الفشل الإعلامي سر هجمات إسرائيل الوحشية ضد أبناء غزة.. وحماس تحرز إنتصارا في حربها النفسية
الخميس 09/أغسطس/2018 - 05:01 م
عواطف الوصيف
طباعة
لأجلكي يا مدينة الصلاة اصلي.. لأجلكي يا بهية المساكن يا زهرة المدائن.. يا قدس.
هكذا تغنت جارة القمر، السيدة فيروز لقلسطين، للقدس، لأولى القبلتين وثالت الحرمين الشريفين، وها هي القدس تنادي الجميع وغزة معها للصلاة لأجلهما، بسبب ما يحدث من قصف وحشي وعنف غير مسبوق ، من قبل قوات الإحتلال الصهيوني، على الأبريا من أبناء قطاع غزة.
هكذا تغنت جارة القمر، السيدة فيروز لقلسطين، للقدس، لأولى القبلتين وثالت الحرمين الشريفين، وها هي القدس تنادي الجميع وغزة معها للصلاة لأجلهما، بسبب ما يحدث من قصف وحشي وعنف غير مسبوق ، من قبل قوات الإحتلال الصهيوني، على الأبريا من أبناء قطاع غزة.
القدس
العين بالعين
حرصت حركة حماس، على تطبيق مبدأ "العين بالعين"، حرصت على المقاومة وقامت بجهود تؤكد أنها لن تترك حق إخوانها من الشهداء، فقد سبق وقامت إسرائيل بقصف أحد المواقع العسكرية التابعة لكتائب القسام، وهو الجناح العسكري التابع لحركة حماس، ولم تكتف بذلك، فبعد أن أعلنت الهدنة مع حماس، وجهت صواريخها ضد موقع أخر من مواقع القسام، والذي يقع في السديرون، فكان لابد لشباب المقاومة من الرد، على مثل هذه الهجمات البربرية، الوحشية، من قبل قوات تمثل كيان احتلالي.
حركة حماس
أمر عادي ولكن
ما يقوم به قوات ممثلي الكيان الصهيوني أمر عادي، فقد تعودوا على خرق العهد وعدم الوفاء بالوعد، لكن ما يستلزم التفكير فيه، هو سر إصرار هذا الكيان على ممارسة هذه الانتهاكات، وإصرارهم على ممارسة سياسة القصف والبلطجة، والعنف ضد الأبرياء، وما هو السر أيضا وراء كثف هجماتها وضرباتها خلال الأونة الأخيرة، تلك المحاور، التي أهتم مركز بيجن السادات للأبحاث الاستراتيجية في تل أبيب بدراستها، ومحاولة كشف الستار عنها.
عنف قوات الإحتلال الإسرائيلي
الفشل الإعلامي
وفقا للدراسة التي أقرها مركز "بيجن السادات" للأبحاث، فإن ما تقوم به إسرائيل من هجمات وعمليات قصف متتالية، نابعا مما تعانيه من تخبطات، بسبب الفشل التي حققته إعلاميا، وعجزها في التأثير على الرأي العام العالمي، ولأنها غير قادرة على إقناع العالم أجمع بأن لها حق في فلسطين، وأنها تدافع عن نفسها، مع التأكيد على أن كل ما تقوم بع من جهود إعلامية، يأتي بنتائج عكسية، تتمثل في قناعة عالمية بأن إسرائيل دولة إجرامية تتعمد ممارسة الإنتهاكات، فكانت النتيجة، هي تعويض فشلهم بضرب وقتل الأبرياء دون ذنب يقترف.
قصور تواجه بانتقادات
وفقا للدراسة السابق الإشارة إليها، فقد انتقد مراقب الدولة الإسرائيلية، بشدّةٍ هذا القصور وحثّ الحكومة على سدّ هذه الفجوة، مشيرًا إلى أنّ الدولة العبريّة تُخفِق باستمرار في إنتاج بثٍّ إسرائيليٍّ رسميٍّ للجمهور المستهدف باللغة العربيّة، كما حدث أيضًا في عملية "الرصاص المسبوك"، أواخر العام 2008 وأوائل العام 2009، وبالتالي، شدّدّت الدراسة، يتحتّم على إسرائيل تصحيح هذا الفشل بهدف إيصال رسائل مباشرةٍ إلى الجمهور الفلسطينيّ.
