وقف تمويل الأونروا.. قرار أمريكي يهدف لإنهاء قضية اللاجئين
الثلاثاء 04/سبتمبر/2018 - 06:01 ص
إسلام مصطفى
طباعة
القضية الفلسطينية على صفيح ساخن، وبين الحين والآخر تخرج أمريكا وهي المُساندة للكيان الصهيوني في كل ما يفعله في فلسطين، بقرارات من شأنها تضييق الخناق على الجانب الفلسطيني، وكان آخر تلك القرارات وقف أمريكا تمويلها للأونروا، ذلك القرار الذي سيكون له تداعيات كبيرة على القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، فما تداعيات القرار الإسرائيلي الأمريكي على القضية الفلسطينية؟
قرار إسرائيلي في الأساس
لم يُقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قرار وقف تمويل وكالة الأمم المُتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من تلقاء نفسه، بحسب ما ذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة، اليوم الإثنين.
وذكر مراسل القناة الإسرائيلية للشؤون الدبلوماسية، باراك رافيد، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو راسل البيت الأبيض مُنذ أسبوعين تقريبًا، في رسالة خاصة أبلغ فيها البيت الأبيض أن موقف إسرائيل تغير بشأن الأوتروا، مؤكدًا له أنه يدعم القطع التام للتمويل الأمريكي للوكالة التي تُقدم المُساعدات للاجئين الفلسطينيين، وبحسب المسؤولين الإسرائيليين فإن نتنياهو أقبل على تلك الخطوة دون استشارة مسؤولي الأمن الإسرائيليين.
وإلى الآن لم يُعلق مكتب نتنياهو على التقرير الذي أذاعته القناة الإسرائيلية، ولم ينف حتى صحة التفاصيل الواردة به.
الأونروا تحتفل ببدء العام الدراسي الجديد
وبرغم القرار الأمريكي بوقف تمويل الأونروا، احتفلت ببدء العام الدراسي الجديد، للاجئي فلسطين بلبنان.
وكانت الأونروا نشرت على موقعها الرسمي، فيديو بتاريخ 30 أغسطس، مع انطلاق العام الدراسي، تؤكد فيه فتح مدارسها وبدء العام الدراسي.
وذكرت أنه بفضل الدعم الثابت ومانحيها تمكن 526 ألف لاجئ فلسطيني بجميع أنحاء الشرق الأوسط من العودة إلى المدرسة للتعلم والاستكشاف، والمرح مع أصدقائهم، برغم التحديات التي يواجهها العديد منهم في بيئة غير مُستقرة.
ونجحت الأونروا على مدار الـ70 عامًا الماضية، في حماية الحق في التعليم للأطفال من لاجئي فلسطين، في الشبكة التعليمية التابعة لها والمكونة من 700 مدرسة، حتى الأونروا تمكنت من توفير التعليم في ظل الحصار والصراع والاحتلال، وممارسات الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وتمكنت من تخريج 2 مليون طالبة وطالبة إلى الآن.
وأظهرت الأونروا عبر موقعها أنها بحاجة إلى دعم مالي إضافي ومملموس؛ حتى تبقى مدارسها مفتوحة، وفي هذا الشأن قال المفوض العام للأونروا "بيير كرينبول": "إننا لا يمكننا أن نتخيل العودة إلى هؤلاء الأطفال لنقول لهم إننا فشلنا في حشد الموارد اللازمة لإبقاء مدارسهم مفتوحة".
فمع مُطالبات الأونروا بالمزيد من الدعم المالي، وفي ظل وقف التمويل الأمريكي، كيف سيؤثر ذلك على الجانب الفلسطيني، لاسيما وأن الولايات المُتحدة الأمريكية كانت أكبر مانح مُنفرد للأونروا، والتي كانت تُقدر سنويًا بـ350 مليون دولار، فضلًا عن توفير مجموعة من الخدمات الأساسية بمخيمات اللجوء.
قرار يفرض قيودًا على اللاجئين
وفي هذا السياق رأى خبير الشئون العربية والاقتصادية، أيمن شبانة، أن قرار وقف التمويل الأمريكي للأونروا يعكس التأييد الكامل للكيان الصهيوني من قِبل الولايات المُتحدة الأمريكية، لافتًا إلى أن القرار يبعث برسالة إلى العرب فحواها أن أمريكا لا تُراعي أية مصالح مع العرب.
وأضاف شبانة في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن قرار وقف الدعم من شأنه أن يفرض قيودًا جديدة على اللاجئين، بل ويؤدي إلى سوء مستوى المعيشة، لاسيما وأن الولايات المُتحدة الأمريكية هي الداعم الأبرز للأونروا، على المستوى المالي والمُساعدات الغذائية.
