استطاع كوبر الوصول بالمنتخب إلى بطولة الأمم الإفريقية بعد غياب ثلاث دورات متتالية منذ الفوز بالبطولة عام 2010 بقيادة المدرب المصري حسن شحاتة والوصول إلى المباراة النهائية وكذلك الوصول إلي نهائيات كأس العالم بعد غياب 28 سنة كل ذلك لم يغفر لكوبر أمام جماهير الكرة المصرية نظرًا لحالة الحزن التي أصابت الشعب المصري بكل أطيافه إبان مشاركة المنتخب خلال ثلاث مباريات ببطولة كأس العالم والتي أسفرت عن أداء سيئ مخيل للأمال والظهور دون المستوى والخروج بدون الحصول على نقطة واحدة وعدم تحقيق أي فوز وبغض النظر عن وصول المنتخب المصري لبطولة كأس العالم والذي جاء بمحض الصدفة وبدعاء الملايين خلال التصفيات فلم يكن الاستعداد للمعترك العالمي على مستوى المطلوب لهذا الحدث من خلال مباريات متدرجة في المستوى أو مع مدارس مختلفة وعمل معسكر يليق بالإعداد.
وعلى صعيد أخر ومن خلال المتابعة الفنية لمباريات المنتخب لم يكن للجهاز الفني أي رؤية فنية خلال المباريات عند امتلاك الفريق للكرة وإنهاء الهجمات بشكل جيد من خلال تحقيق التوازن الدفاعي والهجومي للفريق وعدم قراءة الفريق المنافس جيدًا وكذلك واجبات اللاعبين وطريقة اللعب وفقًا لإمكانيتهم الفنية وإمكانات الفريق المنافس ولكن تم اختيارهم وفقًا للأهواء الشخصية أو لتكريم بعض هؤلاء اللاعبين نظرًا لجهودهم خلال مباريات التصفيات فضلًا عن التسيب الإداري والانضباطي والسلوكي خلال معسكر المنتخب في روسيا حيث أصبح المعسكر مزار سياحي للجماهير والفنانين ولم يرقي لمعسكر إعداد فريق مركز شباب.
كل ذلك لم يكن وليد الصدفة ولم يكن كوبر هو السبب الوحيد له ولكن كان ذلك غراس سنوات متراكمة من الأخطاء والعشوائية في الإدارة وعدم وجود رؤية واستراتيجية واضحة لإدارة الكرة المصرية وليس المنتخب الأول فقط فلابد من تغيير المنظومة بالكامل فكل الشواهد تؤكد ذلك من خلال كل الإخفاقات لمنتخبات الناشئين والشباب والمنتخب والأوليمبي واختيار مدربي المنتخبات وفقًا للواسطة والمحسوبية والتوازنات ولم يكن هناك معايير علمية لاختيار المدربيين وذلك على مستوى المنتخبات الوطنية فما بالنا باختيارات مدربي الأندية.
وأما على مستوى مسابقات الدوري العام بكل درجاتة بداية من الممتاز إلى الدرجة الرابعة والناشئيين والبراعم لم يكن هناك رؤية واضحة في إدارة المسابقات واختيار اللجنة المشرفة عليها ووضع اللوائح الخاصة بكل مسابقة حيث يتم تعديل اللوائح طبقًا للأهواء الشخصية لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد وأهواء الأندية ذات النفوذ وعلى سبيل المثال كل موسم يخرج علينا الاتحاد بتطبيق لوائح مختلفة والاضطراب في عدد الأندية سواء في الهبوط والصعود أو قوائم تسجيل اللاعبين فتارة نجد القائمة لاعب 25 وتارة أخرى 30 لاعب وهو في ذلك يرضخ لضغوط الأندية الكبيرة والقانون واللوائح تطبيق فقط على الأندية الفقيرة .
وما شاهدناه في المؤتمر الصحفي للسيد المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري من تصريحات لم يكن على قدر الحزن الذي بلغ من الشعب المصري مبلغه فلم تكن سوى مسكنات للرأي العام وعلى الرغم من توجيه الشكر له على المواجهه والظهور الإعلامي في ذلك التوقيت الصعب إلا أنه لا بد من إجراء تحقيق شامل في هذا الشأن وعرض نتائجه بمنتهى الشفافية والحيادية احترامًا للشعب المصري.
وفي النهاية لا بد من تجاوز هذه المحنة وعدم البكاء على اللبن المسكوب والنظر لما هو قادم والتخطيط له ولا بد من تغيير ثقافة المجتمع تجاه الرياضة بصفه عامة وكرة القدم بصفه خاصة فالرياضة ليست كرة القدم فقط رغم حبي وعشقي لها إلا أنه لا بج من الاهتمام بالألعاب الفردية وأن تصبح الرياضة علم وإدارة وكل هذا يقع على عائق الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة وأستاذ الإدارة الرياضية والذي لديه رؤية واضحه من خلال توسيع قاعدة الممارسة والاهتمام بالألعاب الفردية ولدية استعدادات واضحة لتقوية المنشآت الرياضية.
كل التوفيق للرياضة المصرية...