الوحدانية السيخية .. الطائفة التي اقتدت بالمسلمين والصوفية
السبت 18/أغسطس/2018 - 09:31 ص
إسلام مصطفى
طباعة
ليس الدين الإسلامي وحده من يدعو إلى التوحيد، فالجميع يعلم أن المصريين القدماء أقروا التوحيد على يد الملك "أخناتون"، كما أن الديانة السيخية أيضًا تعترف بوحدانية الإله، بل وتتشابه مع الإسلام في فكرة إن الإله لا شكل ولا جنس ولا لون له، وتعد الديانة السيخية عبارة عن خليط من الديانة الهندوسية والإسلام والمذهب الصوفي، ويعتمدون لأنفسهم كعبة يحجون إليها، على غرار المُسلمين، فمن هم السيخيون؟ وكيف تتشابه مع الإسلام والصوفية؟
في الأصل ينتسب السيخيون إلى "السيخ"؛ أي العارف، أو المُريد، وأطلق المصطلح على اتباع المُعلم "نانك" مؤسس السيخية، الذين ظهرت دعوتهم في مدينة البنجاب بالهند، التي ما زال يرتكز فيها أتباع السيخية إلى الآن، حيثُ العاصمة الروحية للسيخ "أمراتسر"، بالإضافة إلى انتشارهم في العديد من العواصم العالمية.
وبحسب ما أورده محمد سعيد الطريحي، في كتابه المعنون بـ"السيخ، عقائدهم وتاريخهم"، فإن السيخيونيتميز مظهرهم باللحي الكثة، والعمائم الملونة الكبيرة، كما أنهم يزينون معاصمهم بالأساور الفولاذية، ويبلغ عددهم حوالي 25 مليون نسمة.
تشترك الديانة السيخية مع الإسلام والمذهب الصوفي في العديد من النقاط، على رأسها التوحيد، وبيان الذات الإلهية، وبحسب محمد سعيد الطريحي، في كتابه المعنون بـ"السيخ، عقائدهم وتاريخهم"، يعتقد اتباع نانك مؤسس "السيخية" أنه خرج إلى إحدى الغابات عقب اغتساله بمياه النهر المُقدسة، واختفى لمدة ثلاثة أيام، رأى خلالها رؤيا حملته إلى الحضرة الإلهية مكنته من تلقي رسالة إلهية، تقول: "الله لا إله إلا هو، الواحد الحق مُنذ الأزل تعالى عن الخوف والبغضاء، وهو الباقي لم يلد ولم يولد يقوم بذاته عظيم كريم جواد..."، وكل تلك الصفات التي اقتبسها "نانك" من الإسلام.
وأكد الطريحي، أن قناعات "نانك" بالعدالة الاجتماعية، وثورته على نظام الطبقات البرهمي، أكبر دليل على تأثره بالإسلام، كما أن ما يؤكد ذلك فقد ورد في الكتاب السيخي، "كرانت صاحب" العديد من الألفاظ العربية والفارسية والتركية، وهو أكبر دليل على صلة مؤسس السيخية بالمُسلمين وتأثره بهم، كما أنه تلقى علم الكلام الإسلامي على يد عالم مسلم يُدعى، السيد حسن، ومن الكلمات التي وردت في الكتاب، "رسول ورحيم وصلوات وسبحان وسجدة وملك الموت ووضوء وصوفية وطريقة".
والحقيقة لا يخفى على المُطلعين على الديانة السيخية أن "نانك" تأثر تُأثرًا كبيرًا بالصوفية، لاسيما الشيخ الصوفي الكبير فريد الدين مسعود، للدرجة التي دفعته إلى اقتباس مجموعة من قصائده في الكتاب المُقدس للديانة السيخية، ومن العادات المحمودة عند السيخية زيارة قبر الشيخ فريد الدين بباكستان، كما أنهم يعتزون بأشعاره الصوفية، فبحسب الطريحي، أنه رأى في بيت المُفكر السيخي الكبير "كيشوانت سنغ" بدلهي الجديدة بالهند، صورًا لأشعار الشيخ الصوفي، بالتحديد يظهر التقارب بين الديانة السيخية، والطريقة الجشتية المُنتشرة اليوم في راجستان، والتي تعود إلى معين الدين الجشتي الأجميري.
