مسجد التوبة بدمنهور.. ثاني أقدم مسجد في افريقيا.. قبلة المريدين ووجهة دينية سياحية
الثلاثاء 04/سبتمبر/2018 - 02:01 م
محمد وجيه
طباعة
يعد مسجد التوبة بمدينة دمنهور، محافظة البحيرة أعرق وأقدم مساجد مصر، ثانى مسجد بُنى فى قارة أفريقيا بعد مسجد عمرو بن العاص، فى بداية الفتح الإسلامى لمصر وقبل فتح الإسكندرية سنة 21 هجريا.
ويعتبر مسجد التوبة بدمنهور من أهم القيمة التاريخية والثقافية الكبيرة، وهو من أشهر المساجد هناك، وهو تحفة من البناء المعمارى الإسلامى نظرا لوجود عدة زخارف رائعة وأعمدة من أفضل أنواع الرخام فى العالم.
ويقع مسجد التوبة فى مكان استراتيجى متميز بمدينة دمنهور، حيث يقع بشارع عرابى وبالقرب من محطة السكة الحديد، وبالقرب من العديد من الأحزاب السياسية، وكان المسجد مقصد المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية ونواب مجلس الشعب، حيث كانوا يستأجرون مقارهم الانتخابية بجوار المسجد كى تنطلق مسيرتهم و جولاتهم الانتخابية منه بعد أداء الصلاة، وكما يقصده أهالي الموتى لتوديع ذويهم والصلاة عليهم؛ نظرًا لقرب الجامع من المقابر وتبركًا بدعوات مئات المصلين الذى يؤدون فيه الفروض يوميًا، بالإضافة لحفلات وفعاليات إذاعة القرآن الكريم فى مختلف المناسبات التي تشهدها محافظة البحيرة ومنها عيدها القومى الموافق لذكرى انتصار أهالى البحيرة على جنود حملة فريزر بمدينة رشيد عاصمة وحاضرة شمال البحيرة.
ويكمن سبب تسمية مسجد التوبة بهذا الاسم؛ لكونه مقصد لكل تائب وعائد إلى الله، وكان هذا هو سبب شهرته وذيوع صيته، وللمسجد أيضا دور اجتماعى هام لأهالي المدينة، حيث يوجد به معهد لإعداد الدعاة ودار لتحفيظ القرآن الكريم وفصول تقوية يقصده المسلمون من كافة أنحاء دمنهور.
واشتهر المسجد بدوره السياسي البارز، حيث ظل على مدى التاريخ قبلة للمظاهرات والاحتجاجات ضد الطغاة والظالمين، وكان شاهد عيان على جميع الاحتجاجات التي قامت بها القوى السياسية قبل وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكان دوما نقطة انطلاق لجميع حشودهم ومسيراتهم الاحتجاجية ؛ نظرا ً لموقعه الفريد فى قلب المدينة وحجمه الكبير الذى يتسع لآلاف المصلين.
وانطلقت من مسجد التوبة مسيرات ثورة الخامس والعشرين من يناير التى كانت تضم عشرات الآلاف من المتظاهرين والحشود الغاضبة لإسقاط نظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، وكان الجامع دوما غصة في حلق النظام القمعى الأمني آنذاك، حيث كانوا يحاصرونه بـ الكردونات الأمنية والعديد من عربات الأمن المركزى لمحاصرة المصلين المشاركين فى المسيرات الاحتجاجية والسيطرة عليهم، وشهد محيط المسجد سقوط الدماء الظاهرة والذكية لمئات المتظاهرين، التى زادت من قيمة وشرف المكان فى قلوب أصحاب المدينة.
المسجد تم الانتهاء من إعادة ترميمه، وذلك تحت إشراف جمعية تعمير وإنشاء المساجد بدمنهور والتى أنشئت فى عام 2012، بالإضافة إلى المساعدات المادية والتبرعات التى يدفعها رجال الأعمال وأصحاب الخير بالمحافظة.
وتقام بمسجد التوبة فى اغلب الاحيان تقيم شعائر صلاة الجمعة بحضور المحافظ وكبار المسئولين فى احتفالات العيد القومى للمحافظة كما تشيع منه مسجد التوبة جميع الجنازات العسكرية للشهداء وجنازات أبناء البحيرة المشاهير
يذكر ان الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة الأسبق قام بإفتتاح مسجد التوبة بدمنهور فى شهر مايو 2015 بعد إعادة إعماره وترميمه بمعرفة جمعية تعمير وإنشاء المساجد بدمنهور بتكلفة بلغت مليونا و400 ألف جنيه تبرعات من أهالي المدينة.