فيديو..١٠ آلاف أسره تعمل بصناعة الأقفاص بـ"إمياي".. ومطالب بنقابة ومظلة تأمينية لـ"أصحاب المهنة"
الثلاثاء 04/سبتمبر/2018 - 05:30 م
أحمد عبد العظيم
طباعة
قرية "إمياي" إحدى قرى مركز طوخ، بمحافظة القليوبية، والتى تشتهر بصناعة الأقفاص من جريد النخيل، حيث يوجد بالقرية ما يقرب من ١٠٠٠ ورشة، وساعد ذلك فى توفير آلاف فرص العمل لشباب الخريجين والعمال بصناعة أقفاص الجريد اليدوية المستخدمة في تعبئة الفاكهة والخضراوات وغيرها من المنتجات والمحاصيل الزراعية.
عدسة "بوابة المواطن الإخبارية "، رصدت حال العاملين بصناعة أقفاص الجريد بالقرية، حيث يعانون أشد المعاناه من أجل الحصول على مصدر رزق لسد إحتياجات الأسرة من تكاليف المعيشة.
فى البداية يقول "رجب سلام"، انه يعمل بمهنة صناعة الأقفاص من جريد النخل، منذ ٢٥ عاما، مشيرا بأن القفص الجريدي يتميز عن القفص البلاستيك، حيث يعمل الجريد على كسب الحرارة ببطئ ويفقدها بسرعة ولذلك المحاصيل التى تصدر فى القفص الجريدى تحافظ على الثمار ويمنع تعرضها للتلف، أما الأقفاص البلاستيك تكسب الحرارة بسرعة وتفقدها بسرعة مما يعرض المحاصيل للتلف بداخلها.
واضاف، يوجد نوعان من الجريد نعمل بهم، وهم الجريد الأخضر والذى يصنع منه قوائم سميكة للأقفاص، وجريد ناشف ونحصل علية من محافظات الصعيد منها سوهاج، اسيوط، قنا، لتسديد القفص وتسمى "العيدان"، لافتا بأن أسعار جريد النخيل تعد متفاوته بين الحين والآخر ويرجع ذلك بحسب الفصل الزراعي، موضحا بأن "خوص الجريد"، يدخل في صناعة الأنتريهات"، حيث تشتهر منطقة أبو النمرس بمحافظة الجيزة بهذه الصناعة.
وأوضح "وائل جمال"، حاصل علي دبلوم صنايع، بأنه يعمل بالمهنه منذ حصوله علي الدبلوم واتمامه الخدمه العسكرية، نظرا لعدم توافر وظائف في القطاع العام أو الحكومي، وهو ما دفعه لإنشاء ورشة صغيرة لصناعة أقفاص الجريد، حتي تكون مصدر رزق له وتعينه علي أعباء المعيشية، وتجهيز نفسه للزواج، مشيرا بأنه يتم تسويق منتجه من أقفاص الجريد، عن طريق احد الوكلاء، وذلك باسواق الخضروات والقاكهه ومنها "بنها، الصالحية بمحافظة الشرقية، مركز بدر بالبحيرة، أسواق اسكندرية وبورسعيد، والعبور".
واستكملت "عفاف محمد"، ٣٥ سنه ربة منزل، ولديها ٣ بنات، قائلة، تعلمت صناعة الأقفاص منذ الصغر، حيث كنت عندما انتهي من يومي الدراسي، اقوم بالذهاب إلي ورشة والدي لمساعدته في صناعة الأقفاص، حتي شربت صنعة "القفاصه"، وعندما تزوجت وانجبت بناتي الثلاثه، ونظرا لضيق الحال وارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشية، قررت مساعدة زوجي في ورشته، حيث نبدأ عملنا منذ بذوخ أول خيوط لضوء النهار، حتي غروب الشمس، حتي تستطيع سد تكاليف المعيشة وتربية اولادنا بـ "الحلال".
فيما أكد "محمد رجب"، أمين شرطة بالمسطحات المائية، بأنه يعمل بمهنة صناعة الأقفاص منذ المرحلة الإبتدائية، مشيرا بأنه بعد حصوله علي دبلوم الصنايع وإلتحاقه بالعمل بجهاز الشرطة، لم يهمل تلك الصناعة، موضحا بأن اوقات الراحات الخاصه به يقضيها في ورشة صناعة الأقفاص، وذلك لتحسين دخله وتدبير كل متطلبات المعيشه لأسرته.
وأشار، إلي أن العمل بتلك الصناعة يعتمد على الشغل العضلى، فلا يوجد ساعات عمل محدده، ويتم محاسبة العامل بالإنتاج، لذلك يلجأ العامل الى بدء عملة منذ الساعة الخامسه فجرا وحتى العاشره ليلا يوميا، حتى يحصل على طول اليوم من ٥٠ الى ٦٠ جنية فقط، والتى لا يستطيع ان يعول اسرة كاملة بتكاليف المعيشة فى ظل إرتفاع الأسعار فضلا عن التعليم، لذلك تلجأ السيدات والأطفال الى العمل لمساعدة رب الأسرة فى تكاليف المعيشة، حيث يعمل بتلك المهنة أطفال وفتيات وسيدات وشباب من جميع مراحل التعليم وحتى التعليم الجامعى.
ويقول "عفيفي محمد"، أحد الأهالي، بأن قرية إمياي، لايوجد بها اى مواطن لايعمل، ورغم ان حقوقهم مهدرة الا ان صناعة الأقفاص من جريد النخل، لم يتوقف عجلة الإنتاج بها، مناشدا الدكتور علاء عبدالحليم محافظ القليوبية، بالنظر لتلك الفئة بعين الرحمة للحافظ على الصناعة من الإنهيار.
ويضيف "وليد أحمد"، ٢٦ سنه، بأن صناعة أقفاص الجريد تعد من الصناعات الخطيرة التي تؤذي جسد الإنسان بشكل مباشر، وذلك بسبب استخدام الأسلحة البيضاء التي تستخدم في الصناعة والتي تودي إلي الإصابة في القدم أو اليدين، إذا تم إساءة استخدامها، فضلا عن الإصابة بألام الرقبه والغضروف، بسبب ميل الجسد لساعات طويلة، لافتا بأن الكثير من العاملين بتلك المهنة يعانون جسديا منها بشكل كبير.
فيما طالب المئات من العاملين بمهنة صناعة الأقفاص بـ إمياي، الحكومة بمساعدة أصحاب الورش بصرف قروض مخفضة الفائدة وميسرة لهم، وذلك لتطوير صناعتهم وتحديثها حتي لا يهجرها العمال، وأن تشملهم مظلة التأمين الصحي والتأمينات الاجتماعية، بالإضافة إلي إنشاء نقابة مهنية لهم ترعي مصالحهم وحقوقهم، حيث لا يتوفر للعاملين بالمهنه تأمين صحي ولا معاشات تعينهم علي تكاليف الحياه المعيشية.