ركزت نقابة الصحفيين اليوم في ثالث أيام فعاليات مؤتمرها العام الخامس، على مشكلات ومستقبل الصحافة القومية في ظل التأكيد على ضرورة الحفاظ على الصحافة القومية ودورها الوطني والمهني الكبير.
ودارت مناقشات اليوم تحت عنوان مستقبل الصحافة ، حيث انقسمت أعماله إلى جلستين: الأولى بعنوان مستقبل الصحافة القومية ، والثانية بعنوان مستقبل الصحافة الخاصة والحزبية .
وتم خلال الجلسة الأولى مناقشة ورقتي عمل: الأولى حول كيفية تصحيح مسار الصحافة القومية لمدير تحرير أخبار اليوم مجدي حجازي، والثانية حول مستقبل الصحافة القومية في مصر للكاتب الصحفي عبد القادر شهيب.
وأكد الكاتب الصحفي عبد القادر شهيب في ورقته إن الصحافة القومية تعاني أزمات متعددة مالية وإدارية ومهنية، مشددا فى الوقت نفسه على ضرورة أن تقوم الصحافة القومية بدور قوي بعيد عن السلطة التنفيذية.
وأشار إلى تضخم المؤسسات الصحفية بالعاملين، حيث يفيد آخر إحصاء لدى المجلس الأعلى للصحافة إلى أن هناك 24 ألف عامل في المؤسسات القومية مقابل 4 آلاف من الصحفيين.. لافتا في الوقت نفسه إلى كثرة اصدارت المؤسسات القومية، التي زادت بسبب التسابق بين إدارات المؤسسات المختلفة، في وقت ينخفض فيه معدل قراء الصحف، فضلا عن أختلال الهياكل المالية بسبب تضخم الديون وتكبد المؤسسات لخسائر، وعدم ضبط الإنفاق مع انخفاض الموارد.
ورأى شهيب أن الحل لهذه الأزمات هو الإبقاء على تبعية هذه المؤسسات للدولة، مع وضع حلول شاملة لكافة المشكلات المتراكمة، وأولها إسقاط الديون عن هذه المؤسسات، وضبط العمالة، وعدم إرهاق المؤسسات بمزيد من العمالة التي لا تحتاجها، وإجراء عملية تقييم شاملة لكافة الإصدارات الصحفية، والتصرف في الأصول غير المستغلة أو المستخدمة في هذه المؤسسات، وتحديد خطة زمنية لتصحيح الخلل المالي، بجانب فصل الإدارة عن التحرير.
من جانبه، قال رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي علاء العطار إن الصحف القومية هي كنز كبير من القوى الناعمة، محذرا من خطورة الأوضاع في الصحف القومية، التي أكد أن الفرصة لا زالت أمامها للنهوض من هذه الأزمات، على رأسها توزيع العمالة، مشيرًا إلى أن كل حل موجود أمامه مشكلة معقدة، ومنها مثلاً الدعوة لتحويل بعض الإصدارات من ورقية لإلكترونية.
من جهته، أكد نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية سعد سليم أن العمالة الزائدة بهذه المؤسسات لم تكن وليدة الخمس سنوات الماضية، لكن آثارها ظهرت حاليا نتيجة نقص الموارد، ولأن تكلفة هذه العمالة تزداد سنويا نتيجة للعلاوات التي تحصل عليها، ومع ذلك، فإن أجور الصحفيين وكل العاملين بالمؤسسات الصحفية القومية لا تتناسب مع الحد الأدنى للحياة الكريمة.
من ناحيته، أقترح مدير تحرير أخبار اليوم مجدي حجازي إعلان ما وصفه بثورتين إحداهما للتنمية الإدارية، والثانية للتنمية البشرية، مع العمل على أن يكون لكل إصدار صحفي توجه مستقل بذاته، بحيث تكون الصحافة مملوكة للشعب ومعبرة عن طوائفه.
وفي السياق، قال رئيس مجلس إدارة دار الهلال غالي محمد إن المؤسسات الصحفية القومية مرتبطة بظروف المجتمع وتتعرض لنفس أزماته.