"ختان الإناث".. حكايات تُدمي القلوب لسيدات تم تشويه أجسادهن
الخميس 28/يونيو/2018 - 09:30 ص
مريم مرتضى
طباعة
طفلة صغيرة تجلس في غرفتها تحلم بالاحتفال الذي سيجرى مساء اليوم بمناسبة بلوغها الثامنة من عمرها، كانت تعلم أن السر وراء اجتماع العائلة في منزلهم اليوم هو تلك المناسبة، وشعرت أنهم يحضرون مفاجأة لها، وأمسكت بعروستها المفضلة، وظلت تحكي لها عن أحلامها وأمنياتها لهذا اليوم، وخرجت فجأة من شرودها على صوت أمها تنادي عليها، وأخذتها من يدها، ودخلت بها حجرة يوجد بها سيدة مخيفة، تمسك بيدها موس حاد مما أضاف لها مظهرًا مرعبًا، وتسألت الطفلة بخوف ماذا يحدث؟، وجاءتها الإجابة في أكثر هيئة مرعبة لها، حيث حملتها عمتها بيدها وأجلستها على سرير، ثم قامت بفتح رجليها وكتفتها من يديها بمساعدة أمها وخالتها، لتقوم سيدة الموس بعملها وقطعت جزء من ذلك الجسد النحيل، وبعدها صدح البيت بصوت الزغاريد، وقامت أمها بربط خيط حول يدها علامة على أنه تم طهارتها، وعندما خرجت السيدة المرعبة من الغرفة دخل الرجال يهنئون ويضعون في حجرها بضعة جنيهات حلاوة الطهارة، ولكن الواقع أنها شعرت بالفضيحة والخجل وليس الطهارة على الإطلاق.
ختان الإناث
تشويه الأعضاء التناسلية
أطلقت منظمة الصحة العالمية مصطلح " تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية " على عملية الختان التي يقوم فيها شخص غير متخصص بإزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية، وهي عادة منتشرة فيما يعرف بالحزام الأفريقي، وخاصة الدول العربية الإسلامية على رأسهم مصر والسودان، وقد كشف مسح لوزارة الصحة المصرية عام 2014، أن حوالي 61% من الرجال في مصر يوافقون على استمرار الختان، وأن 82% من العمليات تتم بمعرفة أطباء وممرضين.
عفة البنات
على الرغم من تغليظ عقوبة ختان الإناث بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تتجاوز سبع سنوات، وتم تحويله من جنحة إلى جناية، إلا أن العملية لا تزال مستمرة خاصة في القرى والأرياف، وتلقت المحاكم قضايا لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة.
إذًا تغليظ العقوبة وحده غير مُجدي، فالأمر لا يقتصر على الشرائح المجتمعية الأكثر فقرًا، الفكرة هي انتشار مرض البحث عن عفة الفتيات، والشفاء من ذلك المرض يتطلب مجهود عظيم للتخلص من تلك الثقافة الموروثة.
ختان الإناث
الختان في الأديان السماوية
أجمع علماء الإسلام على كون الختان عادة قبيحة لا تمت للإسلام بصلة، وأنها عادة جاهلية موروثة، وأخرج مجمع البحوث الإسلامية فتوى رسمية تُفيد لكون الختان عادة ضارة غير إسلامية.
أما عن الدين المسيحي، فقد أعلنت جميع الكنائس المصرية موقفًا رافضًا للختان، وأوضحوا أن المسيحية تدعو لتكريم جسد المرأة وعدم إهانته، وأشاروا إلى أن ختان الإناث في المسيحية ليس له سند ديني على الإطلاق، ولا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، تنصح أو تأمر بهذه الممارسة.
أجمع علماء الإسلام على كون الختان عادة قبيحة لا تمت للإسلام بصلة، وأنها عادة جاهلية موروثة، وأخرج مجمع البحوث الإسلامية فتوى رسمية تُفيد لكون الختان عادة ضارة غير إسلامية.
أما عن الدين المسيحي، فقد أعلنت جميع الكنائس المصرية موقفًا رافضًا للختان، وأوضحوا أن المسيحية تدعو لتكريم جسد المرأة وعدم إهانته، وأشاروا إلى أن ختان الإناث في المسيحية ليس له سند ديني على الإطلاق، ولا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، تنصح أو تأمر بهذه الممارسة.
بيان مجمع البحوث الإسلامية
تلك العملية البسيطة التي يعتبرها الأهالي ضمان لعفة بناتهم، ويعتقدون أنه لن ينتج عنها سوى بضع قطرات من الدم، لكن الواقع يقول أنه لم يحدث جروح جسدية فقط، فتلك الجروح تُشفى سريعًا، ولكنها أحدثت شروخًا نفسية عميقة، والشروخ صعب علاجها ولم تتمكن الكثيرات من تجاوزها، وبسبب الختان فسدت حياة الكثيرات، وطغى عليهن شعور بعدم الثقة، بعد أن خربت علاقتهن الزوجية بسبب فقدان الزوجة للشعور والإحساس بالمتعة.
تحدثت بوابة المواطن لبعض السيدات اللاتي تعرضن لعملية الختان في صغرهن، فقالت السيدة "ح ، ن" التي تجاوز عمرها الـ خمسون عامًا، "مازلت أتذكر ذلك اليوم المشئوم الذي أجرت فيه العملية، التي بسببها عانيت طوال مدة ثلاثين عامًا في علاقتي مع زوجي، وكنت أقوم بتمثيل المتعة، حتى لا أخسر حياتي".
وأوضحت السيدة "م ، م" أن الإحساس الذي يطغى عليها وقت ممارسة الجنس هو الألم، وأنها صارت تكره العلاقة بشدة، وتمارسها كل مرة بالإكراه، وأنها تتمنى كثيرًا أن تشعر بأنها متزوجة، وأن تستمتع بالعلاقة الزوجية، التي حللها الله، وحرمها المجتمع وجهله.