صور .. "بوابة المواطن" تفتح ملف مكتبات الإرهاب المنتشرة في حي الأزهر

الثلاثاء 17/يوليو/2018 - 05:01 م

كتب: وسيم عفيفي - تصوير: محمد توفيق

* محمد علي باشا السبب في نشر الفكر الوهابي داخل الأزهر
* قائمة الكتب والمكتبات التي تنشر الفكر السلفي في حي الأزهر
* مختصون لـ "بوابة المواطن": المسؤولية على دار الكتب وليس الأزهر
* دار الكتب: صلاحيتنا منح إيداع للكتاب وليس منعه

يدرك أي متخصص أو دارس أن هناك فرق في الأزهر المتواجد بين مدينة نصر ومنطقة الدَّراسة، فالأخيرة تتميز بالقبضة الأزهرية الصوفية الأشعرية نتيجةً لتوغل الطرق الصوفية من حيث المقر والتواجد والضريح؛ أما مدينة نصر فهي تتسع بالكليات والمدينة الجامعية وتعتبر بيئة استقطابية لعناصر الفكر الوهابي والإخواني والذي تغول في هذه المنطقة وتوغل منذ سنوات وظهر هذا قبل عام 2013 م، حيث العرض الرياضي العسكري الذي قام به شباب الإخوان المسلمين.

إقرأ أيضاً: أروقة الجامع الأزهر .. مؤسسة منسية علمت أوروبا

يقوم الفكر التكفيري في الأساس على الأيدولوجية السلفية، من خلال مراجع اثنين من كبار الفكر السلفي وهما أحمد بن تيمية، ومحمد بن عبدالوهاب؛ واللذين يعتبرا من المؤسسين للفكر المتشدد؛ ورغم أن الأزهر يعارض الاثنين بحكم تكوينه العقائدي "العقيدة الأشعرية" و "الفقه المذهبي" و "المنهج الصوفي"؛ إلا أنه كان لافتاً انتشار كتب السلفيين بكثرة في حي الأزهر عبر مكتبات ترجع لسلفيين في الأساس.

إقرأ أيضاً: تفاصيل الكتب التي ضبطتها القوات المسلحة في العملية الشاملة

بوابة المواطن تفتح ملف مكتبات السلفيين في حي الأزهر
بمنطقة درب الأتراك وشارع جوهر.

أول كتاب وهابي في تاريخ الأزهر

غلاف كتاب الكلمات النافعة في المكفرات

المفاجأة العجيبة في تحديد النشأة الأولى للفكر الوهابي في الأزهر، أنه نشط وازدهر في عصر محمد علي باشا، وكانت هذه هي المفاجأة، نظراً لأن محمد علي باشا هو الذي حارب الوهابيين وتمكن من إزاحتهم والقضاء على الدولة السعودية الأولى.

تفاصيل الحرب المصرية الوهابية تعد مجهولة لدى كثيرين، فلم يهتم أحد من المؤرخين إلا بأسبابها وأحداثها، دون تطرق للكلام عن فترة ما بعد هذه الحرب.

المتأمل جيداً لأسماء ضحايا الحرب الوهابية المصرية من أسرة محمد بن عبدالوهاب مؤسس الفكر الوهابي ، يجد أن مصير أسرته كان بالقتل على يد محمد علي وجنده ، أو الأسر ، أو النفي، حيث قُتِل 2000 من الوهابية وأصيب نصفهم، وتم أسر خمسين شخصاً، وهي خسارة قليلة مقارنة بما خسرته مصر وتركيا في الحرب حيث خسرت مصر وتركيا 11 ألف قتيل و 3 آلاف مصاب.

محمد علي باشا وحروبه

كان من تم أسرهم متنوعين على 3 أصناف ، فإما هم من أسرة سعود الكبير وقد انتهوا جميعاً بالقتل ، ومنهم من كان منفياً في بلاد أخرى على رأسها مصر وكلهم كانوا من أسرة محمد بن عبدالوهاب.
كان على رأس المنفيين إلى مصر عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب وهو من مواليد 1752 ووفيات عام 1827 م ، وكان هو المنظر الأول للفكر الوهابي من أنجال محمد بن عبدالوهاب، وقد أنجب 3 أولاد وكلهم كانوا على نفس فكره ، قُتِل اثنين منهم في الحرب الوهابية المصرية ، أما الثالث فتم نفيه مع والده ، وهناك قضوا في سجن القلعة مدة ثم أطلق سراحهم .

قبر محمد بن عبدالوهاب في الدرعية

ضيق محمد علي عليهم بعد الإفراج عنهم ولم يستطيعوا السفر لخارج مصر بل ماتوا فيها ، لكن قبل أن يموتوا نشأوا في الأزهر وتعلموا فيه ثم وصلوا لصدارة التدريس فيه ، وتمكن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب من مسخ التكوين الأزهري مسخاً تاماً.
أنشأ أولاد عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب داخل الجامع الأزهر رواقاً باسم رواق الحنابلة ، ولم يكن في الأزهر منذ تأسيسه حتى ذلك التاريخ رواقا باسم الحنابلة وإنما كانت الأروقة بأسماء بلدان ساكنيها، كرواق المغاربة ورواق الشراقوة ورواق المنايفة ورواق الأتراك.
وفي غضون 5 سنوات ولأول مرة منذ عصر المماليك تم تدريس كتب بن تيمية و كتابة مؤلفات عنه ، ربما من قبل ظهور الوهابية لكن الطبع للكتب كان بعد بداية نشر الفكر الوهابي نتيجة لهذا التصرف.

