السجن للجميع.. تركيا في زنزانة أردوغان
التظاهر بالبطولة
لطالما تظاهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بالبطولة، وحاول إقناع الجميع أنه يقف مع الرئيس السوري، بشار الأسد، في حربه ضد الجماعات المسلحة وأنه سيعمل على دعمه لمواجهتهم، وصدهم عن عملياتهم المسلحة التي يقومون بها، لكن عفرين كشفت الحقيقة.
عدم المساس بداعش
تمكن الرئيس التركي، من إقتحام عفرين السورية، واستطاعت قواته من التوغل فيها، علاوة
على انتشاره في ريف حمص، وحلب، لكن وما يعد غريبا، هو أن الرئيس الذي أدعى
البطولة، وأنه قادر على الوقوف أمام أيا من التنظيمات الإرهابية، لم يحاول أن يمس
أي داعشيا، ولو بطلق ناري بسيط، على الرغم من أنه كان على مقربة منهم، وهنا تتوالى
سلسلة من التساؤلات.
علامات استفهام
من الأسئلة التي لابد ان توجه للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ها هي وقد سنحت لك
الفرصة، وتمكنت من التوغل في مختلف بقاع سوريا، فلماذا إذا لم تحاول أن توجه أي
ضربة من أي نوع ضد "مسلحي داعش"، والنقطة الهامة هي، لا طالما أكد
أردوغان أن السبب وراء ملاحقته لحزب العمال الكردستاني، والأكراد، هو التحجج بأنهم
سر اضطرابات وسيعملون على زعزعة امن واستقرار تركيا، إذا هل يعتبر رجب أردوغان، أن
داعش اقل خطورة من الأكراد، لذلك قرر أن لا يمسهم بأي مكروه من قريب أو بعيد، علما
بأن كل من نالته رصاصة قوات أردوغان من الأكراد، هم أبرياء ولم يقوموا بأي شيء أو
أي جريمة تذكر، وهناك تساؤلا خطيرا ونقطة لابد من الإلتفات لها، لكن لنترك إلقاء
الضوء عليها في نهاية الكشف عن باقي أسرارنا.
انقلاب تركيا الدموي
شهدت تركيا وتحديدا في 12 سبتمبر من عام 1980 انقلاب عسكري ، تزعمه الجنرال كنعان ايفرين مع مجموعة من
الضباط، لكنه في حقيقة الأمر، كان عباره عن انقلاب دموي، حرص مجموعة من الضباط
على الاستيلاء على الحكم، وشهد الشعب التركي، من كل الطبقات، أبشع صور التعذيب
التي من الممكن أن يشهدها أي إنسان، وإذا صمت اللسان، يحكي عن ما واجهته تركيا،
حوائط وجدران معتقل ديار بكر، تلك التي حرص مسجونيها، على إلقاء أنفسهم في النار
ليفروا من التعذيب، فلك أن تتخيل إذا عزيزي القاريء، ما كان يحدث، وما كانوا
يتعرضون له، خلف القضبان، للدرجة التي تجعل سجين يفضل الانتحار حرقا بالنار،
ليتفادى سوء العذاب، وها نحن نواجه نفس التاريخ.
من إيفرين لأردوغان
أكدت مختلف المنظمات الدولية، والتقاريروالإحصائيات أن ممثلي النظام التركي الحالي، وتحت قيادة أردوغان تمارس أبشع صور التعذيب، وهاهو الشعب التركي من هذا الجيل يواجه نفس ما واجه أجداده دون أي ذنب علاوة على عمليات الخطف والترحيل القصري، عند مجرد الانتقاد، أو التفوه بأي صورة سلبية مهما كانت بسيطة.
هناك نقطة هامة لابد من الإلتفات لها، من الملاحظ أن واشنطن، وإسرائيل من أكثر الدول التي تهاجم تنظيم "داعش" وغيرها من التنظيمات المسلحة مثل "طالبان" و "القاعدة"، ومع ذلك لا تتعرض سواء واشنطن أو تل أبيب، لأي هجمات مسلحة من قبل هذه التنظيمات السابق ذكرها، والإجابة بسيطة وسبق أن ألقي الضوء عليها وتأكيدها من قبل، وهي أن هذه التنظيمات هي في حقيقة الأمر من نتاج تفكير "صهيوأمريكي"، لكن وما يعد غريبا أيضا هو أن نجد من ضمن الدول التي لم تتعرض لأي هجوم من أي نوع هي تركيا أيضا على الرغم من أن رئيسها رجب طيب أردوغان، من أشهر الرؤساء الذي يهاجم مثل هذه التنظيمات وبقوة غير عادية.
دعوة للتفكر
لا نحاول التلميح لأفكار بعينها، أو إلقاء إتهامات مسيئة، لكن لتكن هذه دعوتنا
للتفكر، ورغبة في النقاش، فلم تحاول أيا من التظيمات المسلحة، توجيه ولو ضربة
واحدة ضد تركيا، وهاهو "داعش" يبحر ويقتل ويسفك الدماء من أبناء العرب
في العراق وسوريا، وسيناء، وحينما سنحت الفرصة لأردوغان لم يحاول الإقتراب أو
المساس بهم، وبعد وصوله للحكم، بات يسعى جاهدا من أجل توطيد علاقته بإسرائيل،
والسؤال هو:
هل يمكن ان يكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متأمرا ضد منطقة الشرق الأوسط،
شريكا في المؤامرة الصهيوأمريكية، وشكل مثل هذه التنظيمات، لضرب الأمة العربية،
ويتحول لسيد ديكتاتور، يضع جميع العرب خدم تحت قدمه يتحكم فيهم كيفما يشاء.. لن
نجاوب فقط نترك لك الحكم عزيزي القاريء.