وعلى غرار الجشتية يُقدس السيخية، المُرشد الذي يُشرف على ترقيتهم روحيًا، كما أن كلاهما يوليا اهتمام كبير للإطعام، حيثُ أن المطعم سمة مهمة في معابد السيخ، حيثُ أن المعبد الأكبر للسيخ في "أمراتسر" يمتلك أكبر مطعم بالهند، ومن المُمكن أن يُطعم أكثر من 20 ألف شخص باليوم على مدار السنة، ونفس الطقس تجده في الزاويا "الجشتية" الصوفية، كما ان كلاهما يقوم بتقليد تقديم النذور التي تُعرف عند السيخ بـ"كراه براساد"، وأيضًا يقدمون الصدقات على أبواب المعابد وأضرحة الأولياء.
ويبدي السيخيون دائمًا وأبدًا اعتزازهم لزائريهم، بصداقة "نانك" للمُسلمين وزياراته للأماكن المقدسة، وملازمته لتكايا الصوفيين، بل يعتزون اعتزازًا كبيرًا بتسلمه "الكساء الخاص بالصوفية، مع العلم أن تلك الخرقة منقوشة بالآيات القراني بخط عربي جميل، وهي محفوظة إلى الآن بمعبد "تشولا صاحب"، وبحسب كتب التاريخ فقد تسلمها "نانك" خلال مكوثه بزاوية الشيخ إبراهيم ابن حفيد الشيخ فريد الدين، والمعروف باسم "بابا فريد".
في العقد الأخير من حياة "نانك" استقر في "كرتار يور"؛ للتفرغ إلى التبشير بدينه الجديد، واتخذ مقره على ضفة نهر "رواي" وسط مئات الآلاف من أتباعه المُخلصين، والذين كان من بينهم عدد كبير من المُسلمين، والمتصوفين على وجه الخصوص والهنادكة، وبموته اختلف السيخيون من أصل مسلم والهنادكة، حيث أن الهنادكة رأوا أنه وجب حرق جثته، في حين رأى السيخيون من أصل مسلم أنه يجب أن يُدفن إلا أن أثناء النزاع أزاح أحدهم الكفن عن وجهه، فتفاجأ الجمع بباقة زهور بدلًا من الجثمان، ما دفعهم إلى نبذ الخلافات، وتقديس كتابهم المُقدس "كرانت صاحب"، بدلًا من تقديس جثمان صاحيبهم والطواف حوله، كما كانوا ينوون.
ويؤمن السيخيون بمجموعة من العقائد، على رأسها أن الإله واحد، لا شكل له ولا جنس، ولكل شخص القدرة على الاتصال مباشرة به؛ لأنهم يعتقدون أنه داخل كل شخص؛ لتأثرهم بالصوفية كما أشرنا، فضلًا عن إيمانهم بأن الناس سواسية أما الله، وأن الحياة الطيبة تكون بالالتزام بالأمانة والعطف على الجميع، وعلى كل سيخي أن يؤمن إيمانًا تام بثلاث أمور مهمة، تتبلور في أن الله في العقل دائمًا، وتُعرف بـ"نام جبنا"، والالتزام بالأمانة دائمًا، ويطلقون عليها "كيرت كانا"، فضلًا عن اقتسام الرزق مع الآخرين، والذي يسمونه بـ"فاد شاكنا"، وعلى كل سيخي أيضًا الابتعاد عن خمسة شرور ألا وهي، على رأسها الشهوة والطمع والتعلق بالدنيا، والغضب والشرور.
وبحسب دراسة لسامي المنصوري بعنوان "الديانات الهندية.. السيخية"، فإنهم يحرمون عبادة الأصنام، ويمنعون تمثيل الإله في صورة، ولا يقرون بعبادة الشمس والأنهار والأشجار التي يعبدونها الهندوس، ولا يهتمون بالتطهر والحج إلى نهر الغانج، مثل الهندوس، مما دفعهم إلى الانفصال عن المُجتمع الهندوسي.
