في ثاني أيام عيد الأضحى 2018.. المصريين يهجمون على المطاعم
الخميس 23/أغسطس/2018 - 01:35 ص
إسلام مصطفى
طباعة
مائدة تحمل من اللحوم ما لذ وطاب، يلتف حولها الجمع العائلي، في حالة من البهجة والسرور، وأجواء يُخيم عليها الحب، احتفالًا بـ"عيد اللحمة"، ليكون الطبق الرئيسي على كل مائدة في كل بيت مصري هو طبق الفتة، كما جرت العادة، ولكن الجديد أن تجد المطاعم تكتظ بالناس في "عيد اللحمة"، الذي يُقرب من المُفترض أن يحمل من الأجواء العائلية ما تُلزم الناس في بيوتها.
جمع كبير يتوافد من كل حدب وصوب على المطاعم، وربما لم يجد أحد مكان لكي يكون واحدًا من بين الحضور، لا إنها ليست مجاعة دفعت الناس إلى القيام بهذا الأمر، بل احتفالًا بعيد الأضحى، الذي في الأساس كان عيدًا يقطن فيه الناس في بيوتهم، تُلهيهم تحضيرات وتجهيزات الأشكال والأصناف المتنوعة من الأطعمة، التي يدخل في مكوناتها بشكل أساسي اللحوم، فهذا الأمر طبيعي جدًا.
الغريب في الأمر أن تجد الناس يتوافدون على مطاعم "مول مصر"، فهنا جمع غفير جميعهم أسر يلتف كلًا منها على مائدة، يمسكون بقائمة الطعام "المينو" مُحدقين، تجد في أعينهم الحيرة من أمرهم، فأي شيء يختاروا من تلك القائمة الطويلة، وبعد مرور المزيد من الوقت يخرج القرار، لتجد كل شخص من المُلتفين حول المائدة، يأكل بنهم شديد وكأنه لأول مرة يأكل، هذا المشهد رصدته كاميرا "المواطن" بداخل المطاعم.
لم ينتهي الأمر إلى هذا الحد، فطوابير طويلة من الناس تجدها تقف أمام ركن يتوسط صالة بأحد المولات يختص بتقديم، بعض أنواع "الساندوتشات"، والأمر نفسه يتكرر، نفس الحيرة ونفس النهم الذي يتناول به كل شخص، ما طلبه من قائمة الطعام، وترقب أعينهم الجموع الغفيرة بداخل المطاعم، ولسان حالهم يقول، "يا ريت لو كنا تمكنا من حجز مكان بالمطعم".
وهذا أحد فروع المطاعم العالمية المُتخصص في تقديم وجبات الدجاج فقط، وجد هجومًا شرسًا على من المصريين في عيد اللحمة، ولسان حالهم يقول تسقط اللحمة ولتحيا الفراخ، فإذا فكر أحد أن يظفر بأحد الأماكن وسط هؤلاء الناس، سيكون مصيره لا يعلم به إلا الله، لتجرأه على محاولة حجز مكان وسط هذا الجمع الغفير.
كل هذه المشاهد التي رصدتها كاميرا "المواطن" تجعل كل من يُشاهدها يضرب كف على كف، مُرددًا: "لماذا تغيرت العادات للأسواء".