صور.. شوارع الوادي الجديد تتحول إلى كرنفالات لـ "مجمعات البلح"
الإثنين 27/أغسطس/2018 - 11:00 م
محمد حجي
طباعة
تعد محافظة الوادي الجديد، من أكبر محافظات مصر إنتاجًا للتمور في مصر ومن أجودها في العالم، وتتصدر تمور المحافظة المشهد فى كافة الأسواق المحلية وخاصة التمر السيوى والذي يعتبر المحصول الاستراتيجي لسكان المحافظة، والدخل الرئيسي لمعظم المزارعين بها، ويصل عدد أشجار نخيل الوادي الجديد إلى 2 مليون نخلة تقريبا منهم 70 ألف نخلة مثمرة تنتج مابين 60 إلى 70 ألف طن بلح سنويا.
عدسة "بوابة المواطن" شهدت انطلاق موسم جمع البلح، والذي يلقبه أبناء المحافظة بموسم "الدميرة"، حيث شهدت الشوارع الرئيسية خاصة القريبة من المزارع زخما تجاريا ضخما، وتحولت إلى كرنفالات لمراكز يمتلكها الشباب لتجميع البلح لترسم لوحة فنية لتلك الشوارع ينتظرها أبناء الوادي، كل عام خاصة المزارعين الذين يبيعون منتجاتهم من البلح في تلك التجمعات.
موسم جني البلح يبدأ مع بداية شهر أغسطس ويستمر حتى نهاية شهر سبتمبر في احتفالية سنوية يشارك فيها كل أفراد الأسرة حتى النساء والأطفال لهم نصيب في موسم "الدميرة" والذي يبدأه الشباب بصعود النخيل وقطع السباطات المحملة بالبلح ثم قطفة وفرزه ووضع الناضج منه في صناديق بلاستيكية ليتم بيعه لأصحاب المجمعات المنتشرة بالشوارع أو توريده مباشرة للمصانع.
يقول محمد على أحمد، مزارع، إن موسم جمع البلح هو نتاج مجهود ضخم طوال عام كامل بدأ بعملية نظافة النخيل وتقليمه ثم التلقيح وبعدها التقويس حتى نصل إلى موسم الفرحة "الدميرة" الذي يمثل قوة اقتصادية كبيرة لنا وفرصة لتدبير أمور منازلنا خاصة مع دخول المدارس، كما أننا دائما نؤجل زواج الأبناء لما بعد هذا الموسم حتى نتمكن من شراء مستلزمات تجهيز العروسة والعريس للزواج ".
ويؤكد محمد ناصر،صاحب مجمع بلح: نحن ننتظر موسم جمع البلح بفارغ الصبر كل عام، لأنه يعتبر مصدر رزق لكثير من الشباب في المحافظة، مشيرا إلى أن مراكز تجميع البلح مشروع مربح يبدأ بالتعاقد مع المصانع الذين يقومون بمنح أصحاب المجمعات مبالغ مالية على سبيل سلفة يتم ردها بعد الانتهاء من الموسم، كما يقوم المصنع بتوريد الأقفاص البلاستيكية للمجمعات لتستقبل مراكز التجميع البلح من المزارعين ثم يقوم المجمع بتوريد البلح للمصانع على أن يحصل صاحب المجمع على هامش ربح من فرق السعر بين المركز والمصنع.
ويضيف علي سليمان،مواطن: هناك كثير من الفلاحين الذين يعتمدون اعتمادا أساسيا على محصول البلح، في تدبير كل أمور معيشتهم، والبعض يلقب موسم "الدميرة" بموسم الزواج حيث ان معظم المزارعين بالواحات ينتظرون موسم جني البلح لارتباط جميع تعاملاتهم ومناسباتهم بهذا الموسم، وأهمها تزويج بناتهم وأبنائهم لشراء جميع المستلزمات الخاصة بتجهيز العرائس بعد بيع المحصول".
من جانبه قال وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، الدكتور مجد المرسي، إن المحافظة تنتج ما يزيد عن 60 ألف طن من البلح السيوي النصف جاف يأتي من 1.9 مليون نخلة، من بينها 1.1 مليون نخلة مثمرة بالفعل تنتج البلح السيوي النصف جاف، والمعروف بالبلح الصعيدي الذي يحتمل التخزين والتعبئة والتغليف.
أضاف المرسى، أن هناك توسعات سنوية في زراعة النخيل لإنتاج كميات من البلح الصعيدي وبعض الأنواع الأخرى التي تستخدم في صناعة عسل البلح والصناعات الغذائية المختلفة، حيث يتم غرس فسائل النخيل وتبدأ في الإنتاج بعد مرور ما يقرب من 5 أعوام في ظل الاهتمام بها، وإتباع الطرق السليمة في الري والتسميد.
أشار المرسى، إلى أن القطاع الزراعي يولي اهتماما كبيرا بالنخيل، حيث تم تنظيم دورات وندوات إرشادية لمزارعي النخيل ومنتجي التمور بالمحافظة للتعريف بطرق التسميد والري والتلقيح والتقويس والتكيس وصولا لطرق الجني السليمة للحفاظ على المحصول، إضافة إلى مكافحة سوسة النخيل الحمراء على مدار العام.