قائمة المكتبات والكتب السلفية في حي الجامع الأزهر

مكتبات سلفية في حي الأزهر

يقع درب الأتراك خلف الجامع الأزهر مباشرةً، وهو مكان يتسم بكثرة مكتباته التي تم تأجيرها منذ سنوات؛ وتتنوع الإصدارات الموجودة في دور التوزيع والنشر الموجودة خلف الجامع الأزهر، في خلوٍ تام للمكتبات والكتب الصوفية، حيث يبلغ عدد المكتبات السلفية 15 مكتبة، بينما لا تتجاوز دور النشر الصوفية خمس مكتبات والغريب أن المكتبات السلفية تضع كتباً لرموز الفكر الوسطي والصوفي من أجل التمويه والتغطية.

مكتبات سلفية في حي الأزهر

ـ مكتبة دار الحجاز وعنوانها "6 ش المدرسة متفرع من شارع البيطار- خلف الجامع الأزهر"، وتقوم المكتبة بتوزيع الكتب ذات الإصدارات السعودية، فضلاً عن نشر مؤلفات شيوخ الفكر الوهابي مثل بن باز وبن عثيمين.
ـ مكتبة دار التقوى وعنوانها "5 ش ابن البيطار خلف الجامع الأزهر"، وتقوم بطبع كتب الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني ونشر مؤلفات المفكر الهارب محمد عبدالمقصود.
ـ مكتبة دار العفاني وعنوانها "3 درب الأتراك - الدور الثاني ـ خلف الجامع الأزهر"، وتقوم المكتبة بإعادة توزيع الإصدارات السلفية لرموز الفكر الوهابي.

مكتبات سلفية في حي الأزهر

أما بقية المكتبات فتقوم بطبع وتوزيع كتب ومجلدات وكتيبات تكفيرية مثل تكفير الصوفية، ومسائل الحاكمية والجهاد وهي
ـ دار العقيدة وعنوانها "3 درب الأتراك خلف الجامع الأزهر"
ـ دار الحديث وعنوانها "140ش جوهر القائد أمام جامعة الأزهر"
ـ دار العفاني وعنوانها "3 درب الأتراك ـ خلف الجامع الأزهر"
ـ دار ابن حزم وعنوانها "22 درب الأتراك خلف جامع الأزهر"
ـ دار بن رجب وعنوانها "13 ش البيطار خلف الجامع الأزهر"
ـ دار الصفا للنشر وعنوانها "127 ميدان الأزهر".

متخصصون: الأزهر ليس له علاقة بهذه المكتبات

عبدالغني هندي

أكد الدكتور عبدالغني هندي "مقرر لجنة الحوار بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية"، أن الأزهر الشريف ضد الفكر الوهابي، مضيفاً أن المؤسسة الأزهرية تقوم بالرد على أي فتوى سلفية أو غير سلفية طالما فيها تشدد وابتعاد عن صحيح الدين.
وأضاف عبدالغني هندي في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن"، أن الأزهر الشريف ليس له صلاحية في منع الكتب أو إغلاق المكتبات وإنما دوره ينحصر في الرد والتحذير، مشيراً إلى أن الأزهر الشريف يقوم باستبعاد الكتب التي تصدر عن مجمع البحوث الإسلامية فقط.

فيما كشف مصدر لـ "بوابة المواطن" أن الكتب التي تنتشر في المكتبات السلفية قديما كان يتم تهريبه، لكن الآن المسألة اختلفت حيث أن جميع هذه الكتب تحمل أرقام إيداع، وهو ما يعني مرورها من إدارة الإيداع القانوني في دار الكتب المصرية وتم طبعها في القاهرة وتوزيعها على المكتبات المختلفة.

دار الكتب ترد: هذه هي شروطنا في الكتب التي تحصل على الموافقة

مكتبات سلفية في حي الأزهر

بدورها فإن قانون حماية حماية الملكية الفكرية رقم 38 لسنة 1992 في دار الكتب ينص على أنه من أجل الموافقة على كتاب يجب إحضار (عدد 2 صفحة العنوان- الغلاف) موضح به البيانات التالية :عنوان الكتاب ـ اسم المؤلف ـ اسم الناشر ـ اسم الطابع ـ وأرقام تليفوناتهم، ولا تقل عدد صفحات الكتاب عن 49 وتكون صفحة الغلاف مختومة بختم المطبعة أو الناشر.

مكتبات سلفية في حي الأزهر

وطبقاً لهذا القانون فإن دار الكتب تلتزم فقط بمنح رقم الإيداع عند الطلب، على أن يتم الإيداع في موعد غايته ثلاثة أشهر من تاريخ الحصول على رقم الإيداع، مع نسخة من المصنف إلكترونية.

فالمادة الرابعة تنص على أن لا يمنح الناشرون أي أرقام إيداع إلا بعد إيداع المتأخرات من النسخ السابق حصولهم على رقم إيداع منها؛ فيما توضح المادة الخامسة الالتزام بالإيداع يتجدد عن طريق إعادة طبع المصنفات الخاضعة لأحكام قانون حماية الملكية الفكرية، وتعديلاته ويعد كل مجلد وحدة بذاتها، إذا نشر المصنف في أكثر من مجلد متسلسلا صفحاتها.

مكتبة صوفية تنتقد قانون دار الكتب

مكتبات سلفية في حي الأزهر

تعقيباً على هذا القانون قال صاحب إحدى المكتبات الصوفية أن العقوبة الوحيدة التي تحددها دار الكتب هي المادة التاسعة والتي تنص على الغرامة في حال الإخلال بشروط الإيداع.

وكشف في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن" أن نص قانون إيداع الكتب مجرد مسألة شكلية، نظراً لأنه يختص بتحديد يوم النشر وتفاصيل روتينية أخرى دون الخوض في محتوى الكتاب، وبالتالي فإن المؤلف لو استوفى الشروط المنصوص عليها في القانون فكتابه من السهل بيعه وتوزيعه.