"استكمالا لمسلسل تزيف الحقائق" فيلم إسرائيلي عن أشرف مروان .. هل حقًا كان ملاكا أم إبليس؟
الإثنين 27/أغسطس/2018 - 05:04 م
دعاء جمال
طباعة
على الرغم من مرور 45 عاما كاملة على نصر أكتوبر وكسر شوكة الصهاينة على أيدي جيشنا الآبي، إلا أن إسرائيل تحاول حتى الآن تزييف الحقائق وخلق الإشاعات، فما كان من الكاتب الإسرائيلي "أوري بار-يوسف" إصدار كتاب تحت عنوان "الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل".
هذا الكتاب الذي صدر باللغة العبرية وفي بداية العام المنصرم صدرت الترجمة العربية له، حيث زعم فيه الكاتب الإسرائيلي أن أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ما هو إلا جاسوسًا لصالح إسرائيل وأنه أطلعهم على موعد حرب أكتوبر 1973 وبالتالي أنقذت الكيان الصهيوني من خطر محدق، حسبما زعمت الرواية الإسرائيلية.
هذا الكتاب الذي صدر باللغة العبرية وفي بداية العام المنصرم صدرت الترجمة العربية له، حيث زعم فيه الكاتب الإسرائيلي أن أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ما هو إلا جاسوسًا لصالح إسرائيل وأنه أطلعهم على موعد حرب أكتوبر 1973 وبالتالي أنقذت الكيان الصهيوني من خطر محدق، حسبما زعمت الرواية الإسرائيلية.
رواية الملاك باللغة العربية
فيلم عن الملاك ..
وتأكيدًا لما زعمته الرواية الإسرائيلية، خرجت قناة "نتفليكس" ومن ثم طرحت "برومو دعائي" لفيلمها الجديد الذي يحمل عنوان "الملاك" وهذا اللقب الذي أطلقه الصهاينة على أشرف مروان ولكن الإختلاف هنا أن أشرف مروان الذي يظهر في الفيلم عكس الحقيقة الواضحة.
ويلعب دور البطولة في هذا الفيلم هو الممثل الهولندي التونسي "مروان كينزاري"، فيما يحتوي الفيلم أيضًا على العديد ن الشخصيات الأخرى مثل شخصية الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" والذي يلعب دوره الممثل الإسرائيلي "ساسون جاباي" .
مروان كينزاري ممثل شخصية أشرف مروان في الفيلم
أما عن الممثل الذي يلعب شخصية الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" فهو الممثل الأمريكي وهو من أصول فلسطينية "وليد زعيتر".
وأنتج هذا الفيلم كل من شركة "ttv" الإسرائيلية وكذلك شركة "adama" الفرنسية ومن ثم اشترت "نتفليكس" حقوق عرضه، حيث تكلف هذا الفيلم حوالي 12 مليون دولار.
ساسون جاباي - الممثل الإسرائيلي
أشرف مروان ودوافعه للتجسس..
أما عن أشرف مروان فهو رجل أعمال مصري تزوج من ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان مدير المكتب الرئاسي للسادات، وهو شخصية مثيرة للجدل.
تم تنصيبه في عدة مناصب كان أخرها رئيس الهيئة العربية للتصنيع وذك بين عامي 1974 و1979 ومن ثم سافر إلى بريطانيا وقضى حياته في لندن حتى بوم 27 يونيو 2007، وهو اليوم الذي مات فيه بعد سقوطه من شرفة منزله في لندن.
زعم الكاتب الإسرائيلي خلال روايته أن مروان تجسس لصالح إسرائيل بسبب المال وكان من ضمن الأسباب الأخرى التي زعمها هو أن مروان تعاون مع إسرائيل "نكاية" في جمال عبد الناصر الذي كان معارضًا لزواجه من ابنته منى.
حجج فارغة ..
إذا نظرت عزيزي القارئ إلى الأسباب التي ذكرها الكاتب الإسرائيلي لتعاون مروان مع تل أبيب والتجسس على بلاده، فتجدها حجج واهية وفارغة.
فلما ينظر أشرف مروان إلى الأموال مع أنه مدير المكتب الرئاسي، أي أنه ليس بحاجة إلى التعاون مع العدو من أجل جني الأموال.
أما السبب الثاني وهو رفض عبد الناصر لتزويجه من ابنته، فهذا سبب غير كافي لجعل مروان يتعاون مع الصهاينة للانتقام من ناصر لأنه بهذه الطريق أيضًا لا ينتقم سوى من الشعب المصري بأجمعه.
غلاف رواية الملاك باللغة العبرية
وشهد شاهد من أهلها ..
نقلت الصحف عن الجنرال زامير، رئيس الموساد، على أن مروان كان جاسوس مخلص لإسرائيل خان وطنه مصر، في حين أنهم يتجاهلون رواية إسرائيلية أخرى للجنرال إيلى زعيرا، رئيس المخابرات العسكرية، ترى أن أشرف كان عميلاً مزدوجاً عمل من أجل مصلحة مصر بتضليل إسرائيل وتمكين القوات المصرية من الهجوم والعبور دون أن تتعرض لضربة إجهاضية من الطيران الإسرائيلى كما حدث عام ١٩٦٧.
وخرج شمعون ميندز والذي يبلغ من العمر 83 عاما، القيادي السابق بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والمؤرخ المتخصص في تاريخ الدول الإسلامية بالعصر الحديث والحركة القومية العربية، في تقرير مطول بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن عملية الخداع الاستخباراتي التي نفذها السادات عبر أشرف مروان كانت الأكبر والأطول وقتا والأكثر تطورا وتعقيدا بين أكبر 3 عمليات من هذا النوع عرفها العالم في القرن العشرين.
أشرف مروان
الخلاصة ..
نجد أن هناك روايات إسرائيلية متضاربة تحاول تشوية صورة العديد من الشخصيات المصرية البارزة بأي شكل كان، والمثير للجدل هو تعاون بعض الشركات لإنتاج أفلام لإقناع الآخرون بالحقائق المزيفة، ومع ذلك مصر لم تسلم من الإشاعات المغرضة بشأن "أشرف مروان" ولكنها قامت بالرد الملائم والذي يدل على زيف الكيان الصهيوني مستشهدة بتصريحات على لسان حال إسرائيليين ومسئولين بارزين إسرائيليين.