بوابة المواطن تقتحم عالم مافيا الشحاتين على كورنيش النيل في المنيا
الأحد 05/أغسطس/2018 - 02:32 م
كتب: عبدالرحمن ناصر – آلاء الجلاد
طباعة
كورنيش النيل بالمنيا قبل أن تقترب من هذا الصرح الأخضر العظيم الذي يٌعتبر أحد معالم المحافظة السياحية وأطول كورنيش على نهر النيل بالجمهورية، عليك أن تضع بضع من الجنيهات الفضية في جيبك كي تستطيع الجلوس على أحد المقاعد المجانية التي وضعتها الدولة لتكون متنفس لأهالي المحافظة.
مافيا الشحاتين هم مجموعة من المتسولين "الأطفال والنساء والشباب" ينشطون وسط الغياب التام للرقابة والمتابعة واستغلال المواطنين المتواجدين على الكورنيش وأخذ منهم الأموال عنوة عن طريق الشفقة واستثارة العواطف .
تقوم تلك المافيا بفرض البلطجة عليهم وهي بلطجة من نوعِ جديد تعتمد على التحايل والمسكنة والتهطيل على اليد وتقبيلها حتى يرأف قلبك، وتعطيه مايريد من الأموال، وإذا كان قلبك قاسي ويعلم عقلك أنها ألاعيب منهم لأخذ مافي جيبك، فأجارك الله من تلك المسكنة التي تنقلب إلى ضرب الطوب والسباب واللعن في نفسك التي راودتك وجعلتك تفكر في أن تأتي لهذا المكان من أجل التفريج عن همك بمشاهدة الطبيعة والنيل .
مكان تجمع شحاتين المنيا
تحدثت "بوابة المواطن "مع إحدى أطفال الشوارع المتسولين التابعين لتلك المافيا حيث أكدت أنها تحصل في اليوم على 150 جنيهاَ ولا تستطيع أن تعود لمٌسرحهم إلا بهذا المبلغ، وحينها سألتها من الذي يأخذ منكم هذه الأموال قالت أخويا الكبير وهو بيجبرنا إننا نشحت وبيضربنا لو مش جبنا الفلوس.
وعن سؤالها حول إذا ما نجحت الشرطة في القبض عليهم، ضحكت بصوتِ عال وكأنها تستهزء قائلة ولا حاجة احنا بيتقبض علينا وبيتاخد مننا المناديل والفلوس وبنروح مؤسسة الأحداث وأمي بتيجي تضمنا وبنطلع تاني يوم .
ورصدت عدسة المواطن هذا الشاب وهو ينهر الأطفال مفتشا عن الأموال "اللي مدكنينها" وهذا بالمعني البلدي المقصود بها أنهم مختلسينها من أموال الشحاتة .
إحدى المتسولات
وفي لقاء مع أحد المواطنين الجالسين على الكورنيش عن تلك الظاهرة قال "احنا مش عارفين نقعد بسببهم، لأنهم أصبحوا وباء منتشر على الكورنيش مما يسيء لصورة المحافظة ، وليس الحل القبض عليهم فقط بل هناك حلول اجتماعية مثلا احتواء هؤلاء الأطفال وضمهم لملاجئ إذا لم يكن لهم أهل أو وضعهم في مؤسسة الأحداث لإصلاحهم، والحل الآخر هو الأهم هو تغليظ عقوبة التسول وذلك يكون بتعديل القانون وزيادة مدة العقوبة واعتبارها جناية وليس جنحة .
ويقول آخر أن تلك الظاهرة أصبحت مهنة وأكد بأنه يشاهد يوميا سيارة ربع نقل تأتي محملة بشحاتين من النساء والأطفال تنزلهم عند منطقة أبو عرب وتنتظرهم بعد المغرب ليذهبوا إلى بلدتهم بعد نهاية اليوم وناشد الجهات الأمنية بالردع لهؤلاء النصابين.
تحت رعاية تلك المافيا "قسم الابتزاز" وذلك القسم يعتمد على استغلال المرتبطين فقط ، بحيث يقوم أحد أعضاء المافيا بمتابعة أي فتاة وشاب يجلسون ويقوم بتصويرهم ويقدم عليهم لابتزازهم مقابل الدفع له كي لا ينشره على المواقع وهذا حسب ما قاله صاحب إحدى الكافتيريات على الكورنيش.
إحدى المتسولات
وروى صاحب الكافيتيريا لـ "بوابة المواطن" أنه حدث أمامه تجمع مجموعة من الشباب لا يتعدوا 4 شباب في العشرينات مهمتهم ابتزاز المرتبطين المتواجدين على الكورنيش.
وفي حوار مع أحد الشباب الجالس مع خطيبته تحدث عن الاستغلال الذي يحدث على الكورنيش، مضيفاً " يجب أن تكون الشرطة متواجدة على الكورنيش لمنع أي حالات من الاستغلال.
واختتم كلامه قائلاً "أنا وخطيبتي مش عارفين نقعد من الشحاتين والباعة الجائلين الذين يفرضو عليك لأن تدفع لهم الإتاوه في شراء سلعة ليس لها قيمه مقابل أن تجلس مع خطيبتك في أمان".