صور جنازة جميل راتب تكشف صدفة غريبة جمعت أفلامه والجامع الأزهر
الأربعاء 19/سبتمبر/2018 - 06:37 م
وسيم عفيفي
طباعة
شيعت اليوم جنازة جميل راتب أحد أهم الفنانين المصريين الذي التحقوا بالعالمية وذلك من الجامع الأزهر بحضور 5 فنانين فقط هم الفنانة سلوى محمد علي والفنان أشرف زكي والفنان عزت العلايلي والفنان مجدي صبحي وكذلك الفنان محمد صبحي والذي لم يلحق صلاة الجنازة.
جنازة جميل راتب
رغم الصدمة الكبيرة في غياب نجوم الفن عن جنازة جميل راتب لكن كان هناك شيء لافت جداً وهو الصدفة التي جمعت جنازة جميل راتب والجامع الأزهر.
كان جميل راتب متيماً بالفرنسيين وصداقتهم لكنه كان رافضاً لمنهجهم الاستعماري، ورغم ذلك كان يشعر بحنين غريب لكل ما هو فرنسي نظراً لأن بداياته الدراسية كانت في مدرسة الحقوق الفرنسية وأول رحلاته للخارج قبل عمله في التمثيل كانت إلى فرنسا.
جنازة جميل راتب
حتى بدايته الفنية كانت لها صلة مع الفرنسيين، نظراً لأن أول أعماله كانت سنة 1956 م من خلال الفيلم المصري "أنا الشرق" مع الممثلة الفرنسية كلود جودار وأبرز نجوم السينما المصرية في هذا الوقت ولعل أبرزهم جورج أبيض، حسين رياض، توفيق الدقن، سعد أردش، بعد هذا الفيلم سافر إلى فرنسا ليبدأ من هناك رحلته الحقيقية مع الفن، ملامحه الحادة أهلته لأداء أدوار الشر.
من أخبار جميل راتب وفيلم أنا الشرق
فتح فيلم أنا الشرق بوابة العالمية لـ جميل راتب فشاهد أندريه جيد في "أوديب ملكاً" فنصحه بدراسة فن المسرح في باريس فقبل النصيحة وبدأ مشواره العالمي مع الفرنسيين.
التعاون الفرنسي مع جميل راتب اتحد مع يوسف شاهين ليسفر عن فيلم الوداع يا بونابرت سنة 1985 م وجسد فيه جميل راتب شخصية فرط الرمان، وهو شخصية حقيقية في التاريخ المصري، واسمه الحقيقي بارثلميو يني الرومي الذي قاد فيلقاً من الأروام لدعم الاحتلال الفرنسي لمصر، واشتهر لدى العامة بـ"فرط الرمان" لشدة احمرار وجهه والذي لم يملك المؤرخ الفرنسي بريجون إلا أن يصفه بأنه وحشٌ آدمي، في حين وصفه الجبرتي بأنه من أسافل الأروام المقيمين في مصر.
أجاد جميل راتب تجسيد شخصية فرط الرمان من خلال فيلم الوداع يا بونابرت، خاصةً في مشهد ثورة القاهرة الأولى التي اندلعت في أكتوبر سنة 1798 م، وهنا كانت الصدفة فبعد 33 سنة جاءت جنازة جميل راتب من الجامع الأزهر الذي قصفه فرط الرومان مع الفرنسيين في التاريخ ومثله جميل راتب باقتدار في مشهد مصر هتفضل غالية عليا بفيلم الوداع يا بونابرت.
الفيلم تأليف يسرى نصر الله وحوار يوسف شاهين وهو إنتاج مصرى وفرنسى مشترك عام 1985، وشارك به العديد من الفنانين المصريين والفرنسيين، بطولة جميل راتب وباتريس شيرو وميشيل بيكولى وتحية كاريوكا وهدى سلطان وأحمد عبدالعزيز ومحسن محيى الدين.
وتدور قصة الفيلم عن الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون عام 1798 وتباين مواقف ثلاثة إخوة من قوات الاحتلال فينضم أكبرهم إلى المقاومة الشعبية ويتعاون الثانى مع الفرنسيين ويتعلم لغتهم ليحاورهم، أما الثالث فيحاول أن يستفيد من العلم المتوفر لديهم كى ينقله إلى حركة المقاومة.