الـ"ميني كوبر" هي سيارة بريطانية صغيرة الحجم، اخترعها المهندس اليكس اسيجانيس عام 1959، لتكون الحل الأفضل لتقليل استهلاك الوقود، بعد الأزمة التي نشبت بين إنجلترا ومصر أبان العدون الثلاثي عام 1956، ومنع ناقلات النفط الإنجليزية من المرور في قناة السويس، فلجأ المهندس إلي تلك السيارة، ليس لتكون عصرية ورائجه، انما لتخرج بريطانيا من ازمتها النفطيه، وكان هدفه هو بناء سيارة اصغر، وأخف لتستهلك وقودًا اقل من سيارة الخمسينيات،
وراعي المخترع أن يكون تصميم السيارة الجديد اصغر من سيارة "موريس ماينور"، الأكثر مبيعًا لديهم، ابعادها ثلاثة امتار، متر وعشرين في متر وعشرين في الارتفاع، عليهم استخدام نفس الأجزاء المصنعية القياسيه، ومع ذلك ان تتسع لأربعة راشدين وامتعتهم ومصمم سيارات مشهور، ولكن الميني كان إنجازا عظيما له ،استطاع اسيجانيس اخيرًا إنتاج سيارة صغيرة ثمانون بالمئة من مساحة ارضيتها مكرسة لركابها وامتعتهم، واخف وزنا ب 22% من موريس ماينور.
الأزمة التي تعرضت لها إنجلترا في أواخر الخمسينات هي نفسها التي تعرضت له الكرة المصرية قبل التعاقد مع الأرجنتيني هيكتور كوبر، لتدريب المنتخب الوطني، بعد الفشل في التأهل لثلاث بطولةت أمام إفريقيا بعد الخروج من التصفيات ورحيل حسن شحاته، صاحب الثلاث بطولات إفريقيا، والاستعانه بالامريكي بوب برادلي، واقالته، ثم الاستعانه بالمصري شوقي غريب، ليفشل المنتخب في الظهزر في أمام أفريقيا لمدة 6 سنوات، رغم كونه المنتخب الأكثرا تتويجا بالبطولة 7 مرات.
كان هدف جمال علام، رئيس اتحاد الكرة السابق عند التعاقد مع كوبر، هو تأهل مصر لبطولتي كأس العالم 2018 بروسيا، وإمم إفريقيا والتي اقيمت في الجابون عام 2017، وحقق المنتخب الوطني المركز الثاني، وخسر في النهائي من الكاميرون بهدفين مقابل هدف، رغم تقديم أداء دفاعي طوال البطولة وسجل مهاجمي مصر 5 أهداف، واستقبلت شباكم 3 أهداف، وهو نفس هدف مسئولو انجلترا عند اختراع السيارة ميني كوبر، تجاوز الأزمة والخروج من عنق الزجاجة، باختار شئ بديل.
يبدو أن مسئولو اتحاد الكرة، تناسوا الأداء الذي ظهر عليه المنتخب مع المدرب الأرجنتيني وكان الأهم لهم النتائج فقط، وفرحوا بالتأهل للدور النهائي من البطولة الإفريقية ثم تحقيق حلم الشعب المصري بالتأهل لمونديال روسيا 2018 بعد غياب 28 عام، وهو انجاز ولكن ليس كبيرا كما يعتقد البعض في ظل تواجد أكثر من 20 لاعب مصري محترف في الدوريات الأوروبية والعربية، وهو ما كان ينقص المنتخب في فترة تواجد المعلم حسن شحاته.
كوبر مدرب "ميني" غير مكتمل وكل تركيزة وهمه النواحي الدفاعية فقط، مع الاستفادة من مهارات وسرعات محمد صلاح، نجم ليفربول وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، وبنا خطته على ذلك أثناء الاستعدادا للمشاركة في مونديال روسيا، بعد أن فضل الاستعانه بمهاجم واحد فقط في أهم بطولة في العالم، وهو مروان محسن، واستبعاد أحمد حسن كوكا، وأحمد جمعة، ورفض تواجد عمرو جمال في المسعكر قبل السفر للمشاركة في البطولة بينما فضل ضم 9 لاعبين في الخطوط الخلفية وهم، أحمد حجازي وعلي جبر، وأيمن اشرف وسعد الدين سمير، ومحمود حمدي الونش، ومحمد عبدالشافي، وعمر جابر، وأحمد فتحي، وأحمد المحمدي.
فشل كوبر في تحقيق أمال وطموحات الشعب المصري، في مونديال روسيا، عبد الهزيمة في الثلاث مباريات، وتقديم أداء سيئ بعد أصراراه على اللعب بطريقته الدفاعية الغير مفيدة، بجانب فشله اختياراته في القائمة التي شاركة في كاس العالم، بعد اصراره على اصطحاب بعض اللاعبين الذين لم يشاركوا مع أنديتهم لفترات طويلة مثل علي جبر ورمضان صبحين وعمر جابر، واستبعاد وليد سليمان وحسين الشحات، وعمرو السولية، وهم الأفضل في مصر في الفترة الماضية، بجانب الاسعانه بسام مرسي لاعب ويجان الإنجليزي، والذي ظهر بمستوي متواضع.