تمكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من تحقيق العديد من الإنجازات، وعمل على إثبات نفسه ودوره في سوريا، لدرجة جعلت العالم أجمع يعتبر أنه هو صاحب القرار الأول والأخير، على الرغم من وجود ممثلي السلطة السورية، بشار الأسد، وغيره من مساعديه، وخلال السطور المقبلة، ستشهد عزيزي القاريء مقارنة بسيطة توضح ماهية بوتين القديم وكيف أصبح خلال في ظل أخر المستجدات.
دعم بوتين للرئيس بشار الأسد
حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تقديم كامل الدعم الأقوى للرئيس بشار الأسد، أعرب عن رفضه لكل أشكال التدخلات الغربية، على مستوى المنطقة على أرضه، كثيرا ما حرص على تأكيد بأن مصير سوريا، لن يكون إلا بيد أهلها فقط، وكثيرا ما أكد أنه لن يسمح بأن يمس الرئيس السوري بأي صورة سلبية أيا كانت الوسيلة، مما أكد للجميع أن بوتين هو الحليف الأقوى والأهم، والأبرز والداعم للرئيس السوري بشار الأسد، وأنه محمي به، لكن سرعات مال تغير كل ذلك.
تغير مفاجيء
بات موقف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مختلف تماما عن ذي قبل، فلم يعد داعما كما كان في البداية، فقد بات يعقد مؤامرات سرية مع إسرائيل، ويدعم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإنسحاب القوات الإيرانية من سوريا، على الرغم من أنه كان قد أعرب عن دعمه من قبل لإستمرار تواجدها في الأرض السورية، ويبق السؤال... لم؟
قمة هلنسكي
قبل الخوض في مجرد التفكير حيال سر تغير موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيال سوريا والقوات الإيرانية هناك، لابد من الإشارة إلى أن ذلك يحدث تباعا، عقب اللقاء الذي جمع بينه وبين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والمعروف بقمة هلنسكي، والتي بالتأكيد تناولا فيها العديد من الأمور حول القضايا المثارة حاليا على الساحة سواء على المستوى الإقليمي أو العربي، لكن يبق السؤال.. لم؟
مصلحة وواشنطن
باديء ذي بدء، هناك أمور تصب في مصلحة إسرائيل وواشنطن فكلاهما يريدان خروج إيران، من سوريا، فواشنطن تريد أن تحد من قوتها في المنطقة، لكي تتخلص من عدو قوي يشكل عليها خطورة حقيقية، فواشنطن على يقين من قوة إيران ومن أنها قادرة على مواجهتها بل وهزيمتها، لذلك تعمل على التقليل من حدة قوتها، وخروجها من سوريا أحد المقومات التي سوف تساعدها على ذلك.
مصلحة إسرائيل
هناك أمور تتعلق بمصلحة إسرائيل، فهي تريد خروج القوات الإيرانية، بسبب خوفها من تأثيرها أو إحتمالية فرض سيطرتها على الجولان السوري الذي تحتله وتعبره ملكية خاصة ورثتها وتمثل كيانها، لذلك من مصلحتها خروج إيران.
الإثنان معا
تعد كل من واشنطن وإسرائيل يريدان أن تتحول الأمور في سوريا، وتتحول الإستراتيجية والفكر والمسار السياسي، حتى يتمكنا من تحقيق أهدافهم في المنطقة، خاصة وأن سوريا الآن تعد هي حجر الزاوية القوى، الذي يعتمد عليه، لكن يبق السؤال حيال الرئيس الروسي، السر الخفي.. لم؟
حقق هدفه
من الممكن أن نقول بأن الرئيس الروسي، تمكن من تحقيق هدفه بالفعل، فقد وصف بأنه أمير الدهاء السياسي، فتصرفاته في سوريا، ساعدته على جعل صورته تبدو وكأنه الأقوى والأهم على مستوى المنطقة العربية، وأنه القبطان الذي يدير الدفة، لكنه الآن يعمل على البحث عن مصالحه الشخصية، وعلاقاته الخارجية، مع واشنطن وإسرائيل، لذلك بدأت مفاوضاته مع واشنطن وإسرائيل، ومباحثاته السرية، التي حتى وقتنا الحالي لا نعرف أهم النقاط والبنود التي تم تناولها فيها خلالها.
الأسد فريسة
ما يمكن أن نقوله الآن عن الرئيس بشار الأسد، أنه أصبح فريسة في المنتصف بين كل من واشنطن وإسرائيل وروسيا، ترك في وسط الطريق، وتركته الحلبف الأهم روسيا، ولم يبق أمامه سوى إيران، ولعلك الآن عزيزي القاريء عرفت إجابة السؤال... لم، لكن ما يستلزم التفكير فيه، هل من الممكن أن تكون إيران حليف قوى مساند لسوريا وللأسد، أم أنها ستقرر هي الأخرى تركه في منتصف الطرق ؟.
والحكم لك عزيزي القاريء.