مهرجانات بعلبك تحتفل بعيدها الستين مع فرقة كركلا الراقصة
السبت 23/يوليو/2016 - 05:25 م
اجتمعت الرقصات الخليجية مع الإيرانية على مسرح واحد في تطلع إلى زمان جديد تصنعه أجساد مرنة لا يشوب حركتها أي اضطراب في عرض مسرحي غنائي راقص لفرقة كركلا اللبنانية في بعلبك.. مدينة الشمس الواقعة في شرق لبنان والقريبة من الحدود مع سوريا.
وعلى مدى أكثر من ساعتين أبحرت فرقة كركلا في الزمن متخطية الواقع السياسي المتدهور والأمني الحذر حيث استحضرت إلى مسرحها لغة بديلة يلقيها فيلسوف خراسان عمر الخيام ويضفي عليها جلال الدين الرومي عشقه الروحي المتجذر في التصوف.
وتمايلت الخصور الفارسية على صوت الشاعر اللبناني الراحل سعيد عقل ملقيا قصيدة عن بعلبك كانت قد سجلت له عام 1999 وكتبها عباس كركلا والد مؤسس الفرقة الفنان عبد الحليم كركلا الذي صاغ قصة العرض وصمم أزياءه الفرحة.
وجاءت المهرجانات هذا العام احتفالا بمرور ستين سنة على أول خطى وطأت بعلبك وحولت هياكلها إلى أحجار ناطقة بالفن والموسيقى والمسرح التمثيلي والراقص من خلال مهرجانات بعلبك الدولية.
وعبر جدار سينمائي استحضرت فرقة كركلا في بداية العرض صورا من ماضي بعلبك العريق حيث بدا عمالقة الفن العربي ومنهم كوكب الشرق أم كلثوم وفيروز وصباح والأخوين رحباني ووديع الصافي وصباح فخري ونصري شمس الدين.
وانطلق مهرجان بعلبك رسميا لأول مرة في صيف عام 1956 وأسسته زلفا شمعون عقيلة رئيس الجمهورية اللبنانية السابق كميل شمعون. واستقطب المهرجان منذ البداية أهم المغنين والراقصين العالميين وأشهر فرق الأوبرا في العالم ومنها أوبرا باريس وميلانو.
وفرقة كركلا لها من الستين عاما حصة وافرة وقد أرادت هذا العام أن تتوج مسيرتها بعمل مسرحي راقص يجمع الدول على طريق الحرير.
بدأت أحداث المسرحية في الزمن الحاضر استعدادا للاحتفال بالعيد الستين حيث بدا فتى يدور بين السياح يلحق برجل مسن إلى المعبد وإذا به يجد نفسه أمام عرش جوبيتر.
يسأل جوبيتر الفتى عن القلادة التي يعلقها على صدره ويحكي له قصتها. ومن هنا ينتقل العرض بالزمن إلى القرن الخامس عشر حيث يجتمع الأهالي لإحياء عرس تقليدي بحضور الوالي الذي يزف للحاضرين مشروع مغامرة تنطلق من بعلبك إلى الصين محاولا مع أعيانه شرح أهميتها.
تنطلق البعثة إلى سلطنة عمان بحثا عن ابن ماجد أمير البحار ليكون مرشدا لهذه المغامرة ومن عمان إلى الهند حيث تستقبلها الطقوس الهندية.
في الصين يفاجئ العسكر البعثة فيقودون أفرادها إلى السجن للتحقيق معهم إلى أن يدرك الإمبراطور سبب قدومها ويعلم أنها من "بلاد الحرف".
وفي طريق العودة عبر الصحراء ثم بلاد فارس تعود البعثة إلى الشاطئ اللبناني ترافقها وفود من كل البلاد التي مرت عليها وبوصولها تبدأ الأهازيج احتفالا بقدومها.
ويسترجع العرض الذي استمر لأكثر من ساعتين وقال منظموه إن عدد حضوره بلغ نحو ثلاثة آلاف شخص طريق الحرير الذي كانت تسلكه القوافل التجارية من الشاطئ الأفريقي.
