فيديو.. تعرف على كنيسة العذراء الأثرية بسخا... أقدم الكنائس المصرية
الخميس 13/سبتمبر/2018 - 05:29 م
نرمين الشال
طباعة
احتفلت مصر ببدء العام الهجري الجديد 1440، تزامنًا مع بداية السنة القبطية 1735. هذه الظاهرة لا تتكرر إلا كل مائة عام، في السنة القبطية تتكون من 13 شهر، ويعود اصل هذه التقويم إلى 1235 قبل الميلاد، حينما قسم قدماء المصريين السنة إلي 12 شهر وكل سنه شهر فيه 30 يومًا يضاف إلى ذلك خمسة أيام تسمى الشهر الصغير أو أيام النسى، وقد عمت الاحتفالات كافة مساجد مصر، وكنائسها.
عدسة "بوابة المواطن" الإخبارية، تواجدت داخل " كنيسة العذراء مريم " أقدم الكنائس في مصر، والتي تقع في حي سخا بمحافظة كفر الشيخ، حيث التقينا بعدد من الشخصيات المسلمين، والمسيحيين الذين حرصوا على التواجد سويا واستهلال العام الجديد معبرين عن وحدتهم واتحادهم.
حيث أكد "أشرف صحصاح" رئيس لجنة السياحة والثقافة ببيت العائلة المصرية، حرصه على التواجد داخل الكنيسة مع بداية العام الهجري والقبطي، مؤكدا أن بيت العائلة المصرية بكفر الشيخ عقد عدت اجتماعات بكنيسة السيدة العذراء، بحضور القمص متياس موريس، كاهن الكنيسة، والقس ياكوبوس أسعد، كاهن عام مطرانية كفر الشيخ ودمياط، وتم بالفعل دراسة استعدادات كنيسة السيدة العذراء لاستقبال وفود سياحية، لمعرفة مسار العائلة المقدسة، وتم بحث المتطلبات والتجهيزات لذلك، ومدى تعاون مسئولي محافظة كفرالشيخ، لانجاز هذا الحدث وكيفية المساهمة في الترويج الأمثل لأقدم الكنائس تاريخا في مصر.
بينما قال " بطرس موسي" طبيب، أن كنيسة العذراء هي إحدى التحفة المعمارية، التي لها تاريخ يجعلها محط اهتمام من الدولة، ونتمنى أن نراها مزارًا سياحيًا عالميًا لتعود للكنيسة مكانتها التي كانت عليها من قبل، حينما كان كل المسيحيون يأتوا لزيارة الكنيسة من كل أنحاء العالم.
أما القمص " متياس موريس" كاهن الكنيسة فيقول دخلت العائلة المقدسة منطقة سخا، أوائل القرن الميلادى الأول، ومكثت فيها قرابة 3 شهور، ومنها استكملت رحلتها فى مصر، وعند انتشار المسيحية، تم بناء كنيسة "العذراء مريم" فى مدينة "سخا" بمحافظة كفر الشيخ، مؤكدًا أن الكنيسة بنيت على موضع دير كان يسمى دير المغطس، بسبب غمر الماء له، وكان عامرًا بالرهبان حتى نهاية القرن الثالث عشر، وحين هدم الدير اختفى الرهبان، وظلت قدم السيد المسيح، فكتبوا على الحجر كلمة "الله واحد" كعلامة تميز الحجر عن أى حجر آخر، وأخفى هذا الحجر زمنًا طويلًا، خوفًا من سرقته فى بعض العصور، واكتشف هذا الحجر مرة أخرى عام 1984، ونال اعتراف الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى
وأكد أن تاريخ الكنيسة يعود إلى رحلة العائلة المقدسة، وأقامت به خلال رحلة الهروب إلى أرض مصر، قادمة من فلسطين بأرض الشام، عبر سيناء والشرقية وسمنود وسخا ووادى النطرون، حتى أقصى الصعيد.
أما عن تاريخ مدينة سخا، والتي تضم أقدم كنيسة أثرية في مصر، فيقول القمص متياس موريس، راعى كنيسة السيدة العذراء بسخا، إن تاريخ سخا يعود إلى قدماء المصرين، وكانت تسمى "خاست"، وفى العصر اليونانى "أكسويس"، وفى العصر الرومانى كان اسمها "بلاد السباخ"، وفى القرن الـ10 سميت "يخا أيسوس"، أى القدم، ثم استقرت على اسم "سخا"، وحتى القرن الـ18 فى بداية الدولة الفاطمية،وكان هذا المكان ديرًا، ولم يكن قد تحول إلى كنيسة، ثم تم بناء الكنيسة.
وأضاف القمص متياس موريس، تضم كنيسة العذراء مريم بقايا أحد الأعمدة الأثرية، وهى عبارة عن تاج حجرى، مكتوب على ظهره كلمة الله، وبعض القائمين على الكنيسة كتبوا تحتها رقم 1، خوفًا من تحطيمها، وبعدها أُخفى الحجر لفترة طويلة، بدفنه تحت الأرض، وتم اكتشافه أثناء الحفر عام 1984.
مشيرًا، أيضا إلي وجود العديد من المقتنيات الأثرية والتي تمثل متحف صغير داخل الكنيسة، وتضم أواني أثرية، منها كأس مخصص للشرب، و صينية مصنوعة من الفضة، والماستير، وهو عبارة عن ملعقة، ويعتبر تحفة أثرية نادرة، مدون عليه تاريخ سنة 1213، كما تحتوى على شمعدان مصنوع من الفضة، أهداه الخديوى إسماعيل إلى الكنيسة عام 1862، وبها عددًا من المقتنيات الأثرية النادرة، يعود تاريخها للقرن الـ19 الميلادي، تلقتها الكنيسة على سبيل الهدايا من بعض أثرياء الأقباط، أو نذور للكنيسة، ومنها درج للبخور، وصليب، وتيجان كتلك التى توضع على رأس العروسين عند عمل الإكليل، وتحتوي على مخطوط أثرى نادر داخل الكنيسة يُعتقد أنه مكتوب بيد القمص يوحنا الناسخ، ويسمى "البابا كيرلس الخامس"، بالمخطوط عظات الآحاد، وبالكنيسة مخطوط عن دير المحرق، مؤكدًا أن قصة تفجير المياه تحت قدم إسماعيل عندما شعر بالعطش، سبقها قصة يسوع المسيح، عندما شعر بالعطش فلامست قدمه الحجر، فتدفقت المياه تحت رجليه، كما طبعت آثار قدمه على الحجر، كما تحتفظ الكنيسة بمنطقة الهياكل، التي تُقام فيها الطقوس الدينية، وعادةً ما تمتلئ بالزائرين، خاصة فى عيد دخول السيد المسيح أرض مصر.