بـ 2000 جنيه .. هكذا سقطت الدولة العثمانية
الإثنين 06/أغسطس/2018 - 09:43 ص
وسيم عفيفي
طباعة
كان قيام الدولة العثمانية بالدخول في الحرب العالمية الأولى إعلاناً بتوفير كل الذرائع لدى القوى الأوروبية لفرض حل نهائي لما كانت تعرف بـ "المسألة الشرقية" أي تقاسم الغنائم فور سقوط السلطنة التي كانت تعرف آن ذاك بـ"رجل أوروبا المريض".
شهد أواخر القرن التاسع عشر ضعفاً وتفككاً أصاب الدولة العثمانية، واستطاعت العدید من الدول الاستعماریة الغربیة التوغل وبسط نفوذهم في الكثير من الولایات التابعة للدولة العثمانية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، عن طریق شرکات الملاحة الدولیة وشرکاتها النفطیة والتجاریة.
شهد أواخر القرن التاسع عشر ضعفاً وتفككاً أصاب الدولة العثمانية، واستطاعت العدید من الدول الاستعماریة الغربیة التوغل وبسط نفوذهم في الكثير من الولایات التابعة للدولة العثمانية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، عن طریق شرکات الملاحة الدولیة وشرکاتها النفطیة والتجاریة.
مظاهرة لمؤيدي جمعية تركيا الفتاة
عند إعلان الحرب العالمیة الأولى 1914 قرر الحلفاء بريطانيا وفرنسا وروسیا القیصریة، توسیع نطاق الحرب ضد دول المحور "ألمانيا والنمسا والمجر والدولة العثمانية" ومع بدء الحرب أنزلت بريطانيا قواتها العسکریة على مشارف مدینة البصرة، وقبل دخولها المدینة دارت معارك طاحنة بینها وبین القوات العثمانية التي كانت تسأندها قوات العشائر العراقیة عندما هبت للجهاد بفتاوى من المراجع وعلماء الدین ورؤساء العشائر التي وقفوا إلى جانب القوات العثمانية.
مع دخول ترکیا الحرب أصدر خیري أفندي شیخ الإسلام ـ اسم منصب مفتي الدولة العثمانية ـ فتوى ذکر فیها، "إن الجهاد فرض على جمیع المسلمین وخاصة الذین یعیشون في الدولة العثمانية أو البلاد التي تحكمها بريطانيا وحلفاؤها، وإن علیهم أن یتحدوا ویقاوموا ویمتنعوا عن مساعدة هذه الدول في حربها على الدولة العثمانية ".
لم تذكر كتب التاريخ تفاصيل كافية عن الشيخ خيري، لكن الجميع أكد على أهمية هذه الفتوى، حيث علقت ألمانيا والدولة العثمانية أمالا کبیرة على فتواه، وكانتا تتوقعان أن تثیرا المسلمین على الحلفاء في کل مكان ، وکلفهم ذلك أموالا کثیرة أعطیت لرجال الدین ولرؤساء العشائر لغرض التعبئة العشائریة في حربهم ضد البريطانيين.
كان هدف ألمانيا من إدخال الدولة العثمانية إلى جانبها في الحرب لإثارة العالم الاسلامي على المسیحیین ، أي إنها كانت تنوي تأسيس حرب دینیة لإنهاء سلطة الحلفاء و مستعمراتهم في الدول الإسلامیة.
كانت ألمانيا لا ترى من الدولة العثمانية دولة عظیمة وینتظر منها الانتصارات الحربیة الکبیرة في ساحات القتال بل كانت ترى منها الجانب المعنوي، أما الدولة العثمانية فكان وضعها مختلف.
الجيش العثماني
في الوقت الذي ناشد الأتراك الأمة الاسلامیة بحمل السلاح والجهاد ، قتلوا مئات الآلاف من الأرمن في حملاتهم القتالية والتي تشبه الإبادة الجماعیة، والأتراك الذین اشترکوا في المجازر افتخروا بما قاموا به وهم یبررون عملهم بأنهم ینفذون أوامر السلطان ویزعمون أن أمر السلطان من أمر الله وتنفیذه فرض .
رجال الدین في الدولة العثمانية انساقوا وراء هذه الفتوى، نتيجة للمبالغ الضخمة التي أعطيت لهم من ألمانيا، وتوضح مذكرات الدبلوماسي زغمایر مبعوث ألمانيا الأسير في إیران، أنا غالبية الشيوخ أخذوا مبلغ 2000 جنيه استرليني حتى يؤسسوا الأيدولوجية الجهادية ضد بريطانيا، ووضع العثمانيون تحت تصرف علماء الدین ورؤساء العشائر مبالغ ضخمة أثناء التعبئة العشائریة لحروب الجهاد.
بعد انتهاء الحرب العالمیة الأولى واحتلال بريطانيا للعراق وسیطرتها على مجمل الأراضي العراقیة، وانتدابها للعراق بقرارمن قبل عصبة الأمم ، بدا واضحاً للدولة العثمانية الخيانة الألمانية حيث أن برلين تخلت عن الدولة العثمانية في احتلال بريطانيا للعراق سنة 1920 م، بينما انتهت الدولة العثمانية للأبد عقب سقوط العراق بـ 4 سنوات.