فيديو.. بعد 45 عاما على حرب أكتوبر.. اللواء " يحيي اللقاني " يروي تفاصيل جديدة عن أول موجة عبرت القناة
السبت 29/سبتمبر/2018 - 08:42 م
محمد وجيه
طباعة
بعد 45 عاما على حرب أكتوبر المجيدة،حمل نصر أكتوبر قصص وحكايات أشبه بالخيال، بطولات ستظل مضيئة للأبد تنير لنا الطريق سيظل التاريخ يذكر بحروف من نور أبطال حرب أكتوبر الذين حملوا أرواحهم على أكفهم فداءا لمصر، وصنعوا التاريخ الحديث بدمائهم وسوف تظل حرب أكتوبر المجيدة محفورة فى قلوب وأذهان من عاصروها ومن لم يعاصروها.
التقت "بوابة المواطن الاخبارية " مع اللواء يحيي عبد الحميد اللقاني أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة بعد مرور 45 عاما علي ذكري نصر أكتوبر ليروي مواقفه في ساعات الأزمة التي عاشتها مصر وأيام الإنتصار.
-في البداية نريد أن نتعرف على السيرة الذاتية للواء يحيي اللقاني؟.
تخرجت من مدرسة عمر مكرم الثانوية بمدينة دمنهور ثم التحقت بالكلية الحربية سنة 1971 الدفعة 63 حربية وكانت الدراسة في الكلية في ذلك الوقت الصف الأول والثاني بها كانت بدولة السودان والصف الثالث والرابع بمصر وذلك خوفًا علي الطلاب الجدد الذين لم يتدربوا.
وأثناء الصف الثالث والرابع تخصصت ضمن سلاح المشاة وخلال انضمامنا للمشاة أخذنا فرقة صعقة وفرقة مظلات وذلك لأننا القوات الأساسية التي ستعبر بداية المعركة،و تخرجت من الكلية الحربية في 197311 وتوزعت علي الكتيبة 24 اللواء الثامن الفرقة السابعة الجيش الثالث الميداني في السويس وكان تمركزها في مطار كبريت،وعندما وصلت إلي الكتيبة كانت هناك نقطة قوية وعليها العلم الإسرائيلي مرتفعًا على الضفة الشرقية من سيناء فكان هذا المشهد كفيل أن يستنفر مشاعرنا لضرورة المحاربة لاسترداد الأرض والكرامة.
-كيف كان التخطيط والإعداد لحرب أكتوبر المجيدة ؟.
التخطيط والإعداد لحرب أكتوبر المجيدة بدأ من يونيو 67 بدليل أن المدمرة إيلات دمرت في 67 وهذه الضربة غيرت خريطة البحرية في العالم حيث دمرت أكبر قطعة بحرية في العالم بصواريخ وتربينات مصرية "صغيرة الحجم "فالأعداد كان مستمر "تدريبا وتسليحا ومعنويًا ".
-كيف كان خط بارليف وكيف كان تسلقة والتعامل معه؟.
بدأت إسرائيل في عمل الساتر الترابى وكانت فكرة الجنرال حاييم برليف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي واقنع الكنيست بأن خط بارليف حماية أبدية لا يقهر،و خط بارليف عبارة عن 22 نقطة قوية بارتفاع 17 متر بزاوية شبة قائمة 80 درجة من السويس الي بورسعيد ويربطهم ساتر ترابي وخلفهم بعشرة كيلو يوجد 10 نقط قوية للمدفعياتوالإحباطات الخفيفة والفهم عند المضايق نقطة حنيفة خاصة بالاحتياطات سريعة الاندفاع والتي ستقوم بالهجمات المضادة وقناة السويس والساتر الترابي بما فيهم النقط القوية خارج منة مواسير النابالم و10 نقط قوية في العمق كل هذه المنظومة اسمها خط بارليف وكنا نحن اول موجة عبور وأول ناس هتنزل المياه، وأتذكر أن الأستاذ محمد هيكل في ذلك الحين كان يكتب مقالاته "بصراحة " وكتب أن موجة أولي عبور خسائرها تقدر 80% و20% الباقين هم الذين سينفذوا باقي العملية فكان الخوف يتملكنا قليلا وإسرائيل كانت مجهزة قواتها ولا نقلل من قوتها لأن حينما تم التقليل بإسرائيل في 67 خسرنا خسارة فادحة والإعلام المصري حينها خدعنا وخدع الشعب المصري والأمة العربية، وكانت هناك تدريبات مستمرة وكان عندنا ساتر ترابي يتم التدريب علية أعلي من خط بارليف زاتة وآخر تدريب حضرتة في شهر سبتمبر 73 في الخطاطبة.