وتابع، أن القرار يُمثل ضغطًا على السُلطة الفلسطينية من أجل دفعها إلى الالتفاف على مائدة المفاوضات مع الكيان الصهيوني مرة أُخرى، مُضيفًا أن أمريكا أقدمت على ذلك القرار لأنها تعلم أن العرب لن يتخذوا رد فعل تجاه القرار، مثلما حدث مع موضوع نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وطالب شبانة العرب بضرورة تعويض الدعم الأمريكي، مُضيفًا أنه لو لم يعوض العرب الدعم الأمريكي للأونروا، ستُقبل أمريكا على خطوات مُجحفة في حق الفلسطينيين أكثر من ذلك.
خطوة لتنفيذ صفقة القرن وإنهاء قضية اللاجئين
ورأى أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القُدس، والباحث في الصراع العربي الإسرائيلي، أيمن الرقب، أن ذلك قرار وقف تمويل الأونروا من قِبل أمريكا، أحد خطوات الولايات المُتحدة الأمريكية في تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة القرن، مُشيرًا أن أمريكا أقدمت على جث نبض العرب قبل الإقبال على تلك الخطوة من خلال تخفيض 60 ثم 65 مليون دولار من التمويل المُقدم للأونروا.
وتابع الرقب، اجتمعت حينها الدول المانحة للأونروا لتعويض العجر، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، مُضيفًا فأيقنت الولايات المُتحدة الأمريكية أنه لن يستطيع أحدًا تعويض العجز أوقفت تمويلها للأونروا بالكامل.
وأضاف الرقب في تصريح خاص لـ"المواطن" أن القرار سيكون له تداعيات كبيرة على قضية اللاجئين، حيثُ من شأنه أن يؤدي إلى شطبها تمامًا من الحسابات العالمية، لافتًا إلى أنه أحدث حالة من الإرباك في الأردن، التي تفتح أذرعها لحوالي مليون لاجئ فلسطيني.
وتابع، أن الكونجرس الأمريكي صوت على أن عدد اللاجئين الفلسطينيين 400 ألف لاجئ فقط، والذين غادروا البلاد بعد عام 1948، ولا يورثوا، مُشيرًا إلى أن القرار يدعم ما صوت عليه الكونجرس، والذي يقضي على قضية اللاجئين.
وأوضح الرقب أن العرب يُمكنهم تعويض العجز الذي أحدثه قرار وقف التمويل الأمريكي للأونروا، مُشيرًا إلى أن المبلغ الذي تحتاجه الأونروا سنويًا حوالي 720 مليون دولار، مُشيرًا إلى أن استثمارات العرب بالتحديد دول الخليج تصل إلى 500 مليون دولار سنويًا، بأمريكا وسويسرا.
واختتم الرقب تصريحاته، قائلًا: لن يُقبل العرب على تعويض العجز الذي أحدثه القرار، إلا من بالاتحاد، وامتلاك الإرادة.
قرار إسرائيلي في الأساس
لم يُقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قرار وقف تمويل وكالة الأمم المُتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من تلقاء نفسه، بحسب ما ذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة، اليوم الإثنين.
وذكر مراسل القناة الإسرائيلية للشؤون الدبلوماسية، باراك رافيد، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو راسل البيت الأبيض مُنذ أسبوعين تقريبًا، في رسالة خاصة أبلغ فيها البيت الأبيض أن موقف إسرائيل تغير بشأن الأوتروا، مؤكدًا له أنه يدعم القطع التام للتمويل الأمريكي للوكالة التي تُقدم المُساعدات للاجئين الفلسطينيين، وبحسب المسؤولين الإسرائيليين فإن نتنياهو أقبل على تلك الخطوة دون استشارة مسؤولي الأمن الإسرائيليين.
وإلى الآن لم يُعلق مكتب نتنياهو على التقرير الذي أذاعته القناة الإسرائيلية، ولم ينف حتى صحة التفاصيل الواردة به.
الأونروا تحتفل ببدء العام الدراسي الجديد
وبرغم القرار الأمريكي بوقف تمويل الأونروا، احتفلت ببدء العام الدراسي الجديد، للاجئي فلسطين بلبنان.
وكانت الأونروا نشرت على موقعها الرسمي، فيديو بتاريخ 30 أغسطس، مع انطلاق العام الدراسي، تؤكد فيه فتح مدارسها وبدء العام الدراسي.
وذكرت أنه بفضل الدعم الثابت ومانحيها تمكن 526 ألف لاجئ فلسطيني بجميع أنحاء الشرق الأوسط من العودة إلى المدرسة للتعلم والاستكشاف، والمرح مع أصدقائهم، برغم التحديات التي يواجهها العديد منهم في بيئة غير مُستقرة.
ونجحت الأونروا على مدار الـ70 عامًا الماضية، في حماية الحق في التعليم للأطفال من لاجئي فلسطين، في الشبكة التعليمية التابعة لها والمكونة من 700 مدرسة، حتى الأونروا تمكنت من توفير التعليم في ظل الحصار والصراع والاحتلال، وممارسات الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وتمكنت من تخريج 2 مليون طالبة وطالبة إلى الآن.
