محافظة القاهرة في عيدها القومي .. بناها غراب أسود قبل الحلواني
الجمعة 06/يوليو/2018 - 04:52 ص
وسيم عفيفي
طباعة
معروفة هي محافظة القاهرة بكوبليه غنائيٍ شهير يقول "اللي بنى بنى مصر .. كان في الأصل حلواني"، والمقصود بمصر في هذا الكوبليه مدينة القاهرة أما الحلواني فهو جوهر الصقلي قائد جيش المعز لدين الله الفاطمي والذي كان يعمل حلوانياً قبل أن يدخل سلك العسكرية الفاطمي ؛ إلا أن المفارقة كانت متمثلة في الغراب الذي ألهم الجميع فكرة تشييد عاصمة الدولة الفاطمية والتي صارت عاصمة مصر إلى الآن.
الإسم الأول للقاهرة لم يكن القاهرة
خريطة لتأسيس القاهرة
كان وصول جوهر الصقلي إلى مكان تأسيس القاهرة في احتفال كرنفاليٍ كبير، حيث نجح في قهر جيش الإخشيديين واستقر بالصحراء القريبة من تلال المقطم سنة 968 ميلادية، وقرر أن يجعل تلك البقعة التي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل بطول 41.542 كم عاصمة الدولة الفاطمية.
عملة مصر زمن المعز
بدأ تأسيس العاصمة في هذا المكان يوم 6 يوليو سنة 969 ميلادية، واستقر على أن يسميها باسم "المنصورية"، نسبة إلى الخليفة المنصور إسماعيل بن محمد بن عبيد الله، وذلك تقديراً لولده المعز لدين الله الفاطمي وتخليداً لذكرى أبيه، وظلت الاسم سارياً عليها حتى جاء المعز إلى مصر سنة 972 م وغير الاسم فجعله القاهرة.
لماذا كان الاسم قاهرة
القاهرة زمن الفاطميين
أكثر من سبب جعل المعز لدين الله يحول اسم عاصمة الدولة الفاطمية من المنصورية إلى القاهرة، فالمؤرخين يقولون أن ذلك نسبة لقصور الخلفاء التي حملت اسم "القاهرة"، وبعضهم يرمي السبب على علوم الكواكب حيث قالوا أن طالع الفلك صادف ظهور كوكب القاهر حين دخل المعز للمدينة الجديدة، والراجح في السبب هي الرسالة التي بعثها المعز ليشد من أزر جوهر والتي أوردها المقريزي في كتابه "اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا" حيث قال المعز لدين الله في رسالته إلى جوهر حين قارب على دخول مصر "لتنزلن خرائب بن طولون ولتبنين مدينة تقهر الدنيا"
الغراب الأسود الذي ساهم في تأسيس القاهرة
غراب - رسمة
يذكر مجلد "العيد الألفي للأزهر"، وكتاب "همسات مصرية .. جولة عبر الماضي" للمؤرخة جيهان مأمون، أن جوهر الصقلي أتى بالعرافين المغاربة، وطلب منهم أن يختاروا توقيتا يكون طالعه سعيدا لرمي الأساس، وأحاط المدينة بقوائم خشبية، ووضع بين كل عمود وآخر حبالا تتدلى منها أجراس، لتدق كلها في وقت واحد عندما يعطى العرافون الإشارة المتفق عليها.
تأسيس القاهرة زمن الفاطميين - رسمة
وقف العرافون يتشاورون ويحسبون حساباتهم الفلكية، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد وقف غراب أسود فوق أحد الحبال فدقت الأجراس وظن العمال أنها الإشارة المتفق عليها فقاموا برمي الأساس، واختار جوهر موقع المدينة الجديدة إلى الشمال من العواصم الثلاثة السابقة وأحاطها بسور سميك، واتخذت المدينة شكلا مستطيلا، ويوجد في كل ضلع من أضلاع السور بابان، ولم يكن مسموحا للعامة بدخولها إلا بإذن خاص، فكانت أقرب إلى الحصون منها إلى المدن.
الفسطاط و القطائع و العسكر عواصم مصر الإسلامية قبل القاهرة
قام جوهر الصقلي ببناء عاصمة جديدة للدولة الفاطمية، فوضع أساسا لها في يوم وصوله إلى الفسطاط، بناء على توجيهات من الخليفة المعز، وهي مدينة القاهرة في الشمال الشرقي للفسطاط، وجعل لكل قبيلة أو فرقة من فرق الجيش مكانا خاصا بها، وشرع في تأسيس الجامع الأزهر وأحاط العاصمة بسور من الطوب اللبن وجعل له أبوابا في جهاته المختلفة من أشهرها باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح.