اكتشاف ثقب أسود هائل في مجرة "الأقزام"
اكتشف علماء فلك ثقبًا أسود هائلًا في مركز مجرة صغيرة، وفقًا لدراسة نشرت في دورية "الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية"، بالمملكة المتحدة.
وتنتمي المجرة، التي تدعى "فورناكس
يو سي دي3"، إلى طبقة نادرة غير عادية من الأنظمة النجمية المعروفة باسم
"الأقزام فائقة الصغر"، والتي تستوطنها النجوم الأقدم.
وتتميز هذه "الأقزام فائقة الصغر"
بأنها أكبر وأكثر سطوعاً وكثافة من أكبر العناقيد الكروية، وهي مجموعات كبيرة من النجوم
القديمة، التي تجمعت معا في شكل كروي إلى حد ما في درب التبانة.
لكن في الوقت نفسه فإنها أصغر بكثير من
المجرات القزمية النموذجية ذات اللمعان أو السطوع المماثل، وفقًا لعالم الفلك في منشأة
"التلسكوب الكبير جدًا" التابعة للمرصد الأوروبي الجنوبي في صحراء "أتاكاما
التشيلية"، الذي لم يشارك في البحث.
فنصف قطر "الأقزام فائقة الصغر"
يميل إلى ألا يتعدى 300 سنة ضوئية، وتصل كتلتها إلى عشرات ملايين الكتل الشمسية فقط،
وعلى سبيل المقارنة فإن نصف قطر مجرة درب التبانة، يبلغ نحو خمسين ألف سنة ضوئية، ويعتقد
أن كتلتها أكبر بمئات المليارات من كتلة الشمس.
وتشكل كتلة الثقب الأسود نحو 4% من كتلة
المجرة الكلية، بينما في المجرات "الطبيعية" تكون تلك النسبة أقل بكثير،
وتبلغ حوالي 0.3%، ورغم وجود عدد قليل من الأمثلة المعروفة على وجود ثقوب سوداء في
مركز المجرات فائقة الصغر فإن وجودها يدعم فرضية أصل تلك المجرات، التي تقول إن مجرة
متوسطة الحجم مرت بمجرة أكبر وأضخم في مرحلة ما من تطورها، ففقدت معظم نجومها نتيجة
قوة الجذب، وأصبحت النجوم الكثيفة المتبقية ما يعرف باسم "الأقزام فائقة الصغر".
وتعد الثقوب السوداء الهائلة (Supermassive black holes) أكبر أنواع الثقوب
السوداء، وتتراوح كتلتها من مئات الآلاف إلى مليارات الكتل الشمسية، ومن المقبول عموما
بين العلماء أن ثقبا أسود هائلا يقع في قلب كل مجرة تقريبا، رغم أنه من المستحيل التيقن
من صحة هذا الادعاء.