ويعتقدون في خمسة أشياء وهي أصول دينهم، وتُعرف بالكافات الخمس، على رأسها ترك الشعر مُرسلًا بدون قص من المهد إلى اللحد؛ بغرض منع دخول الغرباء بينهم للتجسس، كما يلبس الرجل عندهم أساور في معصميه؛ بغرض التذلل والاقتداء بالدراويش، كما يرتدون تبانًا يُشبه لباس السباحة تحت السراويل رمزًا للعفة، الاحتفاظ بمشط في شعورهم؛ بغرض تمشيط الشعر وتهذيبه، أن يحمل السيخي حربة صغيرة أو خنجر دائمًا؛ لإعطائه القوة، وحتى يتمكن من الدفاع عن نفسه إذا لزم الأمر.
في الأصل ينتسب السيخيون إلى "السيخ"؛ أي العارف، أو المُريد، وأطلق المصطلح على اتباع المُعلم "نانك" مؤسس السيخية، الذين ظهرت دعوتهم في مدينة البنجاب بالهند، التي ما زال يرتكز فيها أتباع السيخية إلى الآن، حيثُ العاصمة الروحية للسيخ "أمراتسر"، بالإضافة إلى انتشارهم في العديد من العواصم العالمية.
وبحسب ما أورده محمد سعيد الطريحي، في كتابه المعنون بـ"السيخ، عقائدهم وتاريخهم"، فإن السيخيونيتميز مظهرهم باللحي الكثة، والعمائم الملونة الكبيرة، كما أنهم يزينون معاصمهم بالأساور الفولاذية، ويبلغ عددهم حوالي 25 مليون نسمة.
تشترك الديانة السيخية مع الإسلام والمذهب الصوفي في العديد من النقاط، على رأسها التوحيد، وبيان الذات الإلهية، وبحسب محمد سعيد الطريحي، في كتابه المعنون بـ"السيخ، عقائدهم وتاريخهم"، يعتقد اتباع نانك مؤسس "السيخية" أنه خرج إلى إحدى الغابات عقب اغتساله بمياه النهر المُقدسة، واختفى لمدة ثلاثة أيام، رأى خلالها رؤيا حملته إلى الحضرة الإلهية مكنته من تلقي رسالة إلهية، تقول: "الله لا إله إلا هو، الواحد الحق مُنذ الأزل تعالى عن الخوف والبغضاء، وهو الباقي لم يلد ولم يولد يقوم بذاته عظيم كريم جواد..."، وكل تلك الصفات التي اقتبسها "نانك" من الإسلام.
وأكد الطريحي، أن قناعات "نانك" بالعدالة الاجتماعية، وثورته على نظام الطبقات البرهمي، أكبر دليل على تأثره بالإسلام، كما أن ما يؤكد ذلك فقد ورد في الكتاب السيخي، "كرانت صاحب" العديد من الألفاظ العربية والفارسية والتركية، وهو أكبر دليل على صلة مؤسس السيخية بالمُسلمين وتأثره بهم، كما أنه تلقى علم الكلام الإسلامي على يد عالم مسلم يُدعى، السيد حسن، ومن الكلمات التي وردت في الكتاب، "رسول ورحيم وصلوات وسبحان وسجدة وملك الموت ووضوء وصوفية وطريقة".
والحقيقة لا يخفى على المُطلعين على الديانة السيخية أن "نانك" تأثر تُأثرًا كبيرًا بالصوفية، لاسيما الشيخ الصوفي الكبير فريد الدين مسعود، للدرجة التي دفعته إلى اقتباس مجموعة من قصائده في الكتاب المُقدس للديانة السيخية، ومن العادات المحمودة عند السيخية زيارة قبر الشيخ فريد الدين بباكستان، كما أنهم يعتزون بأشعاره الصوفية، فبحسب الطريحي، أنه رأى في بيت المُفكر السيخي الكبير "كيشوانت سنغ" بدلهي الجديدة بالهند، صورًا لأشعار الشيخ الصوفي، بالتحديد يظهر التقارب بين الديانة السيخية، والطريقة الجشتية المُنتشرة اليوم في راجستان، والتي تعود إلى معين الدين الجشتي الأجميري.
وعلى غرار الجشتية يُقدس السيخية، المُرشد الذي يُشرف على ترقيتهم روحيًا، كما أن كلاهما يوليا اهتمام كبير للإطعام، حيثُ أن المطعم سمة مهمة في معابد السيخ، حيثُ أن المعبد الأكبر للسيخ في "أمراتسر" يمتلك أكبر مطعم بالهند، ومن المُمكن أن يُطعم أكثر من 20 ألف شخص باليوم على مدار السنة، ونفس الطقس تجده في الزاويا "الجشتية" الصوفية، كما ان كلاهما يقوم بتقليد تقديم النذور التي تُعرف عند السيخ بـ"كراه براساد"، وأيضًا يقدمون الصدقات على أبواب المعابد وأضرحة الأولياء.
