في الذكرى الـ 13 لمحرقة قصر ثقافة بنى سويف.. شاهد عيان يروى تفاصيل الحادث ورحيل 50 فنانا بها
الأربعاء 05/سبتمبر/2018 - 08:29 م
شعبان طه
طباعة
مما لاشك فيه أن ال 5 من شهر سبتمبر لعام 2005، أصبح من العلامات المظلمة بتاريخ الحياة الثقافية والأدبية عامة، وبمحافظة بني سويف خاصة، وذلك بسبب إندلاع النيران بقاعة العرض أثناء العرض المسرحي بقصر ثقافة المحافظة، مما نتج عنه رحيل أكثر من 50 مسرحيًا وفنانا بهذة المحرقة، التقت بوابة" المواطن الإخبارية "بأحد شهود العيان بالحادث، ليروى تفاصيل المحرقة.
"الحسرة والألم "
يقول نور سليمان، مدير بيت الثقافة بمركز ومدينة إهناسيا ببني سويف، شاهد عيان بالمحرقة، إنه كلما جاءت هذة الذكرى الأليمة لأصدقاء رحلوا عنا بشكل مؤسف يجعلنا نشعر بالحسرة والألم، إذ كان من بين الراحلين بهذة المحرقة منهم الأصدقاء المقربون، ومنهم الزملاء ممن جمعتنا بهم أعمال فنية وأدبية، والبالغ عددهم 50 مبدعا فنيا من كبار الفنانين والنقاد والمبدعين المسرحيين.
"إشتعال النيران والدخان"
ويوضح "سليمان " أنه كان داخل قاعة العرض برفقة أسرته، وبمجرد الإنتهاء من العرض المسرحي لمسرح "من منا" لفرقة الفيوم المسرحية، ضمن مهرجان الأقاليم، الذي أقيم بقصر ثقافة بني سويف والمأخوذ عن قصة "حديقة الحيوان"،حيث اشتعلت النيران أثناء تأديتهم التحية للجمهور، لتلتهم كل ما في القاعة، إلا من استطاع الخروج منها.
"الخروج بصعوبة "
ويؤكد على أنه تم الخروج بصعوبة بالغة حيث كان لديه فى ذلك الوقت طفلة صغيرة رضيعة، غير قادرة على تحمل واستنشاق الهواء الملوث بداخل القاعة نتيجة إشتعال النيران والدخان الكثيف بها، وكانت فى هذة اللحظات كانت فى حاجة إلى الرضاعة الطبيعية، وتم الخروج خارج القاعة.
"الخطأ ليس فردى"
ويشير إلى أنه فى لحظات ودقائق قليلة فقط فور خروج العديد من الحاضرين للعرض المسرحى، اندلعت النيران بشكل كبير بقصر الثقافة، موضحا أن الحريق ليس خطأ فردى، انما كانت عدة عوامل منها خطأ مخرج العرض، الذى استخدم الشموع كأضاءه فى مكان مغلق "صالة الفنون التشكيلية "، وهو من قام بإغلاقه من الخارج، كى يضمن أن فقرات العرض المسرحي لن يقوم أحد الأشخاص بتعطيلة، بالإضافة إلى عدم توافر عناصر الأمن والأمان بشكل كبير داخل قصر الثقافة.
"تجاهل الشهداء"
وتؤكد سيدة فاروق، شاعرة وأدبية بثقافة بنى سويف، على أن الدولة والمحافظة تجاهلت شهداء المحرقة، معنويا وأدبيا، حيث لم تطلق إسم أى منهم على منشآة ثقافية سوى المخرج علاء المصرى الذى أطلق إسمه على مسرح قصر الثقافة، وذلك بعد مجهود شخصى من الراحل محمد منير، والذى تولى منصبى مدير فرع ثقافة بنى سويف ورئيس إقليم الدلتا قبل رحيله، بالإضافة إلى عدم قيام وزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة بإعادة نشر أعمال هؤلاء المبدعين فى إصدارات حديثة.
وتم تشكيل لجنة تحقيق بالحادث المأساوي حيث أشارت اللجنة إلى أن سبب الحادث يتمثل في سقوط شمعة كانت ضمن ديكور العرض أدت إلى ثلاثة انفجارات التهمت قاعة المسرح بشكل كامل.
"إستقالة فاروق حسني"
وفى أعقاب الحادث تقدم فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، بإستقالته من المنصب الذي شغله منذ عام 1987، إلا أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، رفض الاستقالة، ووقع أكثر من 200 من الكتاب والمثقفين والفنانين والأدباء على بيان بشأن الحادث حريق وتداعياته طالبوا فيه وزير الثقافة فاروق حسني بسحب إستقالتة، وناشد الموقعون على البيان الرئيس حسني مبارك عدم قبول استقالة فاروق حسني وتحقيق عاجل عادل.
أسماء الشهداء"
ومن جانبها أصدرت وزارة الثقافة المصرية قائمة بأسماء الضحايا من النقاد والمبدعين إثر الحادث الأليم نذكر منهم: "دكتور محسن مصيلحي، الناقد والكاتب المسرحي، والأستاذ بقسم الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وصاحب كتب "حكاية أبو النجا المنصور وشركاه"، ودكتور صالح سعد، الناقد والمخرج المسرحي وصاحب المؤلفات "ميتافيزيقا الحركة"، و"تقاليد الكوميديا الشعبية"، والدكتور مدحت أبو بكر، الكاتب والناقد المسرحي وصاحب كتاب "دقات على أبواب الصمت" و"محاولات تهويد الإنسان المصري"، والناقد نزار سمك، وبهائي الميرغني، وأحمد عبد الحميد، وحازم شحاتة، وعدد من الفنانين والشعراء أحمد علي سليمان".
"أحكام قضائية "
وفي عام 2006، صدر حكم محكمة جنح بندر بني سويف ضد المتهمين في حادث حريق قصر ثقافة، وعاقبت المحكمة «مصطفى علوي» المسئول عن قصور الثقافة حينها و7 آخرين بالحبس 10 سنوات مع الشغل وكفالة 10 آلاف جنيه لكل متهم عن أربعة اتهامات.
وألزمت المحكمة وزير الثقافة «فاروق حسني» بصفته مسئولا عن الحقوق المدنية لأعمال تابعيه بتعويض أهالي الضحايا.
وفي مارس 2007، برأت محكمة جنح مستأنف بني سويف أربعة من المتهمين في محرقة قصر ثقافة بني سويف عام 2005، من بينهم الدكتور مصطفى علوي، رئيس هيئة قصور الثقافة آنذاك، فيما خففت الأحكام الصادرة عن محكمة أول درجة ضد 4 متهمين آخرين، إلى السجن ما بين عام وثلاثة أعوام.
وقضت المحكمة برفض الدعوى المدنية وعاقبت عادل فراج مصطفى فراج، مدير عام فرع ثقافة بني سويف، بالسجن لمدة 3 سنوات، وبهجت جابر محمد القباري، مدير قصر الثقافة، بالسجن لمدة سنتين، وكلًا من سمير عبد الحميد حامد، رئيس قسم المسرح بقصر الثقافة، سنة مع الشغل، ورجب عبد الله محمد عطوة، أخصائي أمن بقصر ثقافة بني سويف، سنة مع الشغل.
وفي 2010، قضت محكمة مدني شمال الجيزة بإلزام فاروق حسني، وزير الثقافة، بدفع تعويض مدني 100 ألف جنيه لأسرة فتاة لقيت مصرعها في الحادث.