وترسو قوارب الصيادين بين أعمدة باخوس على وقع أغان خليجية وتناغم أجساد الراقصين لكن بأسلوب خليجي متطور. وتمايل الراقصون بأزياء فلكلورية ذات ألوان براقة على المسرح وسط تصفيق الحضور.
ولإتمام هذه الرحلة الطويلة والشاقة استقدمت فرقة كركلا موسيقيين وراقصين من الهند والصين وإيران وإيطاليا بالإضافة إلى الممثل الجزائري هشام مغريش الذي يؤدي دور المترجم.
ويؤكد مصمم العمل عبد الحليم كركلا لرويترز أنه أصر على استضافة فنانين من الهند والصين وإيران وإيطاليا ليعبر عن انفتاح العرض على الحضارات والثقافات الأخرى.
وامتزجت ألحان الفنانين اللبنانيين في العرض بين ألحان إيلي شويري الذي شارك رمزيا في العمل وكل من مارسيل خليفة وتوفيق الباشا وزكي ناصيف وشربل روحانا.
وشاركت في الغناء هدى حداد التي اعتادت الوقوف مع شقيقتها المطربة فيروز على أدراج بعلبك وجوزيف عازار الذي قام بدور الوالي وسيمون عبيد وهادي خليل.
أخرج العمل "إبحار في الزمن" إيفان كركلا نجل عبد الحليم كركلا ابن مدينة بعلبك الذي أطلق فرقته سنة 1968 مع نحو 12 راقصا وقدم باكورة أعماله في عام 1972. وتضم فرقة كركلا اليوم أكثر من مئة شخص.
جاء العرض وسط مخاوف أمنية وقلق سياسي ووسط إجراءات أمنية مشددة وحضره العديد من رجالات الدولة.
وتأثرت بعلبك في شرق لبنان ذات الاغلبية الشيعية وهي أحد معاقل حزب الله بالصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات. وكانت ثماني هجمات انتحارية استهدفت بلدة القاع المسيحية قرب بعلبك على الحدود مع سوريا في يونيو حزيران الماضي في أحدث امتداد للصراع السوري إلى لبنان.
وتعرض لبنان للعديد من الهجمات المسلحة المرتبطة بالحرب الدائرة في سوريا حيث تقاتل جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية إلى جانب الرئيس بشار الأسد.
وتعتبر المهرجانات واحدة من أبرز معالم صناعة السياحة في لبنان حيث يتنقل اللبنانيون وخاصة المغتربون منهم والسياح العرب والأجانب بين أطلال بعلبك الرومانية الأثرية وقصر بيت الدين الشهابي وقلعة بيبلوس الفينيقية.
ومع أن كل المهرجانات الصيفية في لبنان لها أهميتها السياحية فإن مدينة الشمس لها رمزية تاريخية كونها الأقدم والأشهر.
وقال مقدم البرامج اللبناني جورج صليبي لرويترز بعد العرض "في العيد الستين لمهرجانات بعلبك الدولية تعود إلينا بالذاكرة كل الأسماء والوجوه العريقة التي ساهمت في بناء مجد الأيام الماضية وخصوصا السيدة فيروز التي نشعر بأن صوتها ما زال يتردد بين الهياكل وعلى أدراج المعابد ونحلم دائما بعودتها إلى القلعة."
وأضاف "وفي العيد الستين كان الاحتفال مميزا مع عمل فرقة كركلا حيث الفخامة وفي الإنتاج والإخرج والموسيقى والعناصر المشاركة والتي أعطت لبعلبك حقها في عيدها الستيني."
وقال بشير خضر محافظ بعلبك الهرمل الذي قدم درعا تقديرية إلى عبد الحليم كركلا "في هذا العمل نستطيع أن نقول إنه رجع العز لبعلبك ورجعت بعلبك كما كنا نعرفها منذ زمن... نؤكد تمسكنا برسالة لبنان الحضارية والثقافية والتي لن نسمح لقوى الشر أن تنال منها."
