بعد مرور 66 عامًا.. 23 يوليو و30 يونيو وجهان لعملة واحدة بقيادة عبد الناصر والسيسي
الخميس 19/يوليو/2018 - 09:30 ص
شروق ايمن
طباعة
بعد مرور 66 عامًا على ثورة 23 يوليو عام 1952، تلك التي رسخت مبادئ الوطنية والديمقراطية السليمة، بقيادة مجموعة من الضباط الأحرار المطلقين للثورة بدافع وطني مخلص يستهدف القضاء على الحكم الملكي الغاشم الذي سلب حقوق الدولة المصرية، ودحر الاحتلال الإنجليزي المستولي على البلاد في ذلك الوقت، بمعاونة الشعب المصري الذي رفض تدخل أي قوى خارجية في حكم دولته.
وعند إعادة النظر والمقارنة بين الثورات المصرية، نلاحظ أنه رغم التباعد الزمني الكبير بينهما، إلا أن ثورتي 23 يوليو و30 يونيو يتسمان بأهداف مشتركة يتخلص أبرزها في اتحاد الجيش والشعب المصري، أكبر قوتان وطنيتان في تاريخ أي دولة، للقضاء على التدخل الخارجي في الشئون المصرية.
ثورة 23 يوليو
"أهداف الثورة"
وفي الذكرى الـ 66 لثورة 23 يوليو، يجب أن يتطرق الحديث إلى رصد الأهداف الأساسية للثورة التي ذكرت في كل كتب التاريخ المصري، والتي تتمثل في: إقامة عدالة اجتماعية، القضاء على الاستعمار، القضاء على الإقطاع، القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، إقامة حياة ديمقراطية سليمة، وإقامة جيش وطني قوي، وبالفعل تم تحقيق كل ذلك باتحاد الجيش والشعب.
ثورة 23 يوليو
"الضباط الأحرار"
بدأت مسيرة ثورة 23 يوليو بقيادة عدد من الضباط الأحرار، قرروا الوقوف في وجه التدخل البريطاني الإنجليزي في حكم مصر، والتي جاءت بمثابة ثورة تحررية حولت مصر من حكم ملكي إلى جمهوري، وتضمن مجلس قيادة الثورة من 13 عضوًا، جاء في مقدمتهم اللواء محمد نجيب، ثم جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، يوسف صديق، حسين الشافعي، صلاح سالم، جمال سالم، خالد محيي الدين، زكريا محيي الدين، كمال الدين حسين، عبد اللطيف البغدادي، عبد المنعم أمين، محمد أنور السادات، وجمال حماد، حيث تمعن تنظيم الضباط الأحرار في الأمر، وتوصل إلى اختيار اللواء محمد نجيب كواجهة للثورة، وعند القضاء على استعمار وتوليه الرئاسة، خلفه في القيادة وجمال عبد الناصر من عام 1954 حتى وفاته عام 1970 مستمدًا شرعية حكمه من ثورة يوليو.
تنظيم الضباط الأحرار
"إعلان جمهورية مصر العربية"
وعند قيام ثورة 23 يوليو، ثار الجيش والشعب المصري على حكم الملك فاروق، مطالبينه بالرحيل عن مصر، حتى نجح القوتان المتحالفتان في تحقيق الهدف الرئيسي، ورحل الملك ليتم إلغاء نظامه الملكي وإعلان مصر جمهورية عربية، ليتم إعلان اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية في 18 يونيو عام 1953.
إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية
"عبد الناصر ومسيرة الإصلاح"
رحل نجيب وخلفه جمال عبد الناصر، ليتولى حكم مصر وهي دولة يحاوطها الفساد من جميع الاتجاهات، وكان أبرزها الصناعة والاقتصاد الذي شهد أسوأ عصوره بعد تربع أسرة محمد علي على الحكم، فنهض عبد الناصر ليصلح شئون الاقتصاد لتشهد مصر في عصره طفرة اقتصادية وصناعية متقدمة، حيث كانت قطاعات الدولة عاجزة بسبب ارتباطها بالمصالح الأجنبية عن طريق البنوك وشركات التأمين والتجارة الخارجية فى الصادرات والواردات.
اتجه عبد الناصر نحو طريق الإصلاح، والذي يسير على خطاه في وقتنا الحالي الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، من خلال السيطرة على مصادر الإنتاج ووسائله والتوسع وتأميم البنوك الخاصة والأجنبية العاملة ؛ والشركات والمصانع الكبرى وإنشاء عدد من المشروعات الصناعية الضخمة.
جمال عبد الناصر رئيسًا لمصر
"عبد الناصر يكشف أسرار 23 يوليو"
كشف الزعيم جمال عبد الناصر، في مقطع فيديو نادر له، أن ثورة 23 يوليو كان من المقرر لها أن تكون في موعد آخر ولكن لم تنفذ فيه، حيث تمت بواسطة مجموعة من الضباط، لقبوا أنفسهم بـ"تنظيم الضباط الأحرار"، كما كان للثورة في بدايتها اسم آخر وهو "حركة الجيش"، ثم اشتهرت فيما بعد باسم ثورة 23 يوليو.
ولفت عبد الناصر، إلى أن حركة الجيش استهدفت إلغاء الحكم الملكي وإعلان الجمهورية، وطرد الملك فاروق من الحكم، وبعد تنفيذ تلك المهام تم إعادة تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب.
"23 يوليو و30 يونيو.. وجهان لعملة واحدة"
تشارك ثورتي 23 يوليو و30 يونيو، في الأولويات والأهداف التي تمثلت في القضاء على ديكتاتورية الحاكم وظلمه واستبداده، وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، فضلًا عن أن مفجر الثورتين هما الجيش والشعب.
ودائمًا ما كان للجيش المصري، دور بارز وفارق يترك بصمة في كل ثورة يعزم المصريون على تفجيرها في مختلف العصور، ويمكننا أن نرى هذا المشهد في قدرة الجيش على عزل الملك فاروق وإعلان مصر جمهورية في ثورة 23 يوليو 1952، إجبار حسني مبارك على التنحي في ثورة 25 يناير 2011، وعزل محمد مرسي وحكم الإخوان بأمر الشعب المصري في ثورة 30 يونيو 2013.
ثورتي 23 يوليو و30 يونيو