل للضغط على دول التحالف العربي والقوات الموالية له في اليمن لوقف المجازر التي ترتكب في "الحديدة" وتدمير ميناء ومطار المدينة وهما المدخلان الوحيدان للمساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة الدولية، مؤكدين أن الإمارات والسعودية لا يهمهما إلا السيطرة على موانئ اليمن ومقدراتها ومواقعها الإستراتيجية مهما كان حجم الكارثة وكمية الدماء والأرواح المزهقة في هذه الهجمات العشوائية غير المدروسة.
وقالت ماريين لاكان، المحامية وأمين عام منظمة "جوستيس" لحقوق الإنسان بباريس إن الوضع في اليمن يزداد سوءًا، والقوات اليمنية وقوات التحالف العربي بقيادة الإمارات والسعودية لا تبحث إلا عن مصالح استعمارية لها، فدمرت ميناء الحديدة والمطار وهما المصدران الرئيسيان لدخول المساعدات الانسانية لليمن الآن، كما تستهدف قوات التحالف المدنيين بشكل عشوائي لإخضاع القبائل وضمهم لصفوف القتال ضد المعارضة أو المتمردين.
في كل الأحوال ممارسات قوات التحالف تعني أن من لم يمت تحت القصف العشوائي سيموت من الجوع والعطش بسبب الحصار الذي تفرضه قوات التحالف على المدينة منذ فترة طويلة، وتدمير الميناء والمطار، وأمام هذه الكارثة يجب أن تتدخل الأمم المتحدة فورًا للبحث عن حلول سياسية تراعي الحفاظ على حياة المحاصرين داخل المدينة، وأن تجبر قوات التحالف والقوات اليمنية التابعة لها على وقف القصف العشوائي للمدينة، الذي أودى بحياة المئات من الأطفال والنساء خلال الأيام الأربعة الماضية، كفي دموية ووحشية.
من الواضح أن جميع الأطراف لا تهتم لمصير المدنيين أو لمصير اليمن الجميع يبحث عن تحقيق مكاسب لصالحة في الداخل اليمني الذي تحول إلى ساحة حرب مباشرة بين السعودية من جانب وإيران من جانب.