"مخترع الـ FM" سُرِق انجازته وانتحر بسببه
الأربعاء 25/يوليو/2018 - 08:01 ص
وسيم عفيفي
طباعة
كان العالم في العام 1901 م على موعد مع تغيير تكنولوجي كبير، حيث نجح غولييلمو ماركوني في إختراع جهازالراديو اللاسلكي، وبعد هذا التاريخ بـ 39 عام نجح إدوين هوارد أرمسترونج في ابتكار موجات الـ FM وبالتحديد في 5 يناير سنة 1940 م.
أرمسترونج في الحرب العالمية الأولى
ولد أرمسترونج في حي تشيلسي في مدينة نيويورك عام 1890 م لأب يعمل في مطبعة جامعة أكسفورد ومتخصص في طبع الأناجيل والأعمال الروائية القديمة.
أصيب أرمسترونج وهو في سن الثامنة باضطراب عصبي نادر ولكنه خطير أصابه لاحقاً بالحمى الروماتيزمية وبسبب هذا المرض، انسحب من المدرسة العامة ثم واصل تعليمه لاحقا بعد تماثله للشفاء.
منذ سن مبكرة أظهر أرمسترونج اهتماماً بالأجهزة الكهربائية والميكانيكية، وخاصة القطارات، حيث كان يحب الارتفاعات وأجرى الكثير من أبحاثه المبكرة في منزل والديه.
وفي عام 1909، التحق أرمسترونج بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك ودرس على البروفيسور مايكل بوبين في مختبرات هارتلي، ثم تخرج منها عام 1913 م وحصل على شهادة الهندسية الكهربائية.
خلال الحرب العالمية الأولى، خدم أرمسترونج في سلاح الإشارة وبعد نهاية الحرب عُيِّن استاذاً للهندسة الكهربائية في جامعة كولومبيا.
أرمسترونج وتجربة الراديو
وفي عام 1934 م بدأ أرمسترونج العمل في شركة RCA الإذاعية والتي يُنْسَب لها موجات الإذاعة القديمة الـ AM ، وخلال سنتين بدأ أرمسترونج أولى اختباراته لإختراع موجة الـ FM حتى بدأ بثها التجريبي سنة 1936 م من خلال هيئة الإتصالات الإتحادية وبدأ بث الموسيقى الجاز، حتى اعتمد في سنة 1940 م التجربة النهائية لاختراع موجات الـ FM والتي لاقت نجاحاً واسعاً أثر على شركة RCA وترددها.
ووفق ما يذكره كتاب "عباقرة الظل تاريخ من الاستحواذ على أفكار الآخرين" ، فقد اعتمدت فكرة التضمين الترددي التي ابتكرها أرمسترونج على تغيير تردد الموجة المرسلة بدلا ً من تقنية التضمين السعوي AM والتي تقوم على تغيير سعة الموجة، وقد أتاح استخدام تقنية التضمين الترددي نقل الأصوات إذاعياً بشكل أوضح مقارنة ً بالبث عبر التضمين السعوي.
أرمسترونج وزوجته
لم يتلقى أرمسترونج أي دعم مادي لمشروعه فأنفق عليه من جيبه الخاص، حتى نجح في ذلك، الأمر الذي استدعى شركة RCA تعلن رسمياً إلغاء موجتها AM واختراع الـ FM ونالت براءة اختراع على ذلك.
أصيب أرمسترونج بصدمة نفسية بعد إفلاسه وسرقة مجهوده وفشله في إثبات حقوق الملكية لنفسه، الأمر الذي جعله يُقْدِم على الإنتحار بإلقاء نفسه من الطابق الثالث عشر عام 1954 م عن عمر ناهز 63 سنة.
وبعد خمس سنوات من وفاة أرمسترونج، نجحت زوجته ماكينيس في رفع قضية ضد شركة RCA وأخذت تعويضاً مادياً فضلاً عن إثبات حق أرمسترونج في الاختراع ونال براءة فيه .