يلتقي
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، غدا الاثنين، في عاصمة فنلندا
معا، ومما يلفت الأنظار في هذا اللقاء رصيد الرئيس الروسي التفاوضي أمام ترامب الذي
سيحضر هذا اللقاء صفر اليدين، إذ لايملك في جعبته شيئا لتقديمه والتفاوض عليه مع روسيا.
وعلى
هذا الأساس، فمن المؤكد أن ترامب سيطلب مساعدة روسيا ودعمها لحل جميع الصراعات في المنطقة،
إضافة إلى مساعدته بشكل خاص في جميع الأزمات والانتقادات التي يواجهها في الولايات
المتحدة، ومنها إتلاف جميع الوثائق بفضيحته في الفندق الروسي المعروفة بفضيحة (pee
tape)، كما أنه مستعد أن يدعم الرئيس الروسي في جميع
القضايا التي تخص روسيا مقابل مساعدة هذا الأخير له في قضيته المثيرة للجدل والتى
تعرف التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016م.
ومن
الجدير بالذكر أن نتنياهو ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد يتفقون مع ترامب في هذا الشأن،
ويشيدون بدور بوتين النشط في المنطقة. كما أن الإمارات والسعودية تعهدتا بإنفاق مليارات
الدولارات لإقناع بوتين بالتخلي عن إيران ونشاطاته في المنطقة، كما أنهم طلبوا من ترامب
إنهاء العقوبات المتعلقة بقضية أوكرانيا ضد روسيا مقابل سحب القوات الإيرانية من سوريا.
حتى
الآن، يبدو أن ترامب قد وقع في ورطة خطيرة جدًا، وليس لديه أي خيار سوى الخضوع والانصياع
أمام إرادة بوتين.
وباختصار،
فإن الرجل بصفته رئيس الولايات المتحدة، لا يمتلك وسيلة أخرى للوقوف أمام أنانية بوتين
ومطالباته للدفاع عن مصالح أميركا، وعلى الأرجح أن تارمب في رحلته إلى بريطانيا كان
يبحث عن رصيد قوي لإيجاد الموازنة مع بوتين في زيارته إلى روسيا.
كما
تظهر التقارير المؤكدة أن تيريزا ماي، سلمت إلى ترامب كل الوثائق التي حصلت عليها SIS - المعروفة باسم MI6 - من فلاديمير بوتين وأفراد أسرته، حيث كان من المقرر أن تساعد SIS وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) في إعداد محتويات مفاوضات ترامب مع بوتين.
وبناءً
على هذا، يتوجب على ترامب أن يقابل نظيره الروسي باحترام كبير؛ لأنه يعرف جيدًا أن
الرئيس بوتين هو صاحب الخيار الأجدر والوحيد لحل أزمات المنطقة.
ففي
الإجتماع الذي سيعقد غدا يملك بوتين اليد العليا فعلا ويمكنه القيام بكل ما يخطر ببال
الرئيس الأمريكي وتحقيقه بكل بساطة.
وفي
هذه الظروف.. ينبغي على الولايات المتحدة ألا تتوقع الحصول على الكثير من هذه الزيارة
وفي الواقع، يجدر بها أن تعتبر الحفاظ على خطوطها الحمراء للمصالح الوطنية والأمن الأمريكي
مكسبا، وعلى الأمريكيين أن يأملوا ألا يضطر دونالد ترامب إلى التضحية باستقلال أمريكا
وأمنها.