"وحدة مصر والسعودية" دور الملك عبدالله في دعم ثورة 30 يونيو
الخميس 28/يونيو/2018 - 05:33 م
محمد فوزي
طباعة
للمملكة العربية السعودية اسهاماتها الواضحة والملموسة في الساحة الدولية عبر الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري وعملها الدؤوب لمكافحة الإرهاب والجريمة طبقا لما جاء به الدين الإسلامي الحنيف.
وتمتد جذور العلاقات السعودية المصرية لسنوات طويلة، حينما أكد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، على أهميتها الاستراتيجية بمقولته الشهيرة، "لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب".
هذه المقولة الخالدة، أصبحت ميثاقًا للعلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر، والتي طالما اتسمت بأسس وروابط قوية نظرًا للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.
قوة وتماسك العلاقة بين البلدين
بقيت العلاقة بين البلدين متماسكة في ظل العواصف التي مرت بالمنطقة خلال عقود، حيث كان التعاون يزيد في أحلك الظروف، والتضامن يبلغ مداه في التصدي للمخاطر الداخلية والإقليمية، وكانت الدولتان المؤسستان لجامعة الدول العربية، هما نبض العالم العربي والإسلامي، والساعيتان لتحقيق مصلحة الشعوب العربية والإسلامية جمعاء.
وتقديرًا منه لمصر حكومةً وشعبًا، فقد حرص خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تأييد إرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013م، ودعم مصر في حربها ضد الإرهاب.
رفض العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد أحداث 30 يونيو التدخل الدولي في الشأن الداخلي المصري، كما أعلن وقوف السعودية بجانب شقيقتها مصر ضد الإرهاب وأعلنت السعودية أنها ستقدم مساعدات لمصر بقيمة أربعة مليارات دولار وهو ما قابله تعهدات مماثلة من الكويت والإمارات وقام الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بالقيام بزيارة عاجلة لفرنسا ضمن جولته الأوروبية لدعم مصر.
السيسي يثمن موقف السعودية الشريف
وصف الرئيس عبدالفتاح السيسي، موقف السعودية مع مصر بعد ثورة 30 يونيو، بأنه كان "شريفًا".
وأضاف الرئيس السيسي "الملك عبدالله بن عبد العزيز، رحمه الله، وقف وأكد أن المملكة العربية السعودية سوف تتصدى لأي مساس بالدولة المصرية، والسعودية قامت بدور عظيم وشريف بالوقوف إلى جانب مصر بعد ثورة 30 يونيو
وقال السيسي أن السعودية تحدت القوى الكبرى لمساندة مصر خاصة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، حيث تم إرسال الأمير سعود الفيصل إلى باريس للحديث معهم ويبدأ الدعم الحقيقي خارجيا لمصر.
ولم يكن موقف شيخ العرب وحكيمهم، وفق ما كان يلقبه زعماء العالم، من دعم ودفاع عن ٣٠ يونيو، استثناءً عن القاعدة، في مواقفه المتعددة مع "الشقيقة الكبرى"، فمصر كانت دومًا تحظى بخصوصية في قلب الملك الراحل.
انعكست في مواقفه منها ودعمه لها، بدءًا من مساندته القوية لمصر أثناء حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وأيضًا بعد ثورة ٢٥ يناير، وفى ظل تولى المجلس العسكري إدارة شئون البلاد، وحتى في ظل حكم الإخوان، حيث كان الملك الراحل أول حاكم عربي يستقبل الرئيس المعزول محمد مرسى، الذى قرر شراء عداء الخليج مقابل التواصل مع إيران.
كما حرص أيضًا على زيارة مصر والالتقاء بالرئيس عبدالفتاح السيسي في 20 - 6 - 2014م، وتقديم التهنئة شخصيًا له باسم خادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية.
تلا ذلك الزيارة الرئاسية للرئيس عبدالفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية بتاريخ (10 - 8 - 2014م)، لتعبر الزيارتين بين القيادتين السعودية والمصرية على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وأهمية للتعاون المثمر والعمل جنبًا إلى جنب لبحث القضايا والمستجدات على الساحتين العربية والدولية.
ومنذ عام ١٩٦٣ وحتى تاريخ وفاته فى ٢٣ يناير ٢٠١٥، رسم الملك عبدالله واقعًا منضبطًا للمملكة العربية السعودية، باتخاذ إجراءات إصلاحية تراعى خصوصية المملكة الثقافية ووضعها في العالم الإسلامي، انعكس ذلك بشكل واقعى وملموس على محيطه الخليجي والعربي والإسلامي والدولي، وهو ما دفع الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا أن تصف ذكراه بأنها ستبقى عالقة في أذهان كل مَن عملوا معه، من أجل إرساء السلام والحوار والتفاهم بين الأمم والأديان.