احكيلنا حكايتك.. سيدة هجرها ابنائها بعدما أصبحت غير مفيدة لهم
الأحد 23/سبتمبر/2018 - 01:36 ص
أمل عسكر
طباعة
نسمع يوميا الكثير من الحكايات والقصص التي يبكي لها القلوب من الأصدقاء والأقارب وهنا وهناك ولا نستطيع فعل شيء سوى مصمصة الشفايف والتعجب على تلك الحكايات وأصحابها وكيف يتحملون كل ذلك، ويوجد مثل شهير يقول " اللي يشوف مصائب الناس تهون عليه مصيبته" ونحمد الله على النعمة وعدم حدوث شيء من تلك المصائب.
سيدة في عقدها السادس تجلس بمفردها لا تعرف شيء عن العالم الخارجي والمحيط بها، تعاني من أمراض كثيرة ولكنها لم تجد من يساندها في مرضها ولا من يعطيها كوب ماء إذا أرادت في الليل فتعود للنوم مرة أخرى.
تركها ابنائها بعدما هدها الكبر ولم يبقي لها فائدة فهي كانت طوال حياتها تعمل لأجلهم ولكنهم لم يتذكروا أي شيء من ذلك، ومع أول فرصة جاءت لهم كي يتركوا والدتهم المريضة العجوز تركوها وحيدة بين جدران البيت تناجي نفسها من شدة ألمها.
بعد طيلة عمرها هذا وانتظارها الراحة في أواخر عمرها وأن يقف بجانبها ابنائها مثلما قامت هي بتربيتهم وتعليمهم وحتى زواجهم ساعدتهم فيه وتداينت الكثير من المال لإسعادهم، لم يتذكر منهم كل هذا.
الغريب أن حتى بناتها تخلوا عنها بعدما ذهبوا لبيت أزواجهن كل منهم تناسي أن لديه أم ضحت من أجلهم كثير، كانت تعمل طول اليوم صباحا وليلا فلديها 4 أبناء تركهم لها زوجها بعدما توفى والمعاش لا يكفي شيء، لذلك كانت تعمل في الصباح بإحدى المصانع والليل خادمة في البيوت كي تستطيع تحصيل مصاريف الأبناء.
"قل وبي ارحمهما كما ربياني صغيرا" صدق الله العظيم، هؤلاء الأبناء لم يعرفوا ما معنى تلك الآية ولا حتى معنى كلمة أم، لم يقدرون تضحية والدتهم وفنائها كل هذا العمر لأجل سعادتهم، فهم لم يتحملوا مرضها وحاجتها لهم في نهاية عمرها ولم يتذكروا لها شيء فقط ذهبوا وتركوا والدتهم يرعاها الغريب ويساندها في أواخر عمرها.