ويبدي السيخيون دائمًا وأبدًا اعتزازهم لزائريهم، بصداقة "نانك" للمُسلمين وزياراته للأماكن المقدسة، وملازمته لتكايا الصوفيين، بل يعتزون اعتزازًا كبيرًا بتسلمه "الكساء الخاص بالصوفية، مع العلم أن تلك الخرقة منقوشة بالآيات القراني بخط عربي جميل، وهي محفوظة إلى الآن بمعبد "تشولا صاحب"، وبحسب كتب التاريخ فقد تسلمها "نانك" خلال مكوثه بزاوية الشيخ إبراهيم ابن حفيد الشيخ فريد الدين، والمعروف باسم "بابا فريد".
في العقد الأخير من حياة "نانك" استقر في "كرتار يور"؛ للتفرغ إلى التبشير بدينه الجديد، واتخذ مقره على ضفة نهر "رواي" وسط مئات الآلاف من أتباعه المُخلصين، والذين كان من بينهم عدد كبير من المُسلمين، والمتصوفين على وجه الخصوص والهنادكة، وبموته اختلف السيخيون من أصل مسلم والهنادكة، حيث أن الهنادكة رأوا أنه وجب حرق جثته، في حين رأى السيخيون من أصل مسلم أنه يجب أن يُدفن إلا أن أثناء النزاع أزاح أحدهم الكفن عن وجهه، فتفاجأ الجمع بباقة زهور بدلًا من الجثمان، ما دفعهم إلى نبذ الخلافات، وتقديس كتابهم المُقدس "كرانت صاحب"، بدلًا من تقديس جثمان صاحيبهم والطواف حوله، كما كانوا ينوون.
ويؤمن السيخيون بمجموعة من العقائد، على رأسها أن الإله واحد، لا شكل له ولا جنس، ولكل شخص القدرة على الاتصال مباشرة به؛ لأنهم يعتقدون أنه داخل كل شخص؛ لتأثرهم بالصوفية كما أشرنا، فضلًا عن إيمانهم بأن الناس سواسية أما الله، وأن الحياة الطيبة تكون بالالتزام بالأمانة والعطف على الجميع، وعلى كل سيخي أن يؤمن إيمانًا تام بثلاث أمور مهمة، تتبلور في أن الله في العقل دائمًا، وتُعرف بـ"نام جبنا"، والالتزام بالأمانة دائمًا، ويطلقون عليها "كيرت كانا"، فضلًا عن اقتسام الرزق مع الآخرين، والذي يسمونه بـ"فاد شاكنا"، وعلى كل سيخي أيضًا الابتعاد عن خمسة شرور ألا وهي، على رأسها الشهوة والطمع والتعلق بالدنيا، والغضب والشرور.
وبحسب دراسة لسامي المنصوري بعنوان "الديانات الهندية.. السيخية"، فإنهم يحرمون عبادة الأصنام، ويمنعون تمثيل الإله في صورة، ولا يقرون بعبادة الشمس والأنهار والأشجار التي يعبدونها الهندوس، ولا يهتمون بالتطهر والحج إلى نهر الغانج، مثل الهندوس، مما دفعهم إلى الانفصال عن المُجتمع الهندوسي.
ويعتقدون في خمسة أشياء وهي أصول دينهم، وتُعرف بالكافات الخمس، على رأسها ترك الشعر مُرسلًا بدون قص من المهد إلى اللحد؛ بغرض منع دخول الغرباء بينهم للتجسس، كما يلبس الرجل عندهم أساور في معصميه؛ بغرض التذلل والاقتداء بالدراويش، كما يرتدون تبانًا يُشبه لباس السباحة تحت السراويل رمزًا للعفة، الاحتفاظ بمشط في شعورهم؛ بغرض تمشيط الشعر وتهذيبه، أن يحمل السيخي حربة صغيرة أو خنجر دائمًا؛ لإعطائه القوة، وحتى يتمكن من الدفاع عن نفسه إذا لزم الأمر.