أحلامه ليس لها سقف .. "عمر الحلواني" هل نراه مستقبلا رائد الاتجاه السريالي في مصر ؟

الجمعة 07/سبتمبر/2018 - 09:38 م

شيماء اليوسف

اللاشيئ

تجسيد المرض في لوحة

الوحدة ليس معناها أن تجلس في غرفة مظلمة .. وحيدا دون اختلاط ، بل هي أن تشعر أنك وحيد في طريقة تفكيرك و نمط حياتك و آمالك.. فتدرك ولو لوهلة أنك تعيش داخل أرجاء مجرة غير مجرتهم وعالم غير عالمهم، ثم تنظر من نافذتك على اللاشيء، فتجد نفسك مخلوق وحيد على وشك الانقراض.

جملة كتبها المبدع المغمور " عمر الحلواني" عندما نشر لقطة لأحد رسوماته التي حبرها تحت عنوان " اللاشيء" و أرفقها بتلك العبارة المبهمة، تضمنت اللوحة نافذة مفتوحة في مجرة خالية، يخرج منها حيوان " وحيد القرن" تبدو اللوحة شبه غريبة، ليس بها من تفاصيل قد نتفهم مقصده و لكنه أراد أن يقول أن كائن وحيد القرن يمثل الشخص الوحيد فكريا لدرجة جعلته يعيش بمفرده في مجرة كاملة بمجمل مداراتها و كواكبها و عالمها وحده .

عمر الشريف

متى و كيف بدأت رحلة الحلواني ؟

بدأت رحلة هذا الفنان الصغير الكبير من فن البورتريه و الرسم التصويري بشكل إبداعي غاية في الدقة والإتقان له بصمة فنية في كل لوحة، يجسد تماما ملامح الشخص المقصود، تكاد أن لا تشعر أنها مرسومة بأقلام، في الوقت الذي تذهب بخيالك أنها التقطت بواسطة كاميرا فوتوغرافية غير ملونة .

عادل إمام

الاتجاه نحو الرسم التصويري

كان اتجاه الرسم التصويري النافذة الأولى التي طلت منها موهبة هذا الشاب الذي لم يبلغ العشرين من ربيع عمره، ثم التفت بفنه إلى زاوية أخرى تبدو غير مألوفة حتى على نظرائه في عالم الرسم و الحبر متخذا الاتجاه السريالي في الرسم.

خطوات رسم عمرو دياب

الاتجاه السريالي

لم أفهم ماهية الاتجاه السريالي الشبه منقرض في مصرنا، لم أفهم حتى الدوافع التي جعلته يمضي في درب معاكس تماما لكل من حوله، كما أن هذا الاتجاه معقد و يعتبر أحد الحركات الثقافية الحديثة التي دعت إلى التعبير عن العقل الباطن بصورة فوق الواقع، أي لا تتخيلها الأذهان .

محمد صلاح

ماهية الاتجاه السريالي

ومن خلالها يمكن التعبير عن انشغال الفكر بصورة شفوية أو كتابية أو غير، متعلقة بقواعد الفكر الإملائية ذلك بحسب تنظير أندريه بريتون، و قد نشأت هذه المدرسة الثقافية الفنية في فرنسا في بداية القرن العشرين و ركزت على كل ما هو غريب و متناقض و لا شعوري ، حيث تخلصت من كل المبادئ التقليدية في الرسم .

الإكتئاب

الاتجاه السريالي في مصر

كان ذلك المنطلق محط أنظار الرسام الدمياطي، الذي قد نراه مستقبلا رائد الاتجاه السريالي في مصر، يحاول منذ فترة أن يرسم الشعور والأمراض النفسية، و رغم صغر سنه إلا أنه شارك في معارض فنية دولية داخل مصر و حصل على العديد من الجوائز و التكريمات .

وليس مجرد أن يمليه عليه تفكيره وتخيلاته فيقوم بتجسيد هذه الأفكار على لوحاته مستخدما أقلامه الزاهدة بل يزور المرضى موضع الاهتمام و يتعامل معهم و يضيف ل " بوابة المواطن " : " عشان اقدر ارسم لوحة التوحد اللي لسه متنشرتش روحت اعدت مع مريض بنفس المرض ".

الفصام و تعدد الشخصيات

التجربة السريالية الأولى

كانت أول لوحة رسمها الحلواني عندما بدأ في تنفيذ فكرته ، لوحة " الفصام و تعدد الشخصيات " التي لاقت هجوما عنيفا من أصدقائه لسبب واحد وهو، عدم فهم العامة لهذا النوع من الفن، و قد شملت بدورها أكثر شخصية متناقضة و كل شخصية منهم متناقضة ممن حولها، و في نفس الوقت الذي وجد فيه الهجوم، عرض عليه تقديم لوحته في أحد المعارض البريطانية التي تهتم بهذا النوع من الفن لكن الفرصة لم تأت في الوقت المناسب لأن السفر سيتسبب في فقدان عام كامل حيث أن هذا العام يمثل السنة الأولى له في دراسته الجامعية بكلية الفنون التطبيقية .

يعتبر الحلواني أن الأب الروحي له في هذا الاتجاه سليفادور دالي، الرسام السريالي، كما يخطط لإطلاق أول معرض للفنون التعبيرية في مصر، كما يتمنى أن يكون فنانا عالميا.