السيسي والبشير .. كيف يحدث الوفاق بعد الصدام والشقاق ؟
الخميس 19/يوليو/2018 - 02:01 م
وسيم عفيفي
طباعة
*السيسي والبشير .. كم زيارة متبادلة
*أساس الخلاف وأسبابه
*المشكلات الخمسة بين مصر والسودان
*كيفية حل الأزمة
يبدأ اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته إلى السودان لمدة يومين وذلك في جولة تتميز بأهميتها شملاً وموضوعاً في إطار التواصل المستمر بين قيادتي البلدين وتأتي ردا أيضا على الزيارة التي قام بها للقاهرة قبيل الانتخابات الرئاسية الرئيس عمر حسن أحمد البشير.
ومن المفترض أن الرئيسين سيطرحان وجهات النظر حول التطورات الجارية في المنطقة والإقليم وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
*أساس الخلاف وأسبابه
*المشكلات الخمسة بين مصر والسودان
*كيفية حل الأزمة
يبدأ اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته إلى السودان لمدة يومين وذلك في جولة تتميز بأهميتها شملاً وموضوعاً في إطار التواصل المستمر بين قيادتي البلدين وتأتي ردا أيضا على الزيارة التي قام بها للقاهرة قبيل الانتخابات الرئاسية الرئيس عمر حسن أحمد البشير.
ومن المفترض أن الرئيسين سيطرحان وجهات النظر حول التطورات الجارية في المنطقة والإقليم وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
خطأ وسائل الإعلام في تغطية الزيارات
السيسي - البشير
يقع الكثيرين في الخطأ مع تغطية أخبار زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السودان حيث يعتقدون أنها الزيارة الأولى على الإطلاق، لكن الحقيقة هي انعقاد 21 لقاء بين السيسي والبشير، من بينها قيام الرئيس السيسي بزيارة السودان أربع مرات، وفي المقابل قام الرئيس البشير بزيارة مصر ست مرات، فضلاً عن اللقاءات الثنائية بينهما على هامش اجتماعات ومؤتمرات عربية ودولية متعددة.
ورغم كثرة الزيارات لكن ما بين مصر والسودان في ظل حكم الرئيسين لم يزول وذلك لحدة العلاقة بين البلدين ـ خاصة السودان ـ، حيث أن الرئيس السوداني عمر البشير، اتهم مصر بدعم الحركات المتمردة في السودان، وبيع ذخائر فاسدة للجيش، ورغم النفي مصر، إلا أن وتيرة العلاقات لم تشتعل بسبب مصر حيث أنها لم ترد بالمثل على خطوة استدعاء السودان لسفيرها لدى القاهرة.
ورغم كثرة الزيارات لكن ما بين مصر والسودان في ظل حكم الرئيسين لم يزول وذلك لحدة العلاقة بين البلدين ـ خاصة السودان ـ، حيث أن الرئيس السوداني عمر البشير، اتهم مصر بدعم الحركات المتمردة في السودان، وبيع ذخائر فاسدة للجيش، ورغم النفي مصر، إلا أن وتيرة العلاقات لم تشتعل بسبب مصر حيث أنها لم ترد بالمثل على خطوة استدعاء السودان لسفيرها لدى القاهرة.
مصر والسودان .. جذور الخلاف
مصر والسودان
تعددت الخلافات بين مصر والسودان حتى تحددت في خمس مشكلات بارزة، كانت أول المشكلات سد النهضة، حيث استغلت إثيوبيا تدهور وضع الدولة المصرية في عام 2011، وفوضى الوضع السياسي سنة 2012 م.
سد النهضة
أسست إثيوبيا سد النهضة وتعامل السودان بمنطق التعنت مع مصر وتحاول القاهرة الآن حل الأزمة من خلال تحسين العلاقات مع السودان تفادياً للأضرار التي ستقع على البلدين.
ثاني هذه المشكلات هي إدعاء السودان أن مصر تقوم بدعم المعارضين عسكرياً، ذلك الإدعاء الذي يتبناه نظام البشير على رغم أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتسم بمواجهة الإسلام السياسي ويرفض التدخل العسكري في شئون الدول.
بدورها تمتلك الإمارات حليفة مصر قاعدة عسكرية في إريتريا، وكذلك في جمهورية أرض الصومال، وتتخوف من الوجود التركي هناك الذي قد يضر بالموانئ الإماراتية والنفوذ الإماراتي في أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي، التي تسعى السعودية أيضا لامتلاك قاعدة بها في جيبوتي وبالفعل اتفقا على ذلك، لكنها لم تبدأ فعليا في بنائها، حيث أدركت أهمية هذه المنطقة في حمايتها وكذلك منع التهديدات الواردة من هذه المنطقة.
أما مصر ورغم ما قيل عن سعيها لامتلاك قواعد عسكرية في إريتريا، إلا أنها لجأت إلى تحديث بنيتها العسكرية، لمواجهة التهديدات الموجود الآن على جميع الجبهات، فعملت على تعزيز قوتها البحرية، عن طريق تكوين أسطولين أحدهما في الشمال في البحر المتوسط، والآخر في الجنوب على البحر الأحمر، ودعمهما بحاملتي طائرات طراز ميسترال و غواصات ألمانية طراز “تايب”، بخلاف الفرقاطات والمدمرات البحرية، لأن الصراع المتسع الآن يدور حول من يسيطر على البحر والمضائق الأمنية، بخلاف تطوير سلاح الجو ودعمه بطائرات طراز رافال فرنسية وميج 29 روسية، لزيادة المدى العملياتي لقواتها الجوية، حيث استطاعت توجيه ضربات مباشرة داخل العمق الليبي ووصلت إلى الجنوب.
بالتالي يمثل الصراع على أمن البحر الأحمر، أحد أوجه الخلاف مع السودان، التي أدخلت مناهضين لمصر في هذه المنطقة الحيوية، ما جعل القاهرة تعمل على تشكيل محور خاص بها لحماية أمن البحر الأحمر، بالتنسيق مع الإمارات والسعودية وإريتريا، فهذه المنطقة مصدر تهديد قوي حاليا ومستقبلا على هذه الدول الأربع.
وتتمثل المشكلة الثالثة بين مصر والسودان في مثلث حلايب ورغم محاولات البشير في استفزاز الرئيس السيسي لكن التحركات المصرية تؤكد أنه لا تنازل عن هذا المثلث الجيوستراتيجي الواقع في منطقة ملتهبة بالقرب من القرن الأفريقي الذي يمثل تهديدا لأمن مصر من الجنوب وقناة السويس.
رابع تلك المشكلات تتمثل في نظام الأحلاف الإقليمية فالخرطوم تقيم علاقات قوية مع تركيا وقطر، وكلاهما خصمان لمصر، أما مصر عملت على عدة محاور، ففيما يخص تركيا، رسخت مصر علاقتها بقبرص واليونان غريمي تركيا وأعادت ترسيم الحدود معهما، لتعظيم الاستفادة من ثروات الغاز المكتشفة في البحر المتوسط، بجانب إقامة علاقات عسكرية وأمنية واقتصادية ليست في صالح أنقرة.
وتعمل الآن تركيا تجاه الضغط على مصر من الجنوب عن طريق تقوية علاقتها، بإثيوبيا والسودان، كذلك تقيم مصر تحالفا خليجيا قويا خاصة مع الإمارات، لمواجهة قطر، حلفية تركيا والسودان، ما يدفع قطر لاستغلال السودان في إثارة العلاقات مع مصر.
وتعمل الآن تركيا تجاه الضغط على مصر من الجنوب عن طريق تقوية علاقتها، بإثيوبيا والسودان، كذلك تقيم مصر تحالفا خليجيا قويا خاصة مع الإمارات، لمواجهة قطر، حلفية تركيا والسودان، ما يدفع قطر لاستغلال السودان في إثارة العلاقات مع مصر.
المشكلة الخامسة تتمثل في الأمن البحري من ناحية البحر الأحمر حيث أن السودان يريد استغلال التنافس الدولي والإقليمي على البحر الأحمر، ويعرض نفسه شريكا في خضم هذه التحولات، فقد عرض البشير في نوفمبر 2017، خلال زيارته إلى روسيا على الرئيس فلاديمير بوتين، إقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، وبعدها منح جزيرة سواكن الواقعة على البحر الأحمر لتركيا، التي قد تتخذ منها فيما بعد قاعدة عسكرية.
بدورها تمتلك الإمارات حليفة مصر قاعدة عسكرية في إريتريا، وكذلك في جمهورية أرض الصومال، وتتخوف من الوجود التركي هناك الذي قد يضر بالموانئ الإماراتية والنفوذ الإماراتي في أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي، التي تسعى السعودية أيضا لامتلاك قاعدة بها في جيبوتي وبالفعل اتفقا على ذلك، لكنها لم تبدأ فعليا في بنائها، حيث أدركت أهمية هذه المنطقة في حمايتها وكذلك منع التهديدات الواردة من هذه المنطقة.
أما مصر ورغم ما قيل عن سعيها لامتلاك قواعد عسكرية في إريتريا، إلا أنها لجأت إلى تحديث بنيتها العسكرية، لمواجهة التهديدات الموجود الآن على جميع الجبهات، فعملت على تعزيز قوتها البحرية، عن طريق تكوين أسطولين أحدهما في الشمال في البحر المتوسط، والآخر في الجنوب على البحر الأحمر، ودعمهما بحاملتي طائرات طراز ميسترال و غواصات ألمانية طراز “تايب”، بخلاف الفرقاطات والمدمرات البحرية، لأن الصراع المتسع الآن يدور حول من يسيطر على البحر والمضائق الأمنية، بخلاف تطوير سلاح الجو ودعمه بطائرات طراز رافال فرنسية وميج 29 روسية، لزيادة المدى العملياتي لقواتها الجوية، حيث استطاعت توجيه ضربات مباشرة داخل العمق الليبي ووصلت إلى الجنوب.
بالتالي يمثل الصراع على أمن البحر الأحمر، أحد أوجه الخلاف مع السودان، التي أدخلت مناهضين لمصر في هذه المنطقة الحيوية، ما جعل القاهرة تعمل على تشكيل محور خاص بها لحماية أمن البحر الأحمر، بالتنسيق مع الإمارات والسعودية وإريتريا، فهذه المنطقة مصدر تهديد قوي حاليا ومستقبلا على هذه الدول الأربع.
خطة حل الأزمة
البشير - السيسي
من المتوقع خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السودان الاجتماعات ستشهد تقديم السودان للعالم من خلال مصر، وربما تشهد تلك القمة محاولة مصرية لتقريب وجهات النظر بين السودان وبعض الدول الأوروبية.
وتمثل هذه الاجتماعات بشهادة خبراء إقليميين استمرار إيجابية الموقف المصري إزاء تقريب وجهات النظر مابين دولتي شمال وجنوب السودان من ناحية وبين دولة جنوب السودان والمتمردين هناك، كما تتطرق القمة إلى ملف الاستثمارات المصرية في السودان، متوقعًا أن تشهد الزيارة نجاحا كبيرا لما فيها من تناول المصالح المشتركة للبلدين.
وتمثل هذه الاجتماعات بشهادة خبراء إقليميين استمرار إيجابية الموقف المصري إزاء تقريب وجهات النظر مابين دولتي شمال وجنوب السودان من ناحية وبين دولة جنوب السودان والمتمردين هناك، كما تتطرق القمة إلى ملف الاستثمارات المصرية في السودان، متوقعًا أن تشهد الزيارة نجاحا كبيرا لما فيها من تناول المصالح المشتركة للبلدين.