الإعلام الناجح سر التأثير الإنساني
وترى الدراسة أن السر وراء تأثر العالم العربي، بالقضية الفلسطينية ووقوفهم مع الشعب الفلسطيني، ضد إسرائيل، وتأييدهم لفكرة معاقبة هذا الكيان الصهيوني دوليا، جاء نتيجة التغطية الإعلامية الرائدة التي قامت بها "حماس"، خلال الأحداث التي وقعت في مسيرات العودة، أي أن حماس عملت على استمالة العالم نحوها، وجعلهم يتأثروا إنسانيا معها من خلال نجاحها في تغطيتها الإعلامية، لكن وبسبب قصور وفشل إسرائيل إعلاميا ، لم تجد أي تعاطف معها على المستوى العربي على الإطلاق.
الإعلام العبري
ليست المرة الأولى
أشار "بيجن السادات" للأبحاث إلى أنّ ما تشهده إسرائيل لم يكن المرّة الأولى التي تخسر فيها معركة العلاقات العامة، رغم أنّها تمتلك “سلاحًا قويًا” وهو الحاجة للدفاع عن نفسها ضدّ عدوان واستفزازات حماس، وهي حركة إرهابية معترف بها، وعليه استطاعت حماس في أنْ تٌقبل كممثلة المستضعفين الذين يبرّرون كلّ عملٍ عندما يُواجهون آلة الحرب الإسرائيليّة، مُضيفةً إنّ ضعف الدولة اليهوديّة في مجال العلاقات العامّة يعكس نقصًا خطيرًا في الإلحاح حول الحاجة إلى تقديم وجهة نظرها للعالم، مُضيفةً أنّ هذا هو الفشل الأساسيّ، لأنه يهمل المجال الرئيسيّ لميدان المعركة الحديث، على حدّ تعبيرها.
حماس تفوز في الحرب النفسية
عند الإطلاع على ما قدمته دراسة "بيجن السادات" للأبحاث فإن إسرائيل ليس لديها الحملات الإعلامية، التي تدبرها حماس والسلطة الفلسطينيّة بشكلٍ عامٍّ في قطاع غزّة أوْ الضفة الغربية، إذ أنّه يتم التحكم بشكلٍ كاملٍ في المشهد الإعلاميّ من خلال وسائل إعلام إذاعيّةٍ وتلفزيونيّةٍ فلسطينيّةٍ، يُمكن الوصول إليها من قبل الجماهير على جميع المستويات، مما يوضح أن حماس تفوز على إسرائيل في الحرب النفسية، علما بأن الحرب النفسية هو أكثر ما تحتاج له إسرائيل، أكثر من حربها بالرصاص والمدفعية.
الإعلام والحرب النفسية
نتيجة عدم التواصل
رأت الدراسة أنّ عدم وجود أيّ وسيلةٍ للاتصال الإسرائيليّ المُباشِر مع السكان العرب الفلسطينيين كان أحد الأسباب التي أدّت إلى تكرار المواجهات العسكريّة غير الناجحة مع حماس في قطاع غزة، والتي كانت الإصابات المدنيّة في جميعها السبب الرئيسيّ للضغط الدوليّ على إسرائيل لإنهائها، قبل أنْ تُحقق أهدافها.
ضياع إسرائيل
دور إسرائيل الآن
تؤكد الدراسة إنّه يتحتّم على إسرائيل الاعتراف بأنّه يتم الحكم عليها وفقًا لصورٍ ومقاطع تلفزيونيّةٍ، بغضّ النظر عن الحقائق والظروف الفعلية، مُضيفة في الوقت عينه أنّه في المُواجهة غيرُ المُتكافئة يُمكن أنْ تخضع أيّ عمليّةٍ عسكريّةٍ، أوْ حادثٍ للتلاعب والتشويه من جانب الطرف الذي يعتبر من المستضعفين، وقد نحتاج الاستشهاد بما أكّده المحلل السياسيّ والفيلسوف الصينيّ سون تسو بحكمةٍ في كتابه "فن الحرب"، حيث قال: "لا يحتاج المرء إلى تدمير عدوٍ واحدٍ، إنمّا يحتاج إلى تدمير استعداده للمُشاركة في الحرب".