"بئر الغبي" سر الاشتباك التي هُزِمت فيه إيطاليا على يد عمر المختار
الإثنين 27/أغسطس/2018 - 12:00 م
وسيم عفيفي
طباعة
إلى الآن فإن معركة بئر الغبي من المعارك ذات الطابع الشرس في تاريخ الحروب الإيطالية الليبية ، التي أمسك زمامها المجاهد الكبير عمر المختار يوم 23 أبريل 1923 ، الموافق 5 رمضان 1342 هـ، وكان موضعها إلى الجنوب من طبرق الليبية بحوالي 80 كيلومتراً.
بدأت الاشتباك في أثناء عودة عمر المختار من مصر وعبوره الحدود الليبية، عندما نصبت له سبع سيارات إيطالية مصفحة كميناً في أحد نجوع بئر الغبي، فاشتبك المجاهدون معها وأطلقوا عليها النار
بدأت الاشتباك في أثناء عودة عمر المختار من مصر وعبوره الحدود الليبية، عندما نصبت له سبع سيارات إيطالية مصفحة كميناً في أحد نجوع بئر الغبي، فاشتبك المجاهدون معها وأطلقوا عليها النار
مدافع إيطاليا
ووفق كتاب التاريخ الليبي فقد كان الإيطاليّون يتعقبون تحركات عمر المختار ويترقبون أوَّل فرصة للقضاء عليه وإخماد الثورة. ففي أثناء عودته من مصر إلى برقة مرَّ ورفاقه بموضع يُقال له بئر الغبي، فانقضت عليهم سبعة مُصفحات إيطاليَّة وحاصرتهم، فأطلق المختار ومن معه الرصاص عليهم، فتراجعوا قليلًا إلى منتجع قريب ثم عادوا بسرعة يحملون صوفًا، ولما دنت منهم توزعت توزيعًا محكمًا وأخذ الجنود ينزلون ويضعون الأصواف أمامهم ليتحصنوا بها من الرصاص، فعاود المجاهدون إطلاق النار عليهم حتى فرَّ منهم قسم وقُتل قسم آخر، واحترقت كل المصفحات ما عدا واحدة تمكنت من الفرار.
قال عمر المختار في هذا الصدد:
“كنَّا لانتجاوز الخمسين شخصًا من المشايخ والعساكر وبينما تجمع هؤلاء حولنا لسؤالنا عن صحة سموّ الأمير، وكنا صائمين رمضان وإذا بسبعة سيّارات إيطالية قادمة صوبنا فشعرنا بالقلق لأن مجيئها كان محل استغرابنا ومفاجأة لم نتوقعها، وكنّا لم نسمع عن هجوم الطليان على المعسكرات السنوسيَّة، واحتلالهم أجدابية، فأخذنا نستعد في هدوء والسيَّارات تدنوا منا في سير بطيء فأراد علي باشا العبيدي أن يطلق الرصاص من بندقيته ولكنني منعته قائلاً: «لا بد أن نتحقق قبلاً من الغرض ونعرف شيئًا عن مجيء هذه السيارات كي لانكون البادئين بمثل هذه الحوادث»، وبينما نحن في أخذ ورد وإذا بالسيَّارات تفترق في خطة منظمة المراد منها تطويقنا، وشاهدنا المدافع الرشاشة مصوَّبة نحونا فلم يبق هنا أي شك فيما يراد بنا فأمطرناهم وابلاً من رصاص بنادقنا، وإذا بالسيَّارات قد ولت الأدبار إلى منتجع قريب منا وعادت بسرعة تحمل صوفا، ولما دنت منا توزعت توزيعًا محكمًا وأخذ الجنود ينزلون ويضعون الأصواف (الخام) أمامهم ليتحصنوا بها من رصاصنا وبادرنا بطلق الأعيرة فأخذ علي باشا يولع سيجارة وقلت له: “رمضان يا علي باشا” منبهًا إيَّاه للصوم فأجابني قائلاً: “مو يوم صيام المنشرزام”. وفي أسرع مدة انجلت المعركة عن خسارة الطليان وأخذت النار تلتهم السيَّارات إلا واحدة فرّت راجعة، وغنمنا جميع ماكان معهم من الأسلحة.”
ثمَّ استمرَّ المختار ورفاقه في سيرهم حتى بلغوا الجبل الأخضر ووصلوا إلى زاوية القطوفية حيث معسكر المغاربة، ليكتشف أنَّ معركةً وقعت بين المجاهدين والطليان أثناء غيابه (معركة البريقة)، فوقف على تفاصيل هذه المعركة وحال المجاهدين ثم واصل سيره إلى جالو مقر السيّد محمد الصدّيق الرضا السنوسي ليُبلغ التعليمات التي أخذها من الأمير إدريس والقاضية بتسلّمه القيادة العامَّة للثوَّار، كما تمَّ الاتفاق على تنظيم حركة الجهاد وإنشاء المعسكرات في الجبل الأخضر.
قال عمر المختار في هذا الصدد:
“كنَّا لانتجاوز الخمسين شخصًا من المشايخ والعساكر وبينما تجمع هؤلاء حولنا لسؤالنا عن صحة سموّ الأمير، وكنا صائمين رمضان وإذا بسبعة سيّارات إيطالية قادمة صوبنا فشعرنا بالقلق لأن مجيئها كان محل استغرابنا ومفاجأة لم نتوقعها، وكنّا لم نسمع عن هجوم الطليان على المعسكرات السنوسيَّة، واحتلالهم أجدابية، فأخذنا نستعد في هدوء والسيَّارات تدنوا منا في سير بطيء فأراد علي باشا العبيدي أن يطلق الرصاص من بندقيته ولكنني منعته قائلاً: «لا بد أن نتحقق قبلاً من الغرض ونعرف شيئًا عن مجيء هذه السيارات كي لانكون البادئين بمثل هذه الحوادث»، وبينما نحن في أخذ ورد وإذا بالسيَّارات تفترق في خطة منظمة المراد منها تطويقنا، وشاهدنا المدافع الرشاشة مصوَّبة نحونا فلم يبق هنا أي شك فيما يراد بنا فأمطرناهم وابلاً من رصاص بنادقنا، وإذا بالسيَّارات قد ولت الأدبار إلى منتجع قريب منا وعادت بسرعة تحمل صوفا، ولما دنت منا توزعت توزيعًا محكمًا وأخذ الجنود ينزلون ويضعون الأصواف (الخام) أمامهم ليتحصنوا بها من رصاصنا وبادرنا بطلق الأعيرة فأخذ علي باشا يولع سيجارة وقلت له: “رمضان يا علي باشا” منبهًا إيَّاه للصوم فأجابني قائلاً: “مو يوم صيام المنشرزام”. وفي أسرع مدة انجلت المعركة عن خسارة الطليان وأخذت النار تلتهم السيَّارات إلا واحدة فرّت راجعة، وغنمنا جميع ماكان معهم من الأسلحة.”
ثمَّ استمرَّ المختار ورفاقه في سيرهم حتى بلغوا الجبل الأخضر ووصلوا إلى زاوية القطوفية حيث معسكر المغاربة، ليكتشف أنَّ معركةً وقعت بين المجاهدين والطليان أثناء غيابه (معركة البريقة)، فوقف على تفاصيل هذه المعركة وحال المجاهدين ثم واصل سيره إلى جالو مقر السيّد محمد الصدّيق الرضا السنوسي ليُبلغ التعليمات التي أخذها من الأمير إدريس والقاضية بتسلّمه القيادة العامَّة للثوَّار، كما تمَّ الاتفاق على تنظيم حركة الجهاد وإنشاء المعسكرات في الجبل الأخضر.
المختار يشار له بسهم وسط رجاله
ولكي لا ننسى فتلك قائمة بأسماء أبطال معركة بئر الغبي
عمر المختار المنفي، عمر بوالحمرة المنفي، حمد السنوسي الغرياني، دربي عقيلة المنفي، سليمان حسين لامين المنفي، عبدالقادر يحيى جبريل المنفي، عمران احميدة عقوب المنفي، السيفاط بوفروة البرعصي، بوشديق مازق البرعصي، سالم سليمان عياد المنفي، عبدالرحمن حماد بوبكر المنفي، التواتي عبدالجليل العرابي المنفي، المتخطري بو الحمرة المنفي، صالح لامين الطاجون المنفي، طاهر العسبلي العرفي، عبدالنبي سعد بوسيف المنفي، امراجع حسين إبراهيم المنفي، قاسم حسين فضيل المنفي، سليمان عبدالغفار المنفي، سعد بوبكر بوشعراية المنفي، الشريف مصطفى الحسنوني، عيسى سالم الشهيبي، اجويدة حسين الخرم، صالح الهويلك القطعاني، علي حامد العبيدي، جربوع بو عبدالجليل، الطيب خيرالله السنيني، احميده محمد السنيني، عثمان محمد الزنباطة، الشندي احميدة عقوب، الصابر شعيب، علي البالغ، عبالقادر محمد القحف، سعد السوداني، خيرالله اشعيب،عبدالعزيز النود السنيني ، إبراهيم المصراتي