وقال وزير الثقافة ريمون عريجي لرويترز "اليوم كله رمزيات. رمز المكان: بعلبك التاريخ والحضارة. وأيضا رمز الزمان: ستين سنة. ورمز المشاركين: كركلا. والأهم رمز الرسالة التي نوجهها للعالم وخاصة من يريد أن يدمرنا ويدمر ثقافتنا: أننا نعيش هنا وسنبقى متمسكين بحقنا في الحياة والجمال."
وعلى مدى أكثر من ساعتين أبحرت فرقة كركلا في الزمن متخطية الواقع السياسي المتدهور والأمني الحذر حيث استحضرت إلى مسرحها لغة بديلة يلقيها فيلسوف خراسان عمر الخيام ويضفي عليها جلال الدين الرومي عشقه الروحي المتجذر في التصوف.
وتمايلت الخصور الفارسية على صوت الشاعر اللبناني الراحل سعيد عقل ملقيا قصيدة عن بعلبك كانت قد سجلت له عام 1999 وكتبها عباس كركلا والد مؤسس الفرقة الفنان عبد الحليم كركلا الذي صاغ قصة العرض وصمم أزياءه الفرحة.
وجاءت المهرجانات هذا العام احتفالا بمرور ستين سنة على أول خطى وطأت بعلبك وحولت هياكلها إلى أحجار ناطقة بالفن والموسيقى والمسرح التمثيلي والراقص من خلال مهرجانات بعلبك الدولية.
وعبر جدار سينمائي استحضرت فرقة كركلا في بداية العرض صورا من ماضي بعلبك العريق حيث بدا عمالقة الفن العربي ومنهم كوكب الشرق أم كلثوم وفيروز وصباح والأخوين رحباني ووديع الصافي وصباح فخري ونصري شمس الدين.
وانطلق مهرجان بعلبك رسميا لأول مرة في صيف عام 1956 وأسسته زلفا شمعون عقيلة رئيس الجمهورية اللبنانية السابق كميل شمعون. واستقطب المهرجان منذ البداية أهم المغنين والراقصين العالميين وأشهر فرق الأوبرا في العالم ومنها أوبرا باريس وميلانو.
وفرقة كركلا لها من الستين عاما حصة وافرة وقد أرادت هذا العام أن تتوج مسيرتها بعمل مسرحي راقص يجمع الدول على طريق الحرير.
بدأت أحداث المسرحية في الزمن الحاضر استعدادا للاحتفال بالعيد الستين حيث بدا فتى يدور بين السياح يلحق برجل مسن إلى المعبد وإذا به يجد نفسه أمام عرش جوبيتر.
يسأل جوبيتر الفتى عن القلادة التي يعلقها على صدره ويحكي له قصتها. ومن هنا ينتقل العرض بالزمن إلى القرن الخامس عشر حيث يجتمع الأهالي لإحياء عرس تقليدي بحضور الوالي الذي يزف للحاضرين مشروع مغامرة تنطلق من بعلبك إلى الصين محاولا مع أعيانه شرح أهميتها.
تنطلق البعثة إلى سلطنة عمان بحثا عن ابن ماجد أمير البحار ليكون مرشدا لهذه المغامرة ومن عمان إلى الهند حيث تستقبلها الطقوس الهندية.
في الصين يفاجئ العسكر البعثة فيقودون أفرادها إلى السجن للتحقيق معهم إلى أن يدرك الإمبراطور سبب قدومها ويعلم أنها من "بلاد الحرف".
وفي طريق العودة عبر الصحراء ثم بلاد فارس تعود البعثة إلى الشاطئ اللبناني ترافقها وفود من كل البلاد التي مرت عليها وبوصولها تبدأ الأهازيج احتفالا بقدومها.
ويسترجع العرض الذي استمر لأكثر من ساعتين وقال منظموه إن عدد حضوره بلغ نحو ثلاثة آلاف شخص طريق الحرير الذي كانت تسلكه القوافل التجارية من الشاطئ الأفريقي.
وترسو قوارب الصيادين بين أعمدة باخوس على وقع أغان خليجية وتناغم أجساد الراقصين لكن بأسلوب خليجي متطور. وتمايل الراقصون بأزياء فلكلورية ذات ألوان براقة على المسرح وسط تصفيق الحضور.
