كتب اسماء صبحي - ياسمين مبروك
طباعة
معروف برفضه للآخر ودكتاتوريته, متمرد بطبعه ويرفض الانصياع لرغبة والده الذي أراد له أن يسلك الطريق الذي سيوصله للعمل كموظف جمارك مثله، هو أولديف ألويس هتلر، سياسي ألماني نازي، ذلك الرجل الذي هز العالم وسجل اسمه التاريخ بالدماء.
نشأته
ولد هتلر ، في 20 أبريل 1889، عرفه برسمه وشغفه لفنون الموسيقى والأوبرا, وكان له ٥ أشقاء وشقيقات ولم تكتب الحياة من بين الستة إلا لأدولف وشقيقته بولا .
كانت علاقة هتلر بوالدته قوية جداً، ولكنها كانت على النقيض مع والده الذي كان شديد القسوة في معاملته، ذلك لأنه أراد لهتلر أن يسلك الطريق الذي سيوصله للعمل كموظف جمارك مثله، ولكن طبعه المتمرد ورفض الانصياع وراء رغبة والده لرغبته في أن يصبح رساماً، لهذا وصف هتلر نفسه في كتابه كفاحي أنه فنان أساء من حوله فهمه. .
وبعد وفاة والده عندما كان في سن 14 عاماً، عاش هتلر على معونة للأيتام ومساعدة من والدته، ثم توفيت والدته عندما كان في سن 18 عاماً، و حاول أن يشق طريقه بعدها كرسام في فيينا حيث كان ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية ويبيع لوحاته إلى التجار والسائحين.
مأساته
وفى نوفمبر عام ١٩٠٧، خضع هتلر لامتحان القبول في مدرسة الفنون في فيينا وقد فشل وعاود الكرة وتكرر الفشل, بعدها بعام عاش هتلر في مأوى للمشردين، ثم في العام التالي كان هتلر قد استقر في منزل يسكن فيه الفقراء من العمال.
وفى عام ١٩١٣، انتقل إلى مدينة ميونخ وباندلاع الحرب العالمية الأولى، تطوع في صفوف الجيش البافاري وعمل كساعي بريد عسكري وخلال الحرب ولمقدرة هتلر الكلامية، فقد تم اختياره للقيام بعملية الخطابة بين الجنود وفى سبتمبر ١٩١٩، التحق هتلر بحزب العمال الألمان الوطني .
تحوله السياسي
بدأ التحول السياسي في حياه هتلر بعد استسلام ألمانيا في الحرب واعتبر أن ذلك يمثل خيانة و طعنة في الظهر من الحُكَّام المدنيين والماركسيين.
التحق هتلر عام 1919 في جماعة صغيرة لم يكن لها هدف محدد إلا مناهضة الحكومة ، ومع مرور الزمن ترأس هتلر هذه الجماعة، وفي غضون سنتين طورها وحولها من حزب صغير إلى حزب جماهيري ضخم وسماه حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف بـ الحزب النازي.
دخوله السجن
في الثامن من نوفمبر عام 1923 ، وحول صالة بورجربراو كول إحدى أكبر صالات ميونخ والتي حضرها في ذلك اليوم العديد من الشخصيات البارزة أخرج هتلر مسدسه وأطلق النار باتجاه السقف عدة مرات فخيم السكون وأخذ يتكلم عن محاولة الانقلاب التي يقوم بها ثم أعلن أنه سيقوم بتشكيل حكومة جديدة، وختم كلامه بـ غدا ستجدون حكومة وطنية في ألمانيا، أو ستجدوننا موتى .
فتم القبض عليه وحكم عليه بالسجن بعدها 5 سنوات لم يقضي منهم أكثر من خمسة شهور ألف فيها كتابه كفاحي قضى فترة سجنه في القراءة.
وصوله للسلطة
خرج من السجن وبدأ في التخطيط لحياته الحزبية, جرت انتخابات عام 1928 فاز النازيون بـ 12 مقعد فقط في الرايخستاج، ولكن بعدها بعاميين فازوا بأغلبية المقاعد وهي 107 مقعدا ، ولكن مع تطور الحزب فقد فاز عام 1932 بـ 230 مقعد.
بعدها قام رجال الصناعة أصحاب النفوذ بدعم هتلر وحزبه ماديا ومعنويا ، هنا قرر هتلر أنه سيصبح إما رئيسا لألمانيا أو مستشارا لها وتنافس هتلر على الرئاسة ضد الجنرال بول فون هينديتبورج، ولكن هتلر فاز فقد حصل على 13.418.051 صوتا ، بينما حصل الجنرال على 19.359.635 صوت ، وخرج هتلر منهارا.
تم تعيين هتلر مستشار رئيس الجمهورية ,وخاض هتلر الانتخابات مرة أخرى، وحصل على 52% من الأصوات وزادت مقاعد الحزب النازي في الرايخستاج إلى 288 مقعد ، وأصبح هتلر زعيم الرايخ الثالث.
الدعاية لحملته الانتخابية
مع اقتراب الانتخابات التشريعية الألمانية، ابتكر جوزيف جوبلز حيلة دعائية جديدة لتصوير هتلر كأنه المنقذ الوحيد لألمانياـ عبر طائرة تجارية كبيرة يجول من خلالها هتلر على 100 قرية ألمانية لمعرفة شعبيته. وابتدع جوبلز جملة شهيرة هي القائد فوق ألمانيا .
كانت ليني رفينشتال مخرجة ألمانية جميلة، وأسهمت في الدعاية للنظام النازي عبر عدة أفلام وثائقية عن هتلر، أولها فيلم انتصار الإيمان و يوم الحرية .
إحكام سيطرته
بعد أن استطاع هتلر إحكام سيطرته على السلطة السياسية بشكل كامل، اتجه لإصلاح البلاد داخلياً، حيث أشرف على واحدة من أكبر التوسعات في مجال الإنتاج الصناعي والتطويرات المدنية في تاريخ ألمانيا، والتي أوصلت البلاد لنسبة بطالة 0%، كما أنه أشرف على واحدة من أكبر حملات تطوير البنية التحتية في التاريخ الألماني، وبدأ بعد ذلك برنامج اعادة تسلح سري – خارقاً بذلك معاهدة فرساي.