معركة البلاط .. حين يتحول النصر إلى كارثة سياسية في الأندلس
الجمعة 10/أغسطس/2018 - 09:04 ص
وسيم عفيفي
طباعة
معركة بلاط الشهداء ذات الهزيمة الأبشع في تاريخ الإسلام في الأندلس وهي معركة بلاط الشهداء والتي كلفت المسلمين خسارة فادحة ومقتل القائد عبد الرحمن الغافقي ولبشاعة الأهوال التي لاقها المسلمين في هذه المعركة ذكر ابن حيان القرطبي أن المكان الذي شهد المعركة لم يؤذن فيه أذان واحد لعصور عديدة .
كانت المعركة بين جيش المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي وبين جيش الفرنجة بقيادة قارلة وكارل مارتل عند موقع يقع بين مدينتي بواتييه وتور الفرنسيتين ، وسُميت بموقعة بلاط الشهداء تخليداً لذكرى من رحل من المسلمين لم توجد مراجع تاريخية موثقة عند العرب والمسلمين تروي تفاصيل معركة بلاط الشهداء ولا يوجد حتى الآن سبب واحد لعدم وجود من أرخ تفصيلاً عن هذه الحادثة اللهم إلا سبب واحد نفسي يكاد يكون معقولاً في هذا الموقف وهو بشاعة الهزيمة التي حاقت بالمسلمين ، التي أدت إلى وجود نفور من المؤرخين الأوائل عن ذكر تفاصيل هذه المعركة إلى أن تم نسيانها ولم يبقى منها أثر سوى ما جاء في كتب المؤرخين الأجانب والتي بها تفاصيل كثيرة وأساطير أكثر يُخيّم عليها المبالغة من أجل الشماتة .
كانت المعركة بين جيش المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي وبين جيش الفرنجة بقيادة قارلة وكارل مارتل عند موقع يقع بين مدينتي بواتييه وتور الفرنسيتين ، وسُميت بموقعة بلاط الشهداء تخليداً لذكرى من رحل من المسلمين لم توجد مراجع تاريخية موثقة عند العرب والمسلمين تروي تفاصيل معركة بلاط الشهداء ولا يوجد حتى الآن سبب واحد لعدم وجود من أرخ تفصيلاً عن هذه الحادثة اللهم إلا سبب واحد نفسي يكاد يكون معقولاً في هذا الموقف وهو بشاعة الهزيمة التي حاقت بالمسلمين ، التي أدت إلى وجود نفور من المؤرخين الأوائل عن ذكر تفاصيل هذه المعركة إلى أن تم نسيانها ولم يبقى منها أثر سوى ما جاء في كتب المؤرخين الأجانب والتي بها تفاصيل كثيرة وأساطير أكثر يُخيّم عليها المبالغة من أجل الشماتة .
كارل مارتل
تبدأ القصة وفق قصة الإسلام ، عقب نجاح عبد الرحمن الغافقي في لم شمل المسلمين ، وتوجهه إلى فرنسا من أجل استكمال الفتح الإسلامي لبلاد أوروبا فتمكن من الوصول إلى غرب فرنسا وفتح مدن عدة وقلاع شتى إلى أن وصل إلى مدينة تور التي بينها وبين عاصمة فرنسا حوالي 295كم .
كانت المشكلة التي قضت على المسلمين هي أن الحملة استطاعت فتح مدن كثيرة حتى وصلت إلى بواتيه وبناءاً على ذلك جمع الجيش من الغنائم الكثير وهنا بدأ الجنود ينظرون إلى هذه الغنائم نظرة المفتتن ، وقبيل المعركة بأيام قليلة حطت أزمة جديدة وشديدة على أركان الجيش الإسلامي نفسه وهي أزمة العصبيات القبلية والتي تجسدت في التفرقة بين مسلم وبربري ومسلم عربي ومسلم أندلسي ، وكان سبب هذا هو اختلافهم حول توزيع الغنائم حسب الأفضلية .