ولإتمام هذه الرحلة الطويلة والشاقة استقدمت فرقة كركلا موسيقيين وراقصين من الهند والصين وإيران وإيطاليا بالإضافة إلى الممثل الجزائري هشام مغريش الذي يؤدي دور المترجم.
ويؤكد مصمم العمل عبد الحليم كركلا لرويترز أنه أصر على استضافة فنانين من الهند والصين وإيران وإيطاليا ليعبر عن انفتاح العرض على الحضارات والثقافات الأخرى.
وامتزجت ألحان الفنانين اللبنانيين في العرض بين ألحان إيلي شويري الذي شارك رمزيا في العمل وكل من مارسيل خليفة وتوفيق الباشا وزكي ناصيف وشربل روحانا.
وشاركت في الغناء هدى حداد التي اعتادت الوقوف مع شقيقتها المطربة فيروز على أدراج بعلبك وجوزيف عازار الذي قام بدور الوالي وسيمون عبيد وهادي خليل.
أخرج العمل "إبحار في الزمن" إيفان كركلا نجل عبد الحليم كركلا ابن مدينة بعلبك الذي أطلق فرقته سنة 1968 مع نحو 12 راقصا وقدم باكورة أعماله في عام 1972. وتضم فرقة كركلا اليوم أكثر من مئة شخص.
جاء العرض وسط مخاوف أمنية وقلق سياسي ووسط إجراءات أمنية مشددة وحضره العديد من رجالات الدولة.
وتأثرت بعلبك في شرق لبنان ذات الاغلبية الشيعية وهي أحد معاقل حزب الله بالصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات. وكانت ثماني هجمات انتحارية استهدفت بلدة القاع المسيحية قرب بعلبك على الحدود مع سوريا في يونيو حزيران الماضي في أحدث امتداد للصراع السوري إلى لبنان.
وتعرض لبنان للعديد من الهجمات المسلحة المرتبطة بالحرب الدائرة في سوريا حيث تقاتل جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية إلى جانب الرئيس بشار الأسد.
وتعتبر المهرجانات واحدة من أبرز معالم صناعة السياحة في لبنان حيث يتنقل اللبنانيون وخاصة المغتربون منهم والسياح العرب والأجانب بين أطلال بعلبك الرومانية الأثرية وقصر بيت الدين الشهابي وقلعة بيبلوس الفينيقية.
ومع أن كل المهرجانات الصيفية في لبنان لها أهميتها السياحية فإن مدينة الشمس لها رمزية تاريخية كونها الأقدم والأشهر.
وقال مقدم البرامج اللبناني جورج صليبي لرويترز بعد العرض "في العيد الستين لمهرجانات بعلبك الدولية تعود إلينا بالذاكرة كل الأسماء والوجوه العريقة التي ساهمت في بناء مجد الأيام الماضية وخصوصا السيدة فيروز التي نشعر بأن صوتها ما زال يتردد بين الهياكل وعلى أدراج المعابد ونحلم دائما بعودتها إلى القلعة."
وأضاف "وفي العيد الستين كان الاحتفال مميزا مع عمل فرقة كركلا حيث الفخامة وفي الإنتاج والإخرج والموسيقى والعناصر المشاركة والتي أعطت لبعلبك حقها في عيدها الستيني."
وقال بشير خضر محافظ بعلبك الهرمل الذي قدم درعا تقديرية إلى عبد الحليم كركلا "في هذا العمل نستطيع أن نقول إنه رجع العز لبعلبك ورجعت بعلبك كما كنا نعرفها منذ زمن... نؤكد تمسكنا برسالة لبنان الحضارية والثقافية والتي لن نسمح لقوى الشر أن تنال منها."
وقال وزير الثقافة ريمون عريجي لرويترز "اليوم كله رمزيات. رمز المكان: بعلبك التاريخ والحضارة. وأيضا رمز الزمان: ستين سنة. ورمز المشاركين: كركلا. والأهم رمز الرسالة التي نوجهها للعالم وخاصة من يريد أن يدمرنا ويدمر ثقافتنا: أننا نعيش هنا وسنبقى متمسكين بحقنا في الحياة والجمال."