وأظهرت الأونروا عبر موقعها أنها بحاجة إلى دعم مالي إضافي ومملموس؛ حتى تبقى مدارسها مفتوحة، وفي هذا الشأن قال المفوض العام للأونروا "بيير كرينبول": "إننا لا يمكننا أن نتخيل العودة إلى هؤلاء الأطفال لنقول لهم إننا فشلنا في حشد الموارد اللازمة لإبقاء مدارسهم مفتوحة".
فمع مُطالبات الأونروا بالمزيد من الدعم المالي، وفي ظل وقف التمويل الأمريكي، كيف سيؤثر ذلك على الجانب الفلسطيني، لاسيما وأن الولايات المُتحدة الأمريكية كانت أكبر مانح مُنفرد للأونروا، والتي كانت تُقدر سنويًا بـ350 مليون دولار، فضلًا عن توفير مجموعة من الخدمات الأساسية بمخيمات اللجوء.
قرار يفرض قيودًا على اللاجئين
وفي هذا السياق رأى خبير الشئون العربية والاقتصادية، أيمن شبانة، أن قرار وقف التمويل الأمريكي للأونروا يعكس التأييد الكامل للكيان الصهيوني من قِبل الولايات المُتحدة الأمريكية، لافتًا إلى أن القرار يبعث برسالة إلى العرب فحواها أن أمريكا لا تُراعي أية مصالح مع العرب.
وأضاف شبانة في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن قرار وقف الدعم من شأنه أن يفرض قيودًا جديدة على اللاجئين، بل ويؤدي إلى سوء مستوى المعيشة، لاسيما وأن الولايات المُتحدة الأمريكية هي الداعم الأبرز للأونروا، على المستوى المالي والمُساعدات الغذائية.
وتابع، أن القرار يُمثل ضغطًا على السُلطة الفلسطينية من أجل دفعها إلى الالتفاف على مائدة المفاوضات مع الكيان الصهيوني مرة أُخرى، مُضيفًا أن أمريكا أقدمت على ذلك القرار لأنها تعلم أن العرب لن يتخذوا رد فعل تجاه القرار، مثلما حدث مع موضوع نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وطالب شبانة العرب بضرورة تعويض الدعم الأمريكي، مُضيفًا أنه لو لم يعوض العرب الدعم الأمريكي للأونروا، ستُقبل أمريكا على خطوات مُجحفة في حق الفلسطينيين أكثر من ذلك.
خطوة لتنفيذ صفقة القرن وإنهاء قضية اللاجئين
ورأى أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القُدس، والباحث في الصراع العربي الإسرائيلي، أيمن الرقب، أن ذلك قرار وقف تمويل الأونروا من قِبل أمريكا، أحد خطوات الولايات المُتحدة الأمريكية في تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة القرن، مُشيرًا أن أمريكا أقدمت على جث نبض العرب قبل الإقبال على تلك الخطوة من خلال تخفيض 60 ثم 65 مليون دولار من التمويل المُقدم للأونروا.
وتابع الرقب، اجتمعت حينها الدول المانحة للأونروا لتعويض العجر، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، مُضيفًا فأيقنت الولايات المُتحدة الأمريكية أنه لن يستطيع أحدًا تعويض العجز أوقفت تمويلها للأونروا بالكامل.
وأضاف الرقب في تصريح خاص لـ"المواطن" أن القرار سيكون له تداعيات كبيرة على قضية اللاجئين، حيثُ من شأنه أن يؤدي إلى شطبها تمامًا من الحسابات العالمية، لافتًا إلى أنه أحدث حالة من الإرباك في الأردن، التي تفتح أذرعها لحوالي مليون لاجئ فلسطيني.
وتابع، أن الكونجرس الأمريكي صوت على أن عدد اللاجئين الفلسطينيين 400 ألف لاجئ فقط، والذين غادروا البلاد بعد عام 1948، ولا يورثوا، مُشيرًا إلى أن القرار يدعم ما صوت عليه الكونجرس، والذي يقضي على قضية اللاجئين.
وأوضح الرقب أن العرب يُمكنهم تعويض العجز الذي أحدثه قرار وقف التمويل الأمريكي للأونروا، مُشيرًا إلى أن المبلغ الذي تحتاجه الأونروا سنويًا حوالي 720 مليون دولار، مُشيرًا إلى أن استثمارات العرب بالتحديد دول الخليج تصل إلى 500 مليون دولار سنويًا، بأمريكا وسويسرا.
واختتم الرقب تصريحاته، قائلًا: لن يُقبل العرب على تعويض العجز الذي أحدثه القرار، إلا من بالاتحاد، وامتلاك الإرادة.