كانت المشكلة التي قضت على المسلمين هي أن الحملة استطاعت فتح مدن كثيرة حتى وصلت إلى بواتيه وبناءاً على ذلك جمع الجيش من الغنائم الكثير وهنا بدأ الجنود ينظرون إلى هذه الغنائم نظرة المفتتن ، وقبيل المعركة بأيام قليلة حطت أزمة جديدة وشديدة على أركان الجيش الإسلامي نفسه وهي أزمة العصبيات القبلية والتي تجسدت في التفرقة بين مسلم وبربري ومسلم عربي ومسلم أندلسي ، وكان سبب هذا هو اختلافهم حول توزيع الغنائم حسب الأفضلية .
وبدأت معركة بلاط الشهداء والتقى الجيشان ، خمسون ألفًا من المسلمين أمام أربعمائة ألف واندلع القتال بين الجيشين لمدة 9 أيام دون منتصر أو مهزوم ، ومع حلول اليوم التاسع تمكنت فرقة من جيش الفرنج من دخول معسكر الغنائم خلف الجيش الإسلامي فحدثت الربكة في صفوف الجيش المسلمين فرجعت فرقة من الفرسان بقلب الجيش الإسلامي إلى الخلف لتدافع عن الغنائم فتزلزل قلب الجيش الإسلامي وخرج الغافقي ينادي على الناس ويحاول تجميعهم إلى أن باغته سهم أرداه شهيداً ألقاه من على فرسه شهيدًا مما أدى إلى ضياع الجيش الإسلامي بالكامل ، لدرجة أنه لم يوجد إحصاء دقيق لعدد الشهداء وحدثت مبالغة كبيرة في تحديد القتلى .
ومع حلول اليوم العاشر انسحب المسلمون إلى الجنوب ، وفي اليوم الذي يليه استعد الفرنجة لمواصلة القتال فلم يجدوا من المسلمين أحدًا فاعتقدوا أنهم في كمين ولم يتتبعوا أثر المسلمين .
وبرغم وجود اختلافات حول أصل هذه القصة من المؤرخين العرب في العصر الحديث بين مؤيد ومعارض لهذه القصة إلا أن النهاية تتبلور في أن معركة بلاط الشهداء كانت هزيمة فادحة بعد انتصار كارثي أدى كل هذا في النهاية إلى توقف حركة تقدم الجيش الإسلامي إلى شمال فرنسا.
حرب بلاط الشهداء
انقسمت الآراء التاريخية حول المعركة إلى ثلاث وجهات نظر. ففي الوقت الذي رأى فيه المؤرخون الغربيون كجيبون وجيله من المؤرخين الذين اعتمدوا على تأريخ عام 754 وتأريخ فريدغر، بأن شارل مارتل أنقذ المسيحية، وأن المعركة بلا شك كانت حاسمة في تاريخ العالم. إلا أن المؤرخين المعاصرين قد انقسموا حول ذلك، إلى معسكرين.
الأول يتفق مع جيبون، والآخر يقول بأن المعركة بُولغ فيها بشدة وتم تصويرها وكأنها نهاية عصر الغزو الإسلامي بل وحتى المعسكر الأول الذي رأى أهمية المعركة التاريخية الكبيرة، اتخذ عدد منهم نهجًا أكثر اعتدالاً ودقة في وصف أهمية المعركة، بدلاً من الوصف الدراماتيكي الذي اتخذه جيبون.
أبرز هؤلاء هو ويليام واتسون، الذي آمن بأهمية المعركة تاريخيًا، لكنه حللها عسكريًا وثقافيًا وسياسيًا، بدلاً من أن ينظر إليها من منظور الصراع الكلاسيكي بين المسلمين والمسيحيين أما الآن، فقد انقسم المؤرخون الغربيون المعاصرون بشكل واضح على أهمية المعركة، وأين ينبغي أن تُصنّف في التاريخ العسكري.