تتبع قرية نجع موسي علام مجلس قروي هو الواقع في مركز نجع حمادي شمال محافظة قنا و قرية نجع موسي علام يبلغ تعدادها نحو 10 آلاف نسمة وهي مصنفة ضمن القرى النموذجية غير أن واقعها الأليم لا يدل علي أنها قرية نموذجية أو خلافه لافتقادها لجميع الخدمات فبنيتها التحتية مُدمرة فلا صحة ولا تعليم ولا كهرباء أو رصف لطرقاتها وشوارعها ولحظها العثر تلاصق مصانع سُكر نجع حمادي التي تسببت أدخنتها المتصاعدة وضجيجها في إصابة الأهالي بأخطر الأمراض كـ الربو والحساسية والصرع .
حق المواطن تجول في قرية نجع موسي علام ولأول وهلة وحين تنزل إلي القرية في منحدر بمدخل القرية تشاهد مدرسة القرية المكونة من طابق واحد متواضع جدا والتلاميذ مكدسون في فصول المدرسة الابتدائية الوحيدة بالمدرسة وعلي بُعد خطوات قليلة تجد كوبري القرية المُهدم المقام علي ترعة صغيرة مكتظة بالقمامة وتنبعث منها الروائح الكريهة .
القرية يبدو على ملامح أطفالها كم المعاناة التي يعانيها الأهالي هناك حيث يُلطخ السواد وجوه وأجساد الأطفال جراء تلوث القرية بأدخنة مصانع سُكر نجع حمادي التي تأبي أن تُجري لها عمليات الصيانة أو الفلترة حفاظا علي صحة أهالي القرية الذين أصيبوا بأخطر الأمراض الصدرية دون أدني تحرك يذكر من وزارة البيئة أو جهاز البيئة بمحافظة قنا رغم تكرار شكاوي أهالي القرية الذين ضاقت عليهم الدنيا جراء ما يتعرضون له من تلوث أنهك أجسادهم وحرم أطفالهم من أبسط حقوقهم في حياة كريمة بعيدة عن التلوث المستمر علي مدار ستة أشهر بداية من شهر ديسمبر وحتي شهر يونيه من كل عام .
وخلال تجولنا في شوارع القرية الضيقة استقبلنا الحاج جابر متولي مهرولا نحونا ليخبرنا بمشكلة محول القرية والذي يجلس بجواره حتي لا يترك أطفال القرية يعبثون به حتي لا يتعرضون للأذى أو الصعق بالكهرباء فحالة محول القرية مرعبة حيث كابل الكهرباء مكشوف والمحول حالته سيئة فتبدو عليه آثار حرائق وهو ما أكد عليه الحاج جابر قائلا المحول يضرب ما بين الحين والأخر وهو ما يتسبب في تلف الأجهزة الكهربائية .
بعدها توجهنا برفقة حسين فتحي عامر أحد أهالي القرية إلي أراضي القرية الزراعية وهو يشير إلي كمية الأدخنة المتصاعدة من مداخن مصنع السُكر مؤكدا أن كميات الأدخنة والضجيج يزداد مع حلول وقت العصر حيث لا نستطيع أن نقف في تلك الأراضي الزراعية حتي لا نتعرض للاختناق مؤكدا علي أن أراضيهم مصدر رزقهم الوحيد تتلف محاصيلهم جراء هذا التلوث الذي يحاصر القرية .
ويعترض عطيتو أحمد أبو الوفا أحد الأهالي علي تحايل مسئولي مصانع سُكر نجع حمادي علي لجان البيئة التي تحضر إلي القرية لبحث ما يتعرضون له من تلوث دون أن يتغير شيء وتستمر المعاناة التي تدمر صحتهم وصحة أطفالهم وذلك بعد استضافة مسئولي مصانع السُكر للجان البيئة القادمة عقب كل شكوى في أرقي الأماكن وتقدم لهم الهدايا .
أما محمد عبده عبد الشافي فيستنكر تصنيف قريته كقرية نموذجية مع افتقادها لكل الخدمات حيث لا يوجد بها وحدة صحية أو مكتب بريد أو صرف صحي أو غاز طبيعي أو مركز شباب وسوء تخطيط شوارع القرية التي تمكن سيارات الإطفاء أو الإسعاف من الدخول في حال حدوث حرائق وخلافه .
ويتساءل كيف تصنف قريتنا كقرية نموذجية وأهلها يعانون من التلوث السمعي والبصري وقريته تفتقد كل مقومات القرية النموذجية ؟
ويكمل الحاج محمد جهلان نحن في نجع موسي علام نعيش علي الزراعة فهي مصدر رزقنا الوحيد وشبابنا يعني من البطالة ورغم الهلاك والتلوث الذي تتسبب فيه مصانع السكر بنجع حمادي إلا أن مسئولي المصنع يرفضون تعيين أبنائنا كعمال بعقود مؤقتة نحن الأولي لكن هذا الأمر لا يروق لهؤلاء المسئولون الكبار الذين يفضلون تعيين الغرباء القادمين من محافظات أخري.
ويري الحاج محمد جهلان قريتنا أقدم وأعرق من مصانع السكر التي أقيمت علي قطعة أرض من أملاك القرية ألا يستحق أبنائنا التعيين كعمال ؟
ويلتقط طرف الحديث أحمد محمد جهلان قائلا الرماد المتراكم علي زراعاتنا دمرها وقضي عليها وأصاب أبنائنا بالأمراض فأولادي مصابون بحساسية الصدر والأنف ولقمة عيشنا من الزرع والزرع أصابه التلف فمن أين نعيش ؟
ويضيف رأفت أحمد علي مقيم شعائر وتبدو علي وجهه علامات الغضب مشكلات كثيرة نعاني منها وكأن الدولة غاضبة منا بعد أن صنفتنا كقرية نموذجية علي الورق فقط وهذا أمر ألحق بنا ضرر بالغ حيث أصبحنا لا نستطيع إحلال وتجديد منازلنا التي ضاقت علينا وعلي أبنائنا بعد أن حُررت ضدنا محاضر إحلال وتجديد وفُرضت علينا غرامات مالية ضخمة تصل إلي 20 ألف جنيه علي العديد من أهالي القرية الذين لا يستطيعون سدادها وباتوا مهددون بالسجن .
ويستطرد قائلا نحن محرومون من أبسط الحقوق التي تؤدي للمواطنين فالقرية تحتوي علي مدرسة واحدة ابتدائية مكونة من طابق واحد وأطفالنا مكدسون داخل فصولها وكوبري القرية عند مدخل القرية منهار وطرقات وشوارع القرية ضيقة كالأزقة فنحن نعيش في قرية معدومة وأطفالنا مرضي بأمراض الصدر والصرع وضعف السمع وهو ما يكبدنا أموالا طائلة . فهل يستمع أحد لشكوانا أو ينظر لنا بعين الرحمة ولا ينظر إلينا على أننا مواطنون من الدرجة الثالثة.