غالية البقمية .. المرأة التي هزمت محمد علي باشا
الجمعة 03/أغسطس/2018 - 05:02 ص
سارة علي
طباعة
غالية البقمية.. اسم غير معروف لدى قراء التاريخ بعض الشئ، إلا أنها العلامة السوداء في تاريخ محمد علي باشا، والي تحل ذكراه اليوم، غالية هي سيدة من بادية ما بين الحجاز ونجد، نُعتت بـ"الأميرة"، هي أميرة الجزيرة العربية، وتعد من أشهر سيدات الجزيرة في القرن التاسع عشر الميلادي.
محمد علي باشا
كانت الأميرة غالية البقمية، من سكان قرية "تربة" وهي قرية على مقربة من الطائف من ناحية نجد، تزوجت من الأمير حمد بن عبد الله بن محي الموركي، وهو شيخًا للمحاميد في الجزيرة العربية، والذي كان أميرًا منصبًا الدولة السعودية الأولى على "تربة" البقوم.
وُرثت عن أبيها ثروة طائلة وأموال كثيرة، قررت تدعيم صفوف جيش البقوم للدفاع عن ديار قومها ومعتقدهم الديني الذي تتبعهم، أنجبت غالية البقمية ابنًا أطلقت عليه اسم "هندي" لكنه توفي صغير العمر، فأنجبت "زملة" ثم بعد وفاة زوجها تزوجت من بخيت بن جنح، أمير الهملة من المودكة.
اشتهرت غالية البقمية وسط كافة أهالي الجزيرة العربية ببسالتها وشجاعتها الكبرى، خاصة وأنها تركت وصمة عارٍ في صفحات التاريخ التابعة لمحمد علي باشا.
محمد علي باشا
من غير المعروف عن محمد علي باشا، أن "سيدة" تصدت لجيوشه وهي "غالية البقمية"، حيث وقفت بجيوشها في مواجهة القوات التي أرسلها محمد علي باشا إلى الجزيرة العربية في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، والذي يوازي القرن الثالث عشر الهجري، وأشار المؤرخين في هذا الشأن، أن "البقمية" كانت قد ولدت في الربع الأخير من القرن الثاني عشر الهجري، أي كان عمرها لم يصل إلى الـ 25 عامًا حين تصدت لقوات محمد علي باشا.
فيما وأكد المؤرخين، أن محمد علي باشا، قال بعد تلك المعارك التي انتصرت عليه خلالها "البقمية"، أنه بعد معارك طويلة هناك في الجزيرة العربية، وأثناء مروره بتربة في طريق رنية وبيشة وأبها "أمست دار غالية خالية" بعدما قرر تزويد جيشه بأحدث أنواع الأسلحة لحسم المعارك هناك، لكنها لم تؤدي ثمارها أيضًا.
كما قال فيها المؤرخ "جوان"، أن غالية كانت في نظر المصريين كالساحرة التي تعطي الجنود "سرًا" يُحصنهم من الهزيمة، فلا يستطيع أحد أن يغلبهم، ولهذا شبهوها ببطلتهم المحببة "جان دارك"، والتي اشتهرت ببسالتها الخارقة في محاربة الإنجليز.