-حدثنا عن يوم الحرب وموقعك في المعركة؟
يوم الحرب كنا متمركزين في مطار كبريت ولكننا هنعبر من جنوب البحيرات من علي القناة تحركنا يوم 4 أكتوبر علي أساس تدريب مشروع عادي وتم تشكيل مؤخرة وجنود تحرصها وجاء لي جنود رديف تم استدعاءها يوم 4 أكتوبر وهذا ضمن الخداع الإستراتيجي وانضم لي زوجين قازفات وانضم أيضا فصيلة مدافع مضادة للدبابات وكان هناك بيت قديم في السويس اخذناة مبيت لنا، ويوم 5 أكتوبر كان النقيب " ماهر أبو المجد علي " من مدينة دمنهور طلب منا 3 قادة فصائل وكنت أنا و" عبدة طة العصفورى ويوسف هلال إبراهيم " برتبة ملازمين، وأن نصعد فوق الساتر الترابي وقال: كل فرد هدفة الهجومي عند هذه التبة وأشار بيدة علي العلامة واتجاه التقدم الثاني بعد العبور وهذا اليوم أعطانا توقيتات أهم هذه التوقيتات أن الساعة 2.20 نعبر المياه لأن سريتنا هي أول موجة عبور وأول ناس هتنزل المياة ومهمتنا أيضا التجهيز الي الذين هيعبروا بعدنا وبالتالي كنا قد استلمتا قوارب وكنت قائد فصيلة وكان معي أربع قوارب داخل شنط وموضوعة داخل حفر برميلية تحت الأرض حماية من أي ضربة مدفعية أو طائرات.
وكنا قد جهزنا حفر طولية بطول القارب بحيث يوضع فيها القارب ويتم نفخة بواسطة منافيخ بالقدم وأقارب مقسم الي غرف منفصلة بحيث لو دمر جزء من القارب يظل باقى القارب سليم ومعباة بالهواء واستلمتا خوازيق خشبية بمقاس طلقات النار لسد طلقات النار بسرعة ومصروف مع كل قارب حصيرة خشبية للوقوف عليها بالقارب ومع كل قارب زاويتين 2 قدم وحبل بدلون وزاويتين 6 قدم وسلم خشب وكل قارب مجهز بجماعة مشاة مكونة من 10 أفراد وتم وضع القوارب في الحفر الطولية وتم نفخها وتسليحها الرئيسي اربيجية ورشاش خفيف وأربع بنادق، وفي ذلك اليوم فطرنا واخذنا أوامر من قائد الكتيبة بأن نتسامر في هدوء وجاء لي ملازم استطلاع وقال لي أنا معاك وهشتغل أمامك ' والتعامل بالنهار بالظهور المتبادل وبالليل بكشاف البطارية واتفقنا علي الإشارات المتبادلة بيننا والمتفق عليها وفي الصباح صدرت الأوامر بأن الضباط تحتل نقط الملاحظة وتسجيل أي تحركات علي الجانب الآخر وكل دة وكنا نتوقع انة مشروع وبعد ذلك نعود الي الكتيبة وجاء توقيت إخراج القوارب من الحفر البرملية ونفخها، ووقوف الجنود حول القوارب، وكل فرد إمامة فتحة خاصة بالكباري مسدودة بشكاير رمل ولها توقيت فتح وتم فتح الفتحة الشاطئية والمفترض أن يتم إنشاء فتحة مثلها في الجانب الآخر من القناة وتمتد الكباري وافقنا علي صوت طيران جاء من سيناء وعليه العلم المصري.
