حفيدة عنبرة سلام الخالدي لـ "بوابة المواطن": العرب تفوقوا على الغرب
السبت 04/أغسطس/2018 - 01:54 ص
وسيم عفيفي
طباعة
قبل أن يعرف الناس قصة طروادة من فيلم Troy سنة 2004 م كانت عنبرة سلام الخالدي التي يحتفل جوجل اليوم بذكرى ميلادها الـ 121، نجحت في ترجمة الملحمة الشعرية الشهيرة في منتصف القرن القرن الماضي المعروفة بـ "الإلياذة" والتي تحكي قصة طروادة.
المشهور عن عنبرة سلام الخالدي أنها مترجمة وأديبة، لكنها باعتبارها امرأة عربية لها انجازات نسائية كانت عظيمة، وهذا الشيء تؤكده المخرجة علية الخالدي والتي عبرت عن سعادتها لقيام جوجل بالاحتفال بذكرى جدتها، مشيرةً إلى أن هذا تقدير لمسيرة قد ظلمها التاريخ.
المشهور عن عنبرة سلام الخالدي أنها مترجمة وأديبة، لكنها باعتبارها امرأة عربية لها انجازات نسائية كانت عظيمة، وهذا الشيء تؤكده المخرجة علية الخالدي والتي عبرت عن سعادتها لقيام جوجل بالاحتفال بذكرى جدتها، مشيرةً إلى أن هذا تقدير لمسيرة قد ظلمها التاريخ.
المخرجة علية الخالدي
وكشف علية الخالدي في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن الإخبارية"، أن سيرة عنبرة الخالدي لم تلقى الاهتمام العربي ثقافياً رغم ما قدمته للثقافة العربية والإسلامية، مشيرةً إلى أن السبب يعود في البداية إلى تواضع جدتها وعزوفها عن وسائل الإعلام.
واختتمت علية الخالدي تصريحها قائلةً "العرب في كل المجالات تفوقوا على الغرب، غير أن عقدة النقص لدى الجيل الجديد من الشباب العربي جعلت الهوية منعدمة، مؤكدةً أن العرب ليسوا عالماً ثالثاً لو طوروا من أنفسهم".
توثق المؤرخة امتياز النحال زعرب سيرة عنبرة سلام الخالدي أنها من مواليد بيروت في لبنان عام 1897م لعائلة متدينة وكان والدها سليم علي سلام سياسياً متقدماً، ووالدتها كلثوم البربير متعلمة من عائلة عريقة، تلقت علومها الأساسية في مدارس أهلية وأخرى أجنبية منها مدرسة مار يوسف ثم عكفت على الدروس المنزلية بعد قيام الحرب العالمية الأولى ، وقد ختمت القرآن الكريم وهي في سن العاشرة.
عنبرة الخالدي
شاركت في خدمة الملاجئ والمصانع التي أقامتها الدولة العثمانية لرعاية الفقراء ، وقد أسست عام 1914 م مع رفيقاتها جمعية " يقظة الفتاة العربية " وهي أول جمعية للفتيات المسلمات في العالم العربي حيث كانت تقوم بالأعمال الخيرية بجانب إنشاء مدارس جديدة وإقامة حفلات شعرية وندوات ثقافية بالإضافة إلى ترأسها للنادي الاجتماعي للفتيات المسلمات.
شاركت في تأسيس جمعية النهضة النسائية لتشجيع المصنوعات الوطنية بجانب رفيقاتها : مدام فيليب ثابت – سلمى صايغ – نجلاء الكفوري – ابتهاج قدورة – إفلين بسترس وغيرهن.
وفي عام 1925م سافرت إلى انجلترا ودرست اللغة الانجليزية والأدب، وعادت لنشر ما تعلمته هناك، وفي عام 1929 م تزوجت من السيد أحمد سامح الخالدي مدير الكلية العربية حيث سافرت معه إلى القدس ، وهناك قام زوجها بتأسيس جمعية للعناية بالأيتام وأطفال الشهداء بالإضافة إلى معهد تعليمي تربوي، كما قام بتأليف العديد من الكتب عن فلسطين.
كتاب عن عنبرة سلام الخالدي
وفي عام 1948 م هاجرت مع زوجها من القدس إلى لبنان ، وقد ظلت تساند زوجها في نشاطاته التربوية والثقافية حتى توفي حزناً وكمداً على ضياع فلسطين عام 1951م، كما كانت أول سيدة تلقي حديثاً نسائياً من إذاعة القدس حيث كتبت بحثاً عن سكينة بنت الحسين التي تعتبرها رائدة الوعي النسائي والأدب الرفيع.
أصدرت في السبعينات كتاب بعنوان "جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين" وكان أول مُذكرات عن المرأة الفلسطينية، كما قامت بترجمة " الإلياذة " وكتب لها المقدمة : طه حسين ثم قامت بترجمة " الأوديسة " و"الإنيادة" عن الانجليزية؛ وقت توفيت سنة 1986 م.
ورغم أن هناك خلاف حول مؤلف الالياذة بين هوميروس وغيرها لكن المعروف أنها ملحمة شعرية كتبها الشاعر فرجيل في نهاية القرن الأول قبل الميلاد (29-19ق.م) باللغة اللاتينية. وهي تصف الحياة الأسطورية لأينياس الطروادي والذي سافر غربا إلى أراضي إيطاليا وأصبح أب لكل الرومان، ونظمت أبيات الملحمة على أسس التفعيل السداسي.
تتألف الإنياذة من 12 مجلدا، نصفها الأول يتوسع في وصف رحلة أينياس من طروادة إلى إيطاليا. والنصف الثاني يصور الحروب الطروادية ضد اللاتينيين وانتصاراتهم الباهرة.