"السوسة الحمراء" آفة تھدد بهلاك 2 مليون نخلة بالوادي الجديد
الخميس 20/سبتمبر/2018 - 12:00 ص
محمد حجي
طباعة
السوسة الحمراء والمعروفة علميا بـ "ايدز النخيل" باتت الخطر الأكبر الذي يهدد أكثر من 2 مليون نخلة من أجود الأصناف بالوادي الجديد، وأصبحت الثروة القومية التي تدر دخلا بملايين الدولارات للاقتصاد القومي المصري تواجه أزمة حقيقية، أثارت مخاوف المزارعين والمسئولين على حدا سواء، حيث يكتسب النخيل أھمية خاصة كونه مصدر رزق معظم سكان المحافظة ويعتبر البلح مصدر الدخل الرئيسي لما يزيد علي 90٪من أبناءها، حيث يوجد في المحافظة أكثر من 2 مليون نخلة مزروعة علي مساحة100 ألف فدان تشكل ثلث المساحة المزروعة بمختلف المحاصيل في الوادي الجديد.
"سوسة النخيل" من رتبة الحشرات غمدية الأجنحة فصيلة السوس ولكل نوع من أنواع الحشرة عائل تتغذى عليه حتى تقضى على شجرة النخيل بالكامل وهى شديدة العدوى وتتسبب فى إفراغ قلب النخلة من صلابته ثم جفاف العصارة النباتية ويزيد من خطورة تأثير تلك الحشرة قدرتها على الطيران لمناطق بعيدة تصل إلى 1500م، وتسبب في إصابة كافة أشجار النخيل فى المزرعة وبالتالى تحول تلك الحقول إلى منطقة موبوءة وهى تقضى على النخيل المثمر خلال فترة بين سنة إلى سنتين.
المزارعون طالبوا بضرورة أن تقوم الجمعيات الزراعية بتشكيل لجان متخصصة لمكان المرض وعمل لجان لفحص جميع النخيل بمزارع الخارجة والداخلة والفرافرة وضرورة مقاومة المرض بصورة علمية للقضاء علي المرض.
وناشد العديد من أصحاب مزارع النخيل اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد بضرورة التدخل وإنقاذ النخيل من تلك الحشرة الضارة التي تكاثرت بشكل كبيرة وأصبحت المبيدات الزراعية لا تجدي معھا نفعا فيما اضطر عدد كبير من المزارعين إلى قطع بعض نخيلھم والإحجام عن زراعة الفسائل الجديدة التي يتم غرسھا كل عام.
وقال علي احمد صالح، من مدينة الخارجة إن هناك العديد من البؤر التي يتم اكتشافها بالمزارع والتي تنتشر بها سوسة النخيل الحمراء والتي ظھرت ودمرت عددا كبيرا من النخيل وأصبحت أزمة للمزارعين الذين يمثل لھم محصول البلح مصدر رزقھم الوحيد، مطالبا المسئولين بالتدخل وإيجاد علاج سريع للمرض.
وقال أحمد محمود مھندس زراعي من واحة الداخلة أن سوسة النخيل الحمراء تھاجم جميع أشجار النخيل في جميع الأعمار، ولكنھا تفضل الذي يقل عمره عن 20 سنة، حيث إن جذع النخلة يكون غضا وسھل الاختراق، وأخطر الإصابات التي تكون في قلب النخلة، حيث يتجدد جريد النخلة ويصعب اكتشافھا مبكرا وخاصة في الأشجار العالية، وتعتبر ھذه السوسة العدو الخفي لأنھا لا تصيب إلا شجرة النخيل، حيث تقضي جميع نمو أطوارھا داخل جذع الشجرة. والضرر الحقيقي الذي تحدثه ھذه الآفة للنخلة ھو موت النخلة، لافًتا إلى أن ھذه الآفة تقضى سنويا على عشرات الأشجار من النخيل.
وأكدت مديرية الزراعة أنها تكثف حملات فحص النخيل وتوفر جميع احتياجات المزارع لمواجهة المرض من كبريت زراعي ومبيد "التابفان".
وقال الدكتور مجد المرسي مدير القطاع الزراعي بالوادي الجديد إن المديرية انتهت من إعدام 105 نخلات مصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء والمعروفة إعلاميًا باسم مرض "إيدز النخيل". وأكد المرسي إصابة 594 بالمرض، وعلاج 474 نخلة من خلال فرق وقوافل زراعية تنظمها المديرية في مناطق الإصابة، والتي تتركز في 3 مناطق هي "الفرافرة – بدخلو التابعة لإدارة القصر الزراعية بالداخلة – مدينة الخارجة"، حيث جرى علاج 183 نخلة بمركز الفرافرة، 210 بزمام إدارة القصر بالداخلة، 81 بالخارجة.
وأضاف أن المديرية تكثف حملات فحص النخيل ضد حشرة السوسة الحمراء وتوفر جميع احتياجات المزارع لمواجهة المرض من كبريت زراعي ومبيد "التابفان"، بهدف الحفاظ علي المحصول الاستراتيجي للمحافظة، وهو البلح الذي يشكل العائد الاقتصادي الأكبر والدخل الرئيسي لمزارعي الواحات.
وكانت حشرة سوسة النخيل الحمراء أو ما يعرف (إيدز النخيل) لخطورتها، ظهرت فى الوادي الجديد عام 2005 بمنطقة الفرافرة، وجرى التعامل معها فى حينه، وفي عام 2008 ظهرت بواحة الخارجة وفى زمامات مختلفة وتم التعامل معها، ثم ظهرت اخيرا في نوفمبر 2017 فى واحة الداخلة وتحديدًا في زمام بدخلو.