سيبقى التاريخ شاهدًا على أن جيش مصر الوطني قام في 23 يوليو بثورة ضد ظلم طال الغالبية العظمى من أبناء شعب مصر، الذين عاشوا عشرات السنين مهدرة حقوقهم، ضائعة أحلامهم في حياة كريمة تليق بآدميتهم بعد أن سيطرت فئة قليلة من الإقطاعيين وأصحاب الحظوة على كل مقدرات الوطن، فكانوا هم السادة وما دونهم وكأنهم عبيد، عاشوا وكانهم ملكوا مصر وشعبها إلى يوم الدين، فإذا برجال شرفاء خرجوا من أصلاب فقراء مصر يضعوا حدا لطغيانهم ويجتسونهم كالمرض الخبيث الذى لا يمكن الإبقاء عليه فى جسد المريض.
إن ثورة 23 يوليو بمبادءها الرائعة التى وضعتها، وسعت جادة فى تحقيقها لهى البداية الحقيقية لخلاص مصر، ومن بعدها العديد من الدول العربية والإفريقية من الاستعمار والطغيان والملكية المستبدة، وهى البداية الفعلية لإحداث تغيييرات جذرية فى المجتمعات التى ساندتها مصر فى الاستقلال، حيث بدأت هذه الدول فى بناء نفسها وسعت إلى تحقيق رغبات شعوبها فى حياه كريمة.
إن ثورة 23 يوليو التى فرح بها الشعب وساندها بقوة لكونها معبرة عن آلامه وأحلامه ستبقى خالده برجالها الشرفاء الوطنيين الذين قاموا بها وبمن اكملوا مسيرتها لتحقيق باقي أهدافها الوطنية، فتحية لكل من قام بالثورة وشارك فيها وساندها، وتحية للزعيم جمال عبد الناصر صانع العدالة الاجتماعية فى مصر، الذى أقام نهضة صناعية وزراعية وتعليمية وبنية تحتية سياسية وعسكرية رائعة، لازالت تقف شاهدة على عظمة هذا الزعيم الوطني، وتحيه لجيش مصر الوطني الذى كان ولازال وسيبقى الدرع الواقى لمصر وشعبها.