صور.. افتتاح مؤتمر العامية المصرية بـ اتحاد كتاب مصر
السبت 11/أغسطس/2018 - 07:26 م
إسماعيل فارس
طباعة
عقدت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، مؤتمر " العامية المصرية تراث أمة وتاريخ شعب "، الذي تنظمه شعبة شعر العامية بالاتحاد، برئاسة الشاعر هشام الدشناوى، تحت رعاية المفكر الكبير الدكتور علاء عبد الهادى، بحضور عدد من شعراء العامية وأساتذة الأدب العربي.
وأكد الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبى بجامعة القاهرة، إن من الأخطاء المتوارثة عند دراسة الأدب تضييق دائرة ما يطلقون عليه أدبا، ليتضمن فقط ذلك الأدب المكتوب باللغة العربية الفصحى، صارفين أنظارهم عن الأشكال الأخرى من الأدب، غير عابئين بكتير من الاهتمام بالآداب العربية الأخرى المكتوبة باللغات العامية، وقد ترتب على ذلك تهميشهم لشكلين مهمين من الأدب العربي.
وأوضح " أبو الليل "، إن الأدب العامى هو أدب فردى، مثله مثل الأدب المكتوب بالفصحى، فرغم كتابته باللغة العربية العامية فإن هذا لا يبعده عن الدائرة نفسها، وقديما أكد ابن خلدون أن الفصاحة لا تشترط أن يكون الأدب الأدب مكتوب بالفصحى، موضحا أن الأدب العامى أدب فردى، لأن كل خصائصه فردية أو الكتابية فيه باستثناء عاميته، التى هى شرط وصوله إلى الجمهور، لكنه ليس أدبا شعبيا.
وأشار" أبو الليل"، بأن الأدب العامى ازدهر بشكل واضح منذ بداية القرن العشرين، رغم امتلاء تراثنا العربى بالنصوص الأدبية العالمية، على نحو ما يؤكدها كتاب "العاطل الحالي والمرخص الغالي" لصفى الدين الحلى، كما أننا نستطيع أن نلمس تلك البواكير الأدب العامى فى تراثنا العربى فى فنون الموشحات الأندلسية والزجل والمواليا والقوما والكان وكان والدوبيت، ولقد كان العصران المملوكى والعثمانى تربة خصبة لشيوع الأدب العامى فى مصر.
من جانبه قال الدكتور محمود الحلواني أستاذ الاتجاهات المعاصرة للفنون بجامعة القاهرة، إن فكرة التعبير عن الشعب بلغته والالتحام بطبقاته الكادحة والفقيرة والمهمشة، والتي لا ترى فى الأدب الرسمى الفصيح هى الضرورة، التي لا تكاد تكون محل اتفاق بين الكثير من رواد شعر العامية، والتى انطلقوا منها ليشيدوا خيالا شعريا مصريا مختلفا، نجح فى الاتصال أكثر بقلب مصر النابض.
وأضاف "الحلوانى"، أن أكثر ما ميز العامية هو أنها تركت باب الشعر مفتوحا، ووقفت فى استقبال كل ما من شأنه القدرة على التشكيل الجمالي من اشكال وتعبيرات، ولم ترهن الشعر لدى شكل بعينه، الأمر الذى جعلها حقلا خصبا لتعدد الأشكال والأداءات الشعرية، يتجاوز فيها الموال بأشكال المختلفة والزجل بروجه الاجتماعية الطريفة، مع قصائد العامية الحديثة بموقفها ورؤيتها الخاصة.
واكد الدكتور رمضان الحضري، أستاذ النقد والأدب والبلاغة والثقافة الإسلامية، إن نقاد العامية المصرية يتناولن النص الشعري المكتوب بالعامية على أنه نص فصيح، وبذلك فهم يطبقون مقومات الفصاحة العربية على نص العامية، حتى لنجدهم يتحدثون عن جماليات العامية من فهمنا لجماليات الفصحى، مما جعل النقاد لا يفرقون بين نص الفصحى ونص العامية فى التناول، ويتناسون أن اللهجة العامية المصرية لها تكوينها الخاص.
وأضاف "الحضرى" أن هذا التكوين جاء تراكميا عبر عصور عديدة، فليست العامية المصرية عربية خالصة، كما يظن البعض، فرغم أن معظم أصولها تعود للغة العربية الفصحى، لكن الشخصية المصرية حينما تستخدم لغة ما فإنما لهذه اللغة طابعا مصريا، يجعلها مرتبطة بأرض مصر.
واشار "الحضري"، إن اللغة المصرية مصرت العربية الفصحى، واستخدمت ألفاظها، وإحالتها لعامية مصرية تقبل إلى جانبها مفردات مصرية قديمة، كما أخذت مفردات من اللغات الأخرى مثل الإيطالية والتركية والفارسية.