باحث في شأن إيران لـ "بوابة المواطن": تواجد طهران داخل سوريا يهدد إسرائيل

السبت 22/سبتمبر/2018 - 10:30 م

أحمد عبد الرحمن

في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها إيران منذ إعلان الرئيس الأمريكي فرض العقوبات الاقتصادية على طهران، إلا أن الوجود العسكري الإيراني في كل من سوريا والعراق بدعوى المشاركة في حل الأزمة السورية لا زال مستمراً.

ولذلك كان لـ "بوابة المواطن الإخبارية" لقاء خاص مع الباحث في الشأن الإيراني، محمود جابر، للتعرف على آخر تطورات الوضع الإيراني.

ـ ما تأثير وجود القوات العسكرية الإيرانية على الأراضي السورية ؟

يعتبر الوجود الايراني فى سوريا وجود مهدد للكيان العدو وداعم لكل فصائل المقاومة الفلسطينية سواء أكانت الأهداف التى تدفع إيران مبادىء أو مصالح، إلا أن وجودها على مقربة من الجولان المحتل مع حزب الله فى الشمال الفلسطينى وقدرتها على دعم الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة يمثل وضع الكيان الصهيوني بين شقي الرحا وهذا ما يجعل العدو طوال الوقت يتحسب ألف حساب لكل خطوة، وبالتالي يضغط على الحليف والداعم للعدو وهي الولايات المتحدة الأمريكية ووجود إيران في سوريا معناها وجودها على شاطى المتوسط الذي يمثل بحيرة أمريكية تتواجد فيها أساطيلها وقوتها البحرية.

ما مصلحة الولايات المحدة الأمريكية من منع أي تدخل إيراني في العراق ؟

الولايات المتحدة الأمريكية تريد حشر إيران في جغرافيتها الداخلية من أجل تحويل المجتمع العراقي من مجتمع جوارى وملاصق لإيران إلى مجتمع معادي لإيران، وهذا كان أحد دوافع الدخول الأمريكى إلى العراق في 2003 كما أن السفارة الأمريكية فى العراق تمثل أكبر سفارتها فى الشرق الأوسط.

إضافة لوجود عدد كبير من العسكريين والخبراء فى القواعد العسكرية الأمريكية فى العراق ووالجود الإيرانى يعنى وجود معادى للوجود الأمريكى وللمشروع الأمريكى في العراق أو مجمل منطقة الهلال الخصيب ككل.

وبالتالى مطلوب من أمريكيا خلق بيئة معادية لإيران في العراق ورغم صعوبة ذلك أو ربما استحالته لأسباب اجتماعية ودينية واقتصادية إلا أن الولايات المتحدة الأمركية وحلفائها فى الداخل العراقي يبذلون أقصى ما فى وسعهم للوصول إلى هذا الأمر وتحت أي منطق وبأى ثمن.

ـ ما آخر تطورات العلاقات الأمريكية الإيرانية بعد العقوبات الاقتصادية على طهران ؟

إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد إسقاط النظام الايراني، ولكن تريد تهذيبه لصالح مشروعها وتطويعه، لأنها لا تتحمل تكلفةسقوط النظام فهى تخشى من سقوطه تمامًا، وهنا حوار بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين إيران سواء بطريق مباشر أو غير مباشر فى كل ساحات الصراع خاصة فى سوريا واليمن.

ولا يمكن إنجاز حكومة عراقية ولا برلمان عراقي بدون اتفاق أمريكى إيراني ورغم ذلك فإن العلاقات بينهما هى علاقة صراع شديد وعداء بالغ ولكن هذا الصراع والعداء لم يمنع يوما ما من وجود حوار وقنوات حوارية، وذلك لأن الحوار فى مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية أكثر ما هو فى صالح إيران.

ـ لماذا لم تنجح القمة الثلاثية بين روسيا وإيران وتركيا ؟

من قال أن القمة لم تنجح فالقمة نتج عنها اتفاق إدلب وعدم دخول الجيش السوري إلى إدلب بالسلاح على أن تكون إدلب منطقة منزوعة السلاح الثقيل من كل الاطراف وأن يكون هناك دورية من القوات الحربى الروسى وحرس الحدود التركي في الوسط والشمال والجنوب فى إدلب وتكون المنطقة الشرقية والإدارات المحلية تحت إشراف إيراني.

ـ ما نتيجة إعلان إدلب منطقة منزوعة السلاح ؟

يعتبر هذا الاتفاق واحد من الاتفاقات التى حدثت في سوريا في هذا الوقت والتي يكون لها انعكاس على سيطرة سوريا والجيش السوري على كامل التراب الوطني كل هذا حدث بفعل نجاح تلك الاتفاقية بين هذه الأطراف الثلاثة، ويعتبر هذا الاتفاق صفعة جديدة للأمريكان خاصة أنه أذاب الجليد بين كل من تركيا وإيران وروسيا بشكل نهائي.