وأخذت المدفعية في تصويب هجماته علي الخنادق الأولي في خط بارليف وفي العمق وبلا تردد حملنا القوارب ونزلنا بها في المياة وبدء دور كل فرد يأخذ الزاوية لـ 2 قدم ويثبتها علي الشط الغربي للقناة ويريط فيها الحبل البارلون ويذهب للجانب الآخر الشرقي ويثبت الزاوية في الجانب الاخر وهنا اصبحت معدية ويصعد الجندي علي الساتر الترابي ويعرز الزاوية الستة قدم بفاصل 2 سم بينهم ويفرد سلم الصعود وذلك لصعود المدافع المضادة للدبابات،و في تمام الساعة 2.20 كانت القناة بها 80 ألف ضابط وجندي واحتلينا الساتر الترابي وبدء المهندسين العسكريين اتجاة الفتحات الشاطئيه وبدأت تضع معداتها وتضخ المياهعلى الساتر الترابي وإمتدت الكباري واسرائيل فوجئت بان المصريين يحتلون القناةعلى الضفة الشرقية و استولينا علي النقط القوية وسقط خط بارليف.
وبدء الطيران الاسرائيلي بضرب القناة وخرجت الموجة الثانية عبور واحتلت الساتر الترابي مكاننا وتقدمنا نحن امامهم وكان هدفنا أن نصنع راس كوبري "نصف دائرة " ونرجع ثانية على المياه في الضفة الغربية لحماية الكباري ومشيت في سيناء وذلك لاكتساب الارض وفي الليل ظهرت دبابة ونحن متمركزين داخل حفر برملية وبدأت الدبابة في قزفنا وجاء جندي اربيجية وبدأ في التعامل معها حتى أصابها إصابة مباشرة.
-تعرضت بالتاكيد للموت في الحرب فما هي ابرز المواقف التي عايشتها؟.
كان يوم السابع عشر من اكتوبر اطول يوم في التاريخ فكان لزاما علي العدو الا يسمح للواء 25 مدرع بالتقدم علي طريق الشط وكنت انا مكلف بخدمة الطريق فلم اري السماء من كثرة الطائرات الاسرائيلية وكذلك المدفعية وتخندقت الدبابات الاسرائيلية محتلة ربوة عالية واخذت تصوب مدافعها في اتجاة دباباتنا وتصيبها مباشرة فانتشرت الدبابات بالمواجهة واذ بالجنود يتركون الحفر البرميلية للهرب من هذا الجحيم وو سط هذا الجحيم اذا بقائد السرية يناديني فذهبت الية وقال لي صدرت الاوامر أن تكون طاقمين اقتناص دبابات وتدمر دبابات العدو المخندقة امامنا فقلت لة اروح ازاي والارض مكشوفة وممكن ننضرب قبل ما اوصل إليهم يعني دي عملية انتحارية فقال لي قائد السرية جملة موجودة في أذني حتى الان "تموت شهيد ولا تموتش خاين " فقلت له شهيد احسن وبالفعل كونت طاقمين اقتناص دبابات وتقدمت مسرعا نحو الدبابات واذ بدانة دبابة للعدو تنفجر علي يساري علي بعد كبير مني وتصيبني بشظاياها في جسدي وجاء لي قائد السرية ووضعني في حفرة برميلية وقلت لة عايزك تقول لاهلي اني استشهدت واوعي تسيبهم يبحثوا عني في أي مكان ارجوك ريحهم فقالي لي قائد السرية: " هتعيش هتعيش" وتم اخلائي للمستشفي الميداني ولكن حالتي كانت تستدعي أخلائي إلى القاهرة ووصلت الي مستشفى دار الشفاء بالعباسية،وبسرعة جهزوني لغرفة العمليات واستمر للعلاج قرابة العام ونصف العام واجري لي 10 عمليات جراحيه داخل مصر وعملية جراحيه بالمستشفي العسكري بدولة رومانيا.
-ما هي الأوسمة التي حصلت عليها؟
حصلت على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي من الرئيس الراحل محمد انور السادات وحاصل علي ميداليةجرحى الحرب من الرئيس الراحل محمد انور السادات وحاصل على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي من الرئيس السابق محمد حسني مبارك وحاصل على ميدالية العيد الفضي لحرب اكتوبر وحاصل ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من الطبقة الاولي من الرئيس السابق محمد حسني مبارك وايضا حاصل على نوط الخدمة الممتازة من الرئيس السابق محمد حسني مبارك.