صور .. "أم عمرو الشربتلية" أزاحت مرار الكفاح بـ "سُكَّر العصائر"
الجمعة 20/يوليو/2018 - 08:04 م
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: سارة سيد
طباعة
لم تكن تدري أم عمرو وهي تقف على عربة العصائر تنعش حَلْق العطشى بالعصائر في شارع عبدالعزيز، أنه منذ قرون كانت هذه المهنة موجودة في نفس المكان لكن الظرف مختلف؛ وجاء اسمها "شربتلية" اشتقاقاً من كلمتي "الشراب/المشروب".
قديماً كان شارع عبدالعزيز مكاناً لعمال الشربتلية الذين كانوا ينشطوا في سقاية زوار القبور، نظراً لأن هذا الشارع كان في الأصل مقابر، وتغير شكله نهائياً بقدوم عبدالعزيز بن محمود، السلطان الثاني والثلاثون للدولة العثمانية؛ والذي زار مصر زمن الخديوي إسماعيل وسُمِّي على اسمه.
قديماً كان شارع عبدالعزيز مكاناً لعمال الشربتلية الذين كانوا ينشطوا في سقاية زوار القبور، نظراً لأن هذا الشارع كان في الأصل مقابر، وتغير شكله نهائياً بقدوم عبدالعزيز بن محمود، السلطان الثاني والثلاثون للدولة العثمانية؛ والذي زار مصر زمن الخديوي إسماعيل وسُمِّي على اسمه.
أم عمرو الشربتلية
باللمحة الفنية فإن فاكهة البرتقال تُقْتَرن بالموت دائماً، وذلك من خلال ثلاثية أفلام The Godfather لـ مارلون براندو وآل باتشينو؛ لكنها بالنسبة للسيدة أم عمرو الشربتلية وسيلة من وسائل الحياة تزين عربتها من جهة، وتعصرها لعملها من جهة أخرى مقابل الجنيهات التي تأخذها من العطشان أو المشتاق إلى بل ريقه بما هو حلو.
ابتسامة الرضا تجسدها أم عمرو وهي تعصر البرتقالة ومع قبضة يدها يبدو التصميم على الكفاح من أجل ولدها الذي يلتحق في الثانوية العامة ويساعدها، ورغم الظروف السوداء التي هي أشد سواداً من لون التمر هندي الذي تجهزه يومياً، لكنها وأبداً تنطق بقول "الحمد لله".
زوجها يعمل نفس المهنة، ويجمعهم بيت واحد في آخر اليوم ليقوموا بعد ما ربحوه من الوقوف طيلة النهار، ولا شيء ينطقون به سوى "الحمد لله".
أم عمرو الشربتلية
رائحة العصائر الممزوجة بالهواء الطلق أفضل ما في محيط مكانها الممتلئ بالضوضاء والمفعم بعوادم السيارات.
شكل من أشكال الكفاح يمكن أن تخوضهت أم عمرو الشربتلية في شوارع القاهرة وهي أنها تركض كثيراً تفادياً للصِدَام مع البلدية، وبالتالي تكون متجولةً في كافة الشوارع من أجل العمل دون صدام مع قانون وتفوق في الفشل حين تريد تقنين أوضاعه.
أم عمرو الشربتلية
تضاف قصة أم عمرو الشربتلية إلى حكايات الأرصفة فهي منبع الحكايات، وكل رصيف في مصر عموماً وشارع عبدالعزيز خصوصاً يمتلئ بقصة حقيقية ووهمية بطلها الأول هو الفقر، الأحوال ضاقت عليها أم عمرو الشربتلية فحاصرتها الأوجاع بأسلحة الاحتياج، وعزة النفس هي الحائل الوحيد لبيع الكرامة، فلجت إلى الرصيف من أجل أن تكون شربتلية مقابل القليل من الجنيهات.
رفضت أم عمرو الشربتلية الإحسان من أحد، بل وبات العطف هو الشيء المرفوض من كل واحدةٍ جالسة في الشارع مع بنتها أو حفيدتها، ويكون رفضهن بالعمل في البيع